هل الضربات التي نفذت اليوم مؤثرة؟

محمود جمال – كاتب متخصص في شؤون الأمن والدفاع

من الواضح أن الولايات المتحدة، وبدعم من الدول المشاركة في مهمة حارس الازدهار، قامت خلال الفترة الماضية بجمع معلومات استخبارية عن نشاط الحوثيين ومعسكراتهم والمواقع التي تنشط منها عمليات إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية، وكذلك المنشآت التي تساهم في إنتاج وتجميع الصواريخ والمسيرات، وذلك باستخدام الطائرات والأقمار الصناعية والمصادر الميدانية.

وبناءً على هذه المعلومات، قامت الولايات المتحدة بشن عملية مركزة ومحددة تستهدف مواقع وأهداف بعينها.

من المؤكد أن هذه الضربات لم تتمكن من تحييد قدرات الحوثيين بشكل كامل. فقد تتمكن من شل قدراتهم عن شن هجمات بنفس الوتيرة لفترة قصيرة، لكنها لن تتمكن من تحييدهم بشكل نهائي.

ويتمثل الهدف الرئيسي من هذه الضربات في إرسال رسالة تحذيرية للحوثيين وداعميهم بالتوقف عن استهداف السفن التجارية في جنوب البحر الأحمر.

خلال الأيام المقبلة، سيتضح تأثير هذه الضربات. هل ستنجح بالفعل في دفع الحوثيين إلى وقف هجماتهم، أم ستدفعهم إلى مزيد من التصعيد؟

وتجدر الإشارة إلى أن جماعة الحوثي تمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية وصواريخ كروز وصواريخ مضادة للسفن وطائرات مسيرة انتحارية، والتي ساعدتها إيران على بنائها على مدار السنوات الماضية.

كما تمتلك الجماعة عددًا كبيرًا وغير محدد من الزوارق غير المأهولة المسيرة والمسلحة USV والألغام البحرية، والتي يمكن استخدامها لاستهداف السفن التجارية.

وفي النهاية، كلما استمر الدعم الإيراني المباشر للحوثي، ستستمر الجماعة في تعويض خسائرها خلال فترات زمنية قصيرة.