تقرير: علي الهاشم
لطالما احتلت طائرة “إف-15 إيجل” مكانةً مُسيطرة في سلاح الجو الأمريكي، مُجسّدةً رمزًا للسيادة الجوية وعمليات القتال الجوي المتعددة. لكن مع مرور الزمن، واجهت الولايات المتحدة تحديًا صعبًا في العثور على خليفة مناسب لهذه الطائرة الأسطورية.
ظنّ البعض أن طائرات الجيل الخامس مثل “إف-22 رابتور” و “إف-35” ستملأ هذا الفراغ، لكن الواقع أثبت عكس ذلك. فلم تتمكن أي من هاتين الطائرتين، على الرغم من قدراتهما الاستثنائية، من تعويض ما يمكن لطائرة “إف-15 إي” المتعددة المهام و”إف-15 سي” تحقيقه.
أظهرت العمليات العسكرية الأخيرة، بما في ذلك الهجمات الإيرانية التي تضمنت وابلًا من المسيّرات الانتحارية والصواريخ الجوالة (كروز) بالإضافة إلى الصواريخ البالستية، قدرات طائرة “إف-15 إي” بشكل استثنائي، حيث تمكنت من صدّ أكثر من 70 هدفًا جوّيًا معاديًا في إنجاز جديد يُضاف إلى سجل سلاح الجو الأمريكي. يعود جزأً من هذا النجاح إلى رادار APG-82 المتطوّر الذي تتمتع به هذه الطائرة، والذي سيزود أيضًا النماذج الحديثة المعروفة باسم “إف-15 إي أكس”.
تُعد مقاتلة “إف-15 إي أكس” حلًا اقتصاديًا ناجحًا، حيث سيتم تزويد سلاح الجو الأمريكي بـ 144 نموذجًا منها. تتمتع هذه الطائرة بقدرة هائلة على حمل الأسلحة، حيث يمكنها حمل 12 صاروخًا جو – جو من طراز AIM-120 AMRAAM المُحسّن في المهام العادية، بينما يمكنها حمل 22 صاروخًا لمهام أخرى، مما يجعلها بمثابة منصة إطلاق نظام دفاع جوي.
صمّمت “إف-15 إي أكس” من خلال دمج ميزات طائرات F-15SA السعودية و F-15QA القطرية، مما يجعلها طائرة جديدة كليًا ذات فعالية قتالية هائلة.
تُعزز هذه الطائرة من قدراتها من خلال حاوية الرصد بالأشعة تحت الحمراء الحديثة، والتي تمكنها من تمييز الأهداف الخفية من على بعد عشرات الكيلومترات.
وإلى جانب ذلك، يتمتع رادار APG-82 بقدرة خارقة على حرق الدوائر الكهربائية للصواريخ والمسيّرات من مسافات بعيدة باستخدام حزمة إشعاع راداري ذات تردد عالٍ.
لا شك أن هذه الطائرة تُمثّل إضافة قوية لسلاح الجو الأمريكي، وتُقدم حلولًا فعّالة لمواجهة التهديدات الجوية المعاصرة.