راني زيادة
لم تعد الدبابات الصينية القديمة تشكل العمود الفقري للقوات الصينية المدرعة، فقد حان وقت التغيير. ففي أثناء سعي بكين لتطوير جيشها وتحديثه، تشهد ساحة الدبابات ثورةً تقنيةً هائلة، حيث يتم استبدال النماذج القديمة بأخرى حديثة تُعزّز قدراتها بشكلٍ ملحوظ.
يُقدر عدد الدبابات التي يمتلكها جيش التحرير الشعبي الصيني بنحو 6900 دبابة، تُشكل الدبابات قديمة الطراز ما يقارب نصف هذا العدد. وتشمل هذه الفئة كلاً من:
- دبابة “تايب 59“: هي النسخة الصينية المُحسّنة من دبابة “تي 54” الروسية، تم إنتاجها بين عامي 1958 و 1978.
- دبابة “تايب 79“: تم إنتاجها محلياً في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات.
- دبابة “تايب 88“: تصميمها مشابهٌ لتايب 79، لكن مع تركيباتٍ إضافيةٍ للدعم، وقد تم إنتاجها في أواخر الثمانينيات والتسعينيات.
يُصنّف الخبراء هذه الدبابات تحت خانة الدّبابات التي “عفا عليها الزمن”، حيث لم تعد تُلبي متطلبات الحروب الحديثة. ووفقاً للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، من غير المرجح أن تلعب هذه الدبابات دورًا هامًا في أي صراعٍ عسكريٍّ كبير.
تُواكب الصين التطورات العسكرية العالمية، وتُركز على تحديث ترسانتها من الدبابات، من خلال:
- دبابة “تايب 96“: تم إنتاجها بين 1997 و 2005، تتميز بمدفعها الأملس من عيار 125 ملم، وتُعدّ قفزةً نوعيةً في قدراتها القتالية.
- دبابة “تايب 99“: أحدث طرازٍ للدبابات الصينية، يتم إنتاجها حالياً بأعدادٍ كبيرة. تتميز بدرعها التفاعلي وأنظمتها الرقمية الحديثة، مما يجعلها من أقوى الدبابات في العالم.
دبابة “تايب 99” الصينية.. نظرة عامة سريعة
تُعتبر دبابة “تايب 99” من الآليات التي تستحق المتابعة، خاصةً مع قيام الولايات المتحدة بتحديث دباباتها من طراز “أبرامز أكس”.
تُصنّف دبابة “تايب 99” ضمن دبابات الجيل الثالث، ممّا يعني أنها تفتقر إلى بعض المميزات المُتقدمة التي تُميّز دبابات الجيل التالي مثل “تي-14 أرماتا” الروسية، أو “تايب 10” اليابانية، أو “كيه2 بلاك بانثر” الكورية الجنوبية.
يُعدّ دخول الصين مجال صناعة الدبابات حديثًا نسبيًا، فلم تُشارك في ساحات المعارك الأوروبية الدامية خلال الحرب العالمية الثانية، على عكس الدول الرائدة في هذا المجال. لذلك، اعتمدت الصين على مراقبة التطورات الحديثة للدبابات في تلك الدول، وانتظرت الوقت المناسب لتطوير دباباتها الخاصة.
مدفعٌ ضخمٌ يُعزّز قدرات “تايب 99”
تتميز “تايب 99” بمدفعها الأملس من عيار 125 ملم، وهو أكبر بقليل من مدفع دبابات أبرامز M1A2 الأمريكي من عيار 120 ملم. يمتاز هذا المدفع بناقل آلي للذخيرة يُمكّن الدبابة من إطلاق النار بمعدل سريع يصل إلى ثماني طلقات في الدقيقة. كما تُطلق “تايب 99” قذائف خارقة للدروع عالية التفجير، وقذائف تفتيت، وقذائف حاملة للزعانف، ويحمل مخزنها 38 طلقة.
تُضاف إلى قدرات “تايب 99” ميزة هامة وهي إمكانية إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات من طراز “AT-11” أو “سنَيبر بي” (Sniper B) روسية الصنع.
“تايب 99 أيه”.. قفزةٌ نوعيةٌ في الحماية والاتصالات
يُعدّ الطراز الأحدث “تايب 99 أيه” أبرز ما تقدمه الصين في مجال الدبابات، حيث يتميز بدروع مركبة مطورة على طول مقدمة الهيكل والبرج، بالإضافة إلى حزمة جديدة من الدروع التفاعلية المتفجرة التي قد تكون قادرة على الدفاع ضد الرؤوس الحربية للصواريخ المضادة للدبابات. تمتد هذه الدروع التفاعلية على جانبي البرج وتستمر حول رفوف تخزين الذخيرة لتوفير حماية أفضل.
“تايب 99 أيه”مزودة بمحرك ديزل بشاحن توربيني بقوة 1500 حصان، مما يُتيح لها سرعة قصوى تصل إلى 50 ميلاً في الساعة على الطرق المعبدة، وهي سرعة تبدو مرتفعة نوعاً ما وقد تكون مجرد تقدير.
هي مجهزة بأنظمة رؤية حرارية بانورامية حديثة، وبنظام تحديد مدى بالليزر، وحاسوب تحكم بالرمي البالستي، ونظام اتصالات بالليزر يُمكّنها من إرسال رسائل مشفرة صوتياً أو نصياً على مدى 2.2 ميل.
كما أنها مزودة بشاشات رقمية عالية الجودة تُسهل على طاقم الدبابة التحكم بعملياتها.
مزايا دبابة “تايب 99“:
- دروع حديثة: تتمتع الدبابة بدرع مركب مطور على طول مقدمة الهيكل والبرج، بالإضافة إلى حزمة جديدة من الدروع التفاعلية المتفجرة التي توفر حمايةً أفضل ضد الرؤوس الحربية للصواريخ المضادة للدبابات.
- مدفع قوي: يمتاز المدفع الرئيسي من عيار 125 ملم بقدرة إطلاق سريعة ودقة عالية، كما يمكنه إطلاق صواريخ موجهة مضادة للدبابات.
- أنظمة متطورة: الدبابة مجهزة بأنظمة رؤية حرارية بانورامية حديثة، وبنظام تحديد مدى بالليزر، وحاسوب تحكم بالرمي البالستي، ونظام اتصالات بالليزر يُمكّنها من إرسال رسائل مشفرة صوتياً أو نصياً على مدى 2.2 ميل.
- محرك قوي: الدبابة مزودة بمحرك ديزل بشاحن توربيني بقوة 1500 حصان.
مستقبلٌ واعدٌ لدبابات “تايب 99”
تشير التوقعات إلى أن الصين تسعى للتخلص من جميع الدبابات التي تعود إلى ما قبل عام 1997، والاستعاضة عنها بالكامل بنماذج تايب 96 و تايب 99 الأكثر تطوراً.
وبذلك، تُرسل الصين رسالةً قويةً مفادها أنها عازمةٌ على لعب دورٍ عسكريٍّ أكبر على الصعيد العالمي، وأنها تمتلك القدرات اللازمة لتحقيق ذلك.