يعد استقطاب المواهب الناشئة والكفاءات الشابة أحد أكبر التحديات التي تواجه صناعة الدفاع والأمن، فضلاً عن تطوير هذه الكفاءات والمحافظة عليها، وخلال النسخة الثانية من معرض الدفاع العالمي 2024، ناقشت “جلسات الريادة الفكرية” هذا المحور المهم والمؤثر، راصدة أهم الآراء والتجارب التي تبنتها كبرى الشركات العالمية في هذه الصناعة.
وأمام جمع من المسؤولين والخبراء، تحدث جيسون موناغان، نائب الرئيس والمدير العام بشركة جنرال دايناميكس لاند سيستمز (GDLS) كندا، مستعرضاً تجاربه ورؤاه حول كيفية بناء قاعدة قوية من المواهب، وذلك في كل من أمريكا الشمالية، والمملكة العربية السعودية، حيث أكد على ضرورة جذب الجيل القادم من القادة، متناولاً عدة نقاط.
توفير مواهب داعمة ومتقنة
أكد موناغان على جهود شركة جنرال ديناميكس لاند سيستمز (GDLS) في المملكة العربية السعودية، حيث نمت الشركة لتضم 200 موظفاً، أكثر من 90% منهم سعوديون، وجزء كبير من القيادة المحلية من النساء، كما تحدث موناغان عن أهمية السوق السعودي للشركة، من خلال الكم الكبير من المعدات والمشاريع التي تجريها الشركة في المملكة، مشيراً إلى مشروع مشترك مع الشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI) لترقية أسطول وزارة الحرس الوطني من العربات المدرعة الخفيفة، متوقعاً بأن يخلق هذا المشروع وحده أكثر من 350 وظيفة جديدة في المملكة العربية السعودية.
استراتيجيات تطوير المواهب المبتكرة
وأوضح موناغان أن صناعة الدفاع والأمن تتغير بسرعة، بعد أن شهدت تحولًا مهماً بعد أن تحول التركيز على تصنيع المعدات الصلبة إلى توفير الحلول المدفوعة بالبرمجيات، مشيراً إلى أن أحدث العربات المدرعة الخفيفة في جنرال ديناميكس لاند سيستمز (GDLS) تحتوي على الكثير من البرمجيات والمستشعرات والحماية السيبرانية، مما يتطلب توظيف كفاءات بمهارات متخصصة في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجيات.
كما بين أن جنرال ديناميكس لاند سيستمز (GDLS) تستخدم عدة أدوات مبتكرة لجذب وتطوير المواهب، من بينها تطوير العلاقات الوثيقة مع الكليات والجامعات المحلية، وفي هذا السياق قال موناغان:”إن الشركة تنفق عشرات الملايين من الدولارات سنويًا على البحث والتطوير الداخلي، مع تزايد نسبة الإنفاق الموجهة إلى الكليات والجامعات المحلية”.
ولفت مونغان أن الشركة تعمل بشكل وثيق مع الهيئة العامة للصناعات العسكرية (GAMI) والهيئة العامة للتطوير الدفاعي (GADD) والشركة السعودية للصناعات العسكرية (SAMI)، من خلال التعاون مع الجامعات المحلية مثل جامعة الملك عبدالعزيز، وجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وذلك عبر شراكات تهدف إلى توليد ملكيات فكرية جديدة بالتماشي مع توجهات رؤية السعودية 2030.
جذب المواهب والحفاظ عليها
أكد موناغان على أهمية توسيع قاعدة المواهب لتشمل المرشحين من الصناعات الأخرى. موضحاً أن فهم وتلبية احتياجات (جيل زد)، الذي يشكل جزءًا كبيرًا من القوى العاملة في السعودية، هو أمر بالغ الأهمية للاحتفاظ بهم، مشيراً إلى دراسات توضح أن موظفي هذا الجيل أكثر عرضة لتغيير الوظائف بشكل متكرر، مما يتطلب التركيز على العوامل غير المالية مثل ثقافة الشركة والتقدير والفرص لخدمة المجتمع والشعور بالرؤى والأهداف.
وقد اختتم موناغان بنصيحة أساسية لجذب والحفاظ على المواهب الشابة في القطاع، مشيراً إلى ضرورة غرس روح الفخر والاعتزاز كونهم يحافظون على أمن وطنهم، ودعم رؤية السعودية 2030.
مواهب المستقبل في برامج معرض الدفاع العالمي 2024
يعمل معرض الدفاع العالمي على مواكبة التوجهات الدولية الرامية إلى الاهتمام بجيل المستقبل في صناعة الدفاع والأمن، حيث خصص برنامج “مواهب المستقبل” الذي يقدم معلومات قيّمة حول كيفية التقدّم في الحياة المهنيّة في هذه الصناعة، عبر تحقيق التواصل الفعّال بين المقبلين على سوق العمل ونخبة من الخبراء والمؤثرين والمتحدثين الملهمين والعارضين، لتعريفهم بمختلف المسارات الأكاديمية والمهنية في القطاع بما يضمن لهم مستقبلاً واعداً.
ودعم برنامج “مواهب المستقبل” في معرض الدفاع العالمي 2024 المواهب الجديدة، حيث ضم 18 جلسة مع 50 متحدثًا، وجذب 3000 طالب من 80 جامعة.
ومن جانبها خططت جنرال ديناميكس لاند سيستمز (GDLS) للاستفادة من البرنامج، حيث أجرت مقابلات سريعة مع مئات من بين عدة آلاف من الطلاب السعوديين الذين حضروا الحدث، وفي هذا السياق تحدث موناغان بشكل موسع عن استراتيجية الشركة لإنشاء خط إمداد بالمواهب المستقبلية، بما يتماشى مع المهارات الديناميكية المطلوبة في صناعة الدفاع والأمن وأهداف رؤية 2030.