تقرير: راني زيادة
شهد معرض تشوهاي الجوي الدولي مشاركة لافتة لمقاتلة “سو-57” الروسية من الجيل الخامس، حيث حطّت طائرتان من هذا الطراز في الصين، في أول ظهور لهما خارج روسيا. تأتي هذه الخطوة في إطار سعي موسكو لعرض أحدث إنجازاتها العسكرية على الساحة الدولية، لكنها أثارت تساؤلات حول جودة التصنيع ومدى تقدمها التكنولوجي.
أظهرت الصور، التي انتشرت على نطاق واسع للطائرتين المعروضتين، وجود بعض العيوب في التصنيع، مثل المسامير البارزة والفجوات بين الألواح، مما أثار شكوكاً حول قدرة الطائرة على تحقيق التخفي المطلوب من مقاتلة من الجيل الخامس. هذه العيوب دفعت البعض إلى التشكيك في جودة برنامج تصنيع “سو-57” بشكل عام.
ونشر حساب Clash Report تغريدة على منصة X قائلاً: “الكثير من المسامير: نظرة عن قرب على المقاتلة الروسية سو-57 من الجيل الخامس في معرض تشوهاي الجوي في الصين”، مؤكدًا على نفس الانتقادات التي تداولها المستخدمون على منصة تيك توك.
نموذج أولي أم إنتاج تسلسلي؟
أكد الخبراء أن الطائرتين المعروضتين هما نماذج أولية تعود لمرحلة التطوير المبكرة للمقاتلة، وليس من الإنتاج التسلسلي النهائي. ويُعد وجود بعض العيوب في النماذج الأولية تي-50، التي كانت نموذجًا أوليًا للمقاتلة، أمرًا طبيعيًا ومتوقعًا.
وأشار الخبراء إلى أن النماذج الأولية، مثل الطائرتين المعروضتين، تلعب دورًا أساسيًا في تطوير أي نظام سلاح جديد، إذ تتيح للمهندسين اختبار الأداء والكشف عن أي عيوب تقنية وتعديل التصميم قبل الإنتاج الكثيف. وأكدت موسكو أن النسخ الإنتاجية من “سو-57” تتمتع بجودة تصنيع عالية، وشاركت صورًا توضيحية لتعزيز هذا الادعاء.
كما أكدت موسكو أن النماذج الإنتاجية من “سو-57” تتمتع بجودة تصنيع عالية، وقد نشرت صوراً توضيحية لذلك.
سمعة “سو-57” وتحديات البرنامج
قد يكون قرار عرض النماذج الأولية للطائرة “سو-57” في معرض تشوهاي الجوي مدفوعًا بظروف مثل الصراع القائم في أوكرانيا، لكنه في نفس الوقت يعرض البرنامج لمخاطر محتملة. فإظهار العيوب التصنيعية في هذه النماذج، التي تختلف بشكل كبير عن النسخ الإنتاجية، قد يؤثر سلبًا على سمعة المقاتلة ويضعف جاذبيتها في الأسواق العالمية.
حاليًا، تستخدم القوات الجوية الروسية نحو 30 مقاتلة من طراز “سو-57″، لكن البرنامج يعاني من تحديات تسببت في تأخير الإنتاج وتقليص عدد الطائرات الجاهزة للخدمة. إضافة إلى الصعوبات التقنية في تطوير المحركات، تواجه روسيا عقبات اقتصادية وعقوبات دولية تعيق وتيرة الإنتاج. ونظرًا للفجوة بين الأهداف الطموحة المعلنة سابقًا وعدد الطائرات المنتجة، يُطرح تساؤل حول جدوى هذا البرنامج على المدى الطويل.
بين المطرقة والسندان
تواجه روسيا تحديات مزدوجة؛ فهي تسعى لترويج أحدث مقاتلاتها وتعزيز مبيعاتها، بينما تحتاج إلى حماية بعض تقنياتها المتقدمة، خصوصًا في ظل المنافسة الشديدة في مجال التسلح.
ورغم أن المقولة الشهيرة تقول “لا وجود لدعاية سيئة”، إلا أن الخبراء قد يختلفون في الرأي، فما قد يكون الآن تسليطًا للضوء على “سو-57” قد يتحول إلى دعاية سلبية إذا ما تعرضت الطائرة لأي حادث مؤسف!