سلاح المستقبل.. شبكة قاتلة تسيطر عليها الذكاء الاصطناعي

مفهوم الهجوم المنسق يمثل الرؤية التي تسعى الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في حلف الناتو إلى تحقيقها من خلال ثلاثة ركائز أساسية: الذكاء الاصطناعي، الأسراب المتفوقة، والشبكة القاتلة الشاملة (The Kill Web).

لتحقيق هذا الهدف، تعاونت القوات الجوية والبحرية ومشاة البحرية الأمريكية مع الناتو ودول حليفة أخرى مثل كندا وأستراليا واليابان وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى إسرائيل كحليف غير مقيد، لدمج قدرات مقاتلات F-35 لايتنينغ المتفوقة. هذه المقاتلات، التي ما زال بعض الخصوم مثل الصين وروسيا وكوريا الشمالية وإيران يعانون في فهم قدراتها الكاملة، أصبحت تشكل محورًا لتنسيق شبه شامل في العمليات، بهدف تطويق روسيا وحلفائها في أي مواجهة كبرى محتملة.

يعتمد هذا التنسيق على إدماج الذكاء الاصطناعي عبر شبكة بيانات شاملة، ما يمكّن الأسراب المتفوقة من العمل بفعالية عالية. وفي هذا السياق، ركزت الولايات المتحدة، عبر شركة لوكهيد مارتن، على اختيار مستخدمي مقاتلات F-35 بعناية، خاصة في أوروبا التي تشكل الخط الأول للمواجهة مع روسيا. وكانت تركيا مثالًا على العواقب التي قد تواجهها الدول التي لا تلتزم بتوجيهات الناتو، حيث استُبعدت من برنامج F-35 لصالح اليونان.

حاليًا، تمتلك العديد من الدول الأوروبية، مثل المملكة المتحدة، بلجيكا، هولندا، إيطاليا، بولندا، جمهورية التشيك، الدنمارك، ألمانيا، والنرويج، مقاتلات F-35، بالإضافة إلى فنلندا التي انضمت حديثًا. وحتى سويسرا، رغم حيادها التقليدي، أصبحت ضمن هذا التشكيل بشكل غير مباشر.

إلى جانب هذه الدول، تمتد دائرة الحلفاء إلى أقصى الشرق، وتشمل اليابان، أستراليا، وكوريا الجنوبية، وحتى سنغافورة. ومع ربط هذه الدول عبر شبكة موحدة، أصبح من الممكن تنفيذ هجمات استباقية متكاملة ضد روسيا باستخدام أسطول F-35 الأكبر في العالم.

جدير بالذكر أن تشغيل مقاتلات F-35 في هذه الدول، باستثناء إسرائيل، يعتمد بشكل كامل على شيفرات يومية تُرسل من واشنطن، ما يعزز السيطرة الأمريكية على هذا النظام المتكامل.

تقرير علي الهاشم