كشف موقع “The National Interest” الأميركي عن أن إيران، التي كانت آخر دولة تمتلك مقاتلات F-14 Tomcat، تسعى جاهدة لتعزيز قدراتها الدفاعية في ظل التحديات الاستراتيجية التي تواجهها في المنطقة. وبعد أن عانت من خسائر كبيرة في العام الماضي، بما في ذلك تدهور وضع حليفها السوري القديم، بشار الأسد، وتضرر شبكات دفاعها الجوي بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية، تسعى طهران جاهدة للتخفيف من آثار هذه النكسات.
في هذا السياق، قامت إيران بشراء دفعة من أنظمة الدفاع الجوي S-400 الروسية، وتعمل على تطوير أنظمة دفاعها الجوي والصاروخي محلية الصنع. كما تستعد لاستقبال مقاتلات Su-35 روسية الصنع من الجيل الرابع والنصف، والتي ستعزز قدراتها الجوية بشكل ملحوظ. وتهدف طهران من خلال هذه الخطوات إلى تعزيز دفاعاتها ضد ما تعتبرها تهديدات عسكرية حقيقية من جانب إسرائيل والولايات المتحدة.
وبحسب الموقع، فقد تم تسليم طائرتين من طراز Su-35 إلى إيران حتى الآن، ومن المقرر أن تتسلم 48 طائرة أخرى لتحل محل مقاتلات F-14A Tomcat و F-4E Phantom II القديمة. ورغم أن Su-35 لا تعتبر أحدث طراز في عالم الطيران، إلا أنها تفوق قدرات الأسطول الإيراني الحالي بشكل كبير، وستساهم في تعزيز العلاقات بين موسكو وطهران.
ويأتي هذا التعاون العسكري في أعقاب توطيد العلاقات بين البلدين على المستويات العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية خلال العقد الماضي. وتسعى طهران جاهدة لإيجاد حلفاء جدد في ظل تراجع نفوذها الإقليمي، وصعود قوى أخرى مثل تركيا.
من جانبها، تسعى روسيا إلى الحفاظ على إيران كشريك استراتيجي في المنطقة، خاصة بعد انهيار حليفها الرئيسي الآخر، سوريا. وترى موسكو في هذا التعاون وسيلة لردع الولايات المتحدة وإسرائيل عن أي محاولة لتغيير النظام في طهران.
وتأتي صفقة Su-35 في إطار جهود إيران لتعزيز قدراتها الردعية ضد أي غارات جوية إسرائيلية أو أميركية محتملة. وقد كشفت طهران مؤخراً عن شبكة من المخابئ تحت الأرض لتخزين ترسانتها من الزوارق الهجومية السريعة والصواريخ، بالتزامن مع مناورات بحرية واسعة في مضيق هرمز.
ويرى الموقع أن إيران، من خلال امتلاكها أسطولاً صغيراً ولكنه متنامي من طائرات Su-35، تسعى إلى إظهار قدرتها على الدفاع عن نفسها ضد أي هجمات جوية محتملة. ورغم أن Su-35 تعتبر مقاتلة قوية، إلا أنها واجهت بعض الانتقادات في الغرب، خاصة بعد أدائها في أوكرانيا.
ويشير الموقع إلى أن السبب الأكبر وراء الأداء المتباين لـ Su-35 في أوكرانيا يعود إلى نشرها في مناطق محمية بأنظمة دفاع جوي متطورة. ومع ذلك، فإن نشر هذه الطائرات في إيران، حيث ستعمل بالتنسيق مع الدفاعات الجوية الإيرانية المتعددة الطبقات، قد يجعلها أكثر فعالية.
ويختتم الموقع بالقول إن إيران، رغم امتلاكها لهذه الطائرات، لا تزال تواجه تحديات كبيرة في مواجهة خصوم أقوياء مثل إسرائيل والولايات المتحدة. ويرى أن الخيار الأمثل أمام إيران هو التوصل إلى تسوية مع هذه الدول.
