حذّر منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أمس، من “بدء نفاد مخزون أسلحة دول الاتحاد”، في حين لم تقدم أكبر 6 دول أوروبية مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، منذ يوليو/ تموز الماضي، وسط مساعٍ أوكرانية مستمرة لتزويدها بالعتاد في مواجهة روسيا.
وقالت مجلة “بوليتيكو” إن الدبلوماسي الرفيع، حض خلال نقاش مع المشرعين في الاتحاد الأوربي الدول الأعضاء على “تجديد ترساناتهم”، مشيراً إلى أن الطريقة المثلى للقيام بذلك هي أن “نقوم به معاً”، لأن ذلك سيكون “أقل تكلفة”.
واعترف بوريل أيضاً بأنه كان يتعين على الاتحاد الأوروبي البدء في تدريب القوات الأوكرانية “منذ عام، عندما دعت بعض الدول الأعضاء إلى ذلك”، مؤكداً أنه “لو حدث ذلك، لكنا في وضعية أفضل”.
والأسبوع الماضي، ناقش وزراء دفاع أوروبا، في اجتماع غير رسمي، في العاصمة التشيكية براج، مهمة إجراء تدريب عسكري على مستوى الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا، إضافة إلى انتهاج طريقة أفضل في تجميع المعدات والموارد العسكرية.
وقدم الاتحاد الأوروبي، منذ بدء الحرب الروسية في أوكرانيا، وحتى منتصف يوليو/ تموز الماضي، 5 حزم مساعدات عسكرية لكييف بلغت قيمتها نحو 2.5 مليار يورو، عبر ما يسمى “مرفق السلام الأوروبي”، وجاءت بعض الأسلحة من مخازن الدول.
وبحسب معهد “كيل” للاقتصاد العالمي، لم تقدم أكبر 6 دول أوروبية مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا منذ يوليو/ تموز الماضي.
وذكرت “بوليتيكو”، أن التحذيرات بشأن “المخازن الفارغة” تأتي أيضاً من “الدول الأعضاء”. ففي الأسبوع الماضي، قالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرشت، إن برلين “بلغت الحد الأقصى لما يمكن أن يقدمه الجيش الألماني”.
وعود ألمانية
وفي محاولة أوكرانية لزيادة الدعم العسكري الألماني، بدأ رئيس الحكومة الأوكرانية دنيس شميهال، الأحد، زيارة إلى ألمانيا. وقبل وصوله أشار إلى “التقدّم الهائل” الذي حقّقته برلين في مساعدة كييف عسكرياً، بقوله: “في البداية، كانت تقدّم فقط معدّات الحماية أو خوذات واقية. الآن، تقدّم معدّات حربية متطورة من قاذفات صواريخ متعدّدة ومدفعية”.
ولكنه أضاف: “بالطبع، نريد الحصول على مزيد من الأسلحة والمعدات في أسرع وقت ممكن. وعلينا أيضاً تغيير فلسفتنا في ما يتعلق بعمليات التسليم، يجب تزويدنا بدبابات قتالية حديثة”، وذلك في وقت تتلقّى بلاده حتى الآن معدّات معظمها من النماذج القديمة.
وقال: “ننتظر من الولايات المتحدة دبابات أبرامز من الجيل الثاني ومن ألمانيا دبابات ليوبارد2. أوكرانيا بحاجة إلى الدبابات الحديثة”.
وأشار شيمهال إلى أن “ألمانيا أعلنت أيضاً تسليم أوكرانيا أنظمة دفاع جوي إيريس-ت”، موضحاً أن بلاده قد تطلب ما مجموعه 12 نظاماً لحماية مجالها الجوي.
ومنذ أسبوع، أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز في براج أن ألمانيا ستتحمّل “مسؤولية خاصة” لمساعدة أوكرانيا على تعزيز أنظمة المدفعية والدفاع الجوي، ووعد بتقديم دعم لكييف “طالما تطلّب الأمر ذلك”.
الدعم البريطاني
وعلى صعيد المملكة المتحدة، أعلنت بريطانيا، في نهاية أغسطس/ آب، أنها ستقدّم 6 مسيّرات تحت الماء لأوكرانيا لمساعدتها على إبطال مفعول الألغام الروسية قبالة سواحلها، كما ستدرّب الجنود الأوكرانيين على استخدامها.
وأشارت الوزارة إلى أن “العشرات من عناصر البحرية الأوكرانية سيخضعون للتدريب على استخدام هذه المسيرات خلال الأشهر المقبلة”، وأضافت: “بدأ التدريب بالفعل لأول دفعة منهم”، وستقوم المملكة المتحدة والولايات المتحدة بتوفير هذه التدريبات.
وكانت وزارة الدفاع البريطانية، أعلنت مطلع يونيو، أن المملكة المتحدة “ستزود أوكرانيا بقاذفات صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومتراً لمواجهة الغزو الروسي”.
وبلغ الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا حتى نهاية أغسطس أكثر من 750 مليون جنيه إسترليني (874 مليون يورو).
مساعدات أميركية
وبخلاف المساعدات العسكرية الأوروبية، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، في 19 أغسطس/ آب الماضي، مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 775 مليون دولار، تشمل صواريخ إضافية لمنظومات المدفعية الدقيقة “هيمارس”، ما رفع قيمة المساعدات العسكرية الأميركية إلى نحو 10.6 مليار دولار منذ بداية الغزو الروسي في فبراير الماضي، بحسب وكالة “رويترز”.
وفي مطلع الشهر ذاته، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون”، تقديم أكبر حزمة مساعدات عسكرية لأوكرانيا بقيمة مليار دولار تتم باستخدام سلطة السحب الرئاسية من المخزونات الأميركية، من دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس في حالات الطوارئ، ما رفع قيمة المساعدات الأميريكة وقتها إلى 9.8 مليار دولار منذ وصول بايدن إلى السلطة، بحسب ما أشار “البنتاجون”.
الشرق نيوز