خاص – دفاع العرب
قامت مصر، في السّنوات الأخيرة، بخطوات مهمّة لتحديث وتطوير قدراتها العسكرية، وقد ركزت بشكل خاص على تعزيز سلاح المدفعية لديها، الذي يلعب دورًا حاسمًا في العمليات الدفاعية والهجومية على حد سواء.
قاد مصنع 200 الحربي هذه الجهود من خلال تحديث وتحسين نظامي المدفعية الرئيسين لديهما: M46-1M و D-30، وفق ما ذكر الباحث والكاتب المصري، محمود جمال، المتخصص في شؤون الأمن والدفاع.
مدفع M46-1M
وذكر جمال أن المصنع قام بترقية مدفع M46-1M عن طريق تثبيته على شاحنة Kraz 6×6، مما يحوله إلى نظام مدفعي متنقل.
وبحسب موقع “آرمي تكنولوجي”، يُعتبر مدفع M46-1M إصداراً مُطوَّراً عن مدفع M46، حيث تمّت إضافة تحسينات في أدائه ومداه ودقته لتعزيز قدرته العسكرية وتحسينها في العمليات الدفاعية والهجومية.
يستخدم M46-1M قذائف من عيار 130 ملم، مما يسمح بإطلاق قذائف أكبر وأكثر قوة مقارنةً بالمدافع ذات الأعيرة الأصغر، ويمتلك المدفع مدى إطلاق يصل إلى حوالي 27 كيلومتر، مما يتيح له القدرة على استهداف أهداف بعيدة المدى بدقة.
ووفقاً للمصدر نفسه، يمكن للمدفع إطلاق النيران بسرعة تتراوح ما بين 3 إلى 5 طلقات في الدقيقة، ممّا يعزّز من قدرته على توفير دعم ناري مكثف في فترة زمنية قصيرة.
وأشار محمود جمال إلى استخدام هذا المدفع في الجيش المصري بأعداد كبيرة ومنذ عدة عقود، وإلى أنّ الحاجة إلى المرونة وسرعة التنقل هي سبب تحويل هذا المدفع التقليدي إلى نظام مدفعي متنقل.
مدفع D-30
وبالمثل، اعتمدت القوات المسلحة المصرية نهجًا مماثلاً لتحديث مدفع D-30 من خلال تحويله إلى نظام مدفعي متنقل مثبت على شاحنة Ural 4320 الروسية التي يتم إنتاجها في مصنع Ural Automotive Plant.
تم الكشف عن هذا النظام في 3 مايو/ أيار 2016 خلال تدريب عسكري للقوات المسلحة المصرية، كما تم عرضه في معرض “إيدكس” عام 2018.
ووفقًا لموقع “آرمي ريكوجنشن”، فإنّ مدفع D-30 دخل الخدمة لأول مرة في ستينيات القرن الماضي. يستخدم المدفع الروسي قذائف من عيار 122 ملم، كما يستخدم مجموعة واسعة من الذخائر، من بينها قذائف التجزئة شديدة الانفجار التي تزن حوالي 22 كجم.
يتراوح معدل إطلاق النار للمدفع من 6 إلى 8 طلقات في الدقيقة. أي أنّ بإمكانه إطلاق عدّة طلقات في دقيقة واحدة بفاصل زمني قصير، مما يزيد من قدرته على إطلاق النار بسرعة وكفاءة في العمليات القتالية.
إنّ الترقيات والتّعديلات على نظام مدفع الهاون D-30 تزيد من قدرته على التحرك بسرعة في التضاريس المختلفة، وكذلك على الاستجابة بفعالية لتغيرات ظروف ساحة المعركة. يتمّ تحقيق ذلك من خلال الإطار المعزَّز والمثبتات الهيدروليكية التي تحافظ على الاستقرار أثناء إطلاق النار، مما يحسن من دقة الضربات ويقلّل من وقت التجهيز.
صناعة الدفاع والابتكار التكنولوجي في مصر
تعكس التعديلات المحلية التي قام بها المصنع، الخبرة المتزايدة في صناعة الدفاع والابتكار التكنولوجي، وتسلّط هذه التحسينات الضوء على قدرة مصر على استغلال قدراتها الصناعية وتصميم الأسلحة وفقًا لاحتياجاتها التشغيلية الفريدة.
يساهم هذا النهج المحلي في تعزيز صناعة الدفاع في مصر وتقدمها التكنولوجي المحلي، مع تعزيز الاكتفاء الذاتي في إنتاج الدفاع.