تشهد العلاقات الدفاعية بين مصر والهند تطورًا ملحوظًا في إطار تنمية العلاقات الدبلوماسية والتعاون العسكري بين البلدين.
يتجلى هذا التحول في تبني مصر لسياسة خارجية نشطة وإقليمية تعمل على توسيع نطاق تعاونها الدفاعي على المستوى الإقليمي والدولي.
يشير الباحث المتخصص في السياسات الدفاعية، وليد الحلبي، إلى زيادة التنسيق والشراكة بين الجيش المصري والهندي، والى تنفيذ مناورات مشتركة في البحر المتوسط والتدريب على أساليب القتال الجوي الحديث والدفاع عن الأهداف الحيوية بين البلدين بشكل متناغم.
بالإضافة إلى ذلك، قام رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بزيارة مصر، مما يؤكد التواصل المستمر بين البلدين في مجال الدفاع. تعتبر الزيارة الأخيرة لرئيس الوزراء الهندي ولقائه بالرئيس السيسي بمثابة تعزيز للشراكة الدفاعية المتنامية بين البلدين.
وبحسب الحلبي، يتمحور التعاون بشكل خاص في مجال التصنيع المشترك للأسلحة، بما في ذلك الطائرات والذخائر المتنوعة. كما يهدف البلدان إلى تبادل الخبرات الأمنية والعسكرية، ودراسة إمكانية توطين الصناعات الدفاعية في البلدين.
ومن المحتمل أن يترتب على هذا التعاون الدفاعي المتنامي إنتاج مشترك لمقاتلات “تيجاس” Tejas وطائرات الهليكوبتر القتالية الخفيفة، حيث ستصبح مصر مركزًا لإنتاج وتصدير هذه الأنظمة في إفريقيا والشرق الأوسط.
أبدت مصر رغبتها في شراء طائرات مقاتلة خفيفة محلية الصنع من طراز “تيجاس” في معرض “إيرو إنديا”، وقد أعلنت عن ذلك شركة “هندوستان أيروناوتكس” في فبراير/ شباط الماضي.
ومن الجدير بالذكر أن شركة “هندوستان أيروناوتكس” تديرها الدولة وهي المُصنِّعة الرائدة في مجال الأنظمة الدفاعية. وتعتبر الطائرة “تيجاس” واحدة من المنتجات الرئيسة التي تقدمها الشركة، حيث تتميز بخفة وزنها وقدراتها التكتيكية العالية. وقد أبدت مصر اهتمامًا كبيرًا بشراء هذه الطائرات، مما يعكس التقدير الذي تحظى به قدراتها العسكرية وجودتها التكنولوجية.
من الجدير بالذكر أن هذا الاهتمام لم يقتصر على مصر فقط، بل تمت مناقشة إمكانية شراء الطائرات “تيجاس” أيضًا من قِبل الأرجنتين وماليزيا.
ومن المهم أن نلاحظ أن الطائرات “تيجاس” لم يتم بيعها لأي زبون دولي حتى الآن.
وتواصلت مصر أيضاً مع شركة “هندوستان” لتطوير نظام منظومة دفاعية في البلاد، وفق ما كشفه الرئيس التنفيذي سي بي أنانثاكريشنان.
إن التحول الدفاعي المصري الهندي يشكل خطوة هامة نحو تعزيز الأمن والاستقرار، ويمثل فرصة لتوطيد العلاقات بين البلدين.
تقرير: لما فاروق