تقترب الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بصواريخ “أتاكمز” ATACMS التي سعت كييف للحصول عليها، لتتمكن من تنفيذ ضربات طويلة المدى ضد القوات الروسية.
تقول مصادر في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إرسال صواريخ “أتاكمز” البعيدة المدى إلى كييف لن يكون له تأثير كبير على مسار الأعمال القتالية في أوكرانيا، حسب ما نقلت صحيفة “بوليتيكو”.
وأكد مسؤولون في الإدارة الأمريكية أن هذه الصواريخ لن تكون عصا سحرية قادرة على تغيير قواعد اللعبة في المنطقة. وقالوا إنها ستقدم دعمًا لأوكرانيا، ولكنها لن تكون قادرة على تحويل الموازين بشكل كبير.
من ناحية أخرى، أعلنت شبكة NBC News أن الولايات المتحدة سترسل مجموعة صغيرة من هذه الصواريخ إلى أوكرانيا، وذلك في إطار الدعم الأمريكي للبلاد في مواجهة التحديات الأمنية.
وصرحت السفارة الروسية لدى واشنطن، في بيان لها، إن الإدارة الأمريكية على استعداد لتزويد سلطات كييف بأخطر الأسلحة “لكي يستمر الهجوم الأوكراني المضاد الفاشل”.
بالرغم من أن نظام “أتاكمز” لن يقدم دعمًا مباشرًا للقوات الأوكرانية في اختراق الدفاعات الروسية، إلا أن المسؤولين يتوقعون أن يمنح أوكرانيا القدرة على استهداف بعض المراكز اللوجستية والمقرات الحيوية التي تلعب دورًا في استمرار القوات الروسية في الاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي تم الاستيلاء عليها.
مخزون محدود من صواريخ “أتاكمز”
وفقًا لصحيفة “وول ستريت جورنال”، كانت هناك حذرًا في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بشأن توفير النظام الصاروخي “أتاكمز”، وذلك بسبب امتلاك الجيش الأمريكي مخزونًا محدودًا من هذا النظام.
وقد صرح رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، لموقع “Defense One” في مارس/ آذار الماضي بأنه من الناحية العسكرية، يتوفر لديهم عدد قليل نسبيًا من صواريخ “أتاكمز”، وأنهم يجب أن يكونوا حذرين في الحفاظ على مخزونهم من الذخائر أيضًا.
صواريخ “أتاكمز” ATACMS
“أتاكمز” ATACMS هي صواريخ باليستية تكتيكية أرض-أرض بعيدة المدى، يمكن إطلاقه من منصات متحركة، طوّرته شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية للصناعات العسكرية.
يطلق عليها اسم “أتاكمز” اختصارا لعبارة “نظام الصواريخ التكتيكية للجيش” (Army Tactical Missile System)، وهو نوع من صواريخ أرض-أرض موجهة وبعيدة المدى وشديدة الدقة، وموجودة لدى القوات البرية الأميركية منذ عام 1990، وتم تصميمها لأول مرة في عام 1983.
منذ إطلاق هذه المنظومة اقتنتها عدة دول، منها الإمارات والبحرين وتركيا واليونان وكوريا الجنوبية ورومانيا وغيرها.
غير أنه لم يستخدم إلا في 4 دول منذ إطلاقه في التسعينيات، وعلى رأس تلك الدول كوريا الجنوبية والولايات المتحدة التي تستخدمه في التمارين والاختبارات الدورية إضافة إلى بعض حروبها.
وكان أول استخدام لـ”أتاكمز” في حرب الخليج الثانية مطلع التسعينيات، إذ أطلق 32 صاروخا من راجمة صواريخ “إم 270”.
وأطلق أكثر من 450 صاروخ “أتاكمز” خلال غزو العراق في 2003، وفيما بعد عام 2015 أطلق أكثر من 560 صاروخا من نظام “أتاكمز” في حروب عدة.
مواصفات صواريخ “أتاكمز”
يبلغ طول صاروخ “أتاكمز” 3.98 أمتار، وقطره 61 سنتيمترا، ويتراوح وزن رأسه الحربية بين 160 و560 كيلوغراما، وتقارب تكلفته 1.5 مليون دولار أميركي.
وتزود صواريخ “أتاكمز” بعدد كبير من ذخائر “إم 74” (M74)، وهي عبارة عن كرة، قُطر الواحدة منها 0.06 ووزنها 0.59 كيلوغرام، وتلف بجدار مجزأ ومحاط بغلاف فولاذي.
وتستخدم أنظمة “أتاكمز” الوقود الصلب أو الجاف مصدرا للطاقة، ويمكن إطلاقها من مصادر متحركة، مثل راجمات الصواريخ.
ويبلغ نطاق استخدام “أتاكمز” 300 كيلومتر، وتتجاوز سرعتها القصوى 3 ماخ (الماخ يعادل 1225 كيلومترا/ساعة)، وتوجه عن طريق الملاحة وبمساعدة نظام تحديد المواقع العالمي (جي بي إس).