كشفت تقارير استخباراتية نشرتها صحيفة واشنطن بوست النقاب عن تعاون عسكري وثيق يتنامى بين روسيا وإيران، يشمل تزويد طهران بطائرات مقاتلة حديثة من طراز سو-35، وإنتاج مشترك للطائرات المسيرة العسكرية، وتطوير قدرات إيران الفضائية.
وتشير المعلومات إلى أن صفقة طائرات سو-35 تأتي ضمن تعاون عسكري أوسع بين البلدين، شمل زيارة وفد إيراني رفيع المستوى لمصنع روسي للدفاع الجوي في مارس/ آذار 2023، حيث اطلع على منظومات إس-400 المتطورة، القادرة على اعتراض المقاتلات، بما فيها تلك التي تستخدمها الولايات المتحدة وإسرائيل.
وإلى جانب تبادل الأسلحة، يبحث الجانبان إمكانية الإنتاج المشترك للصواريخ وإطلاق أقمار صناعية إيرانية، ما قد يُعزّز قدرات إيران الفضائية بشكل كبير.
وأبرمت طهران وموسكو، عقداً في عام 2007 لتسليم إيران أنظمة صواريخ دفاع جوي روسية “إس-300″، لكن في عام 2010 علّقت موسكو البيع تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يستهدف برنامج إيران النووي. وفي عام 2015، بعد فترة قصيرة من التوصل إلى اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي، سمحت روسيا مجدّداً بتسليم صواريخ “إس-300” لإيران.
تسعى إيران حالياً للحصول على منظومة إس-400 الأكثر تطوراً، مع بقاء توقيت ومعدل عمليات التسليم غير محددين.
الأسطول الجوي الإيراني المتنوع: مقاتلات روسية وصينية وأمريكية وفرنسية وإيرانية
يُعدّ سلاح الجو الإيراني مزيجًا فريدًا من الطائرات المقاتلة من مختلف الدول، حيث يضمّ أسطوله ما يقارب 300 طائرة من أصول روسية (“ميغ 29″ و”سوخوي 25”) وصينية (“F 7”) وأمريكية (“F 4″ و”F 5″ و”F 14”) وفرنسية (“Mirage F 1”).
ولكنّ اللافت للانتباه هو وجود طائرات “الصاعقة” ضمن هذا الأسطول، وهي نسخة إيرانية مُعدّلة من الطائرات الأمريكية “F 5″، ممّا يُظهر قدرة إيران على تصنيع وتطوير بعض أنواع الطائرات المقاتلة.
وتُعدّ هذه التطورات مؤشرًا على تعاظم القدرات العسكرية لإيران في المنطقة، خاصةً مع استمرارها في دعم الجماعات المسلحة. وتُثير هذه الصفقة تساؤلات حول مدى التزام روسيا بمعاهدات حظر انتشار الأسلحة.