تسعى شركتا “تاليس” و”MBDA” الفرنسيتان عبر مشروعهما المشترك “EUROSAM” لإقناع اليونان بتبنّي نظام الدفاع الجوي SAMP/T.
يأتي هذا السعي في ظل مساعي اليونان لتطوير شبكة دفاع جوي شبيهة بالقبة الحديدية الإسرائيلية وسط التوترات مع تركيا.
تواجه فرنسا منافسة شديدة من إسرائيل التي تروج لنظام SPYDER، المتميز بسرعة استجابته لمواجهة الطائرات المسيّرة والتهديدات قصيرة المدى.
تأسس “EUROSAM” في عام 1989 كمشروع مشترك بين “تاليس” و”MBDA” (تحالف بين إيرباص، وBAE Systems، وليوناردو) لتطوير أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي. يُعرف الاتحاد بنظام SAMP/T الذي يعتمد على صواريخ “Aster” لمواجهة تهديدات متعددة تشمل الطائرات والصواريخ الباليستية والكروز والطائرات المسيّرة. يتميز النظام بمرونته وقدرته على التكامل مع أنظمة الناتو القياسية، مما يجعله خيارًا جذابًا لدولة مثل اليونان.
في المقابل، تسعى إسرائيل للترويج لنظام SPYDER الذي طورته شركة “رفائيل” لأنه يوفر حماية فعالة منخفضة إلى متوسطة الارتفاع. تشير تقارير إلى أن اليونان تدرس خطة دفاعية بقيمة ملياري يورو مستوحاة من القبة الحديدية الإسرائيلية، مما يعزز قدراتها الدفاعية.
تمتلك اليونان مزيجًا متنوعًا من أنظمة الدفاع الجوي، تشمل أنظمة “باتريوت” الأميركية و”S-300″ الروسية للدفاع بعيد المدى، وأنظمة “كروتال NG” الفرنسية وSA-15 Tor-M1 الروسية للدفاع قصير المدى. يعكس هذا التنوع استراتيجية اليونان لبناء شبكة دفاع متعددة الطبقات.
قرار اليونان بشأن نظامها الدفاعي يحمل أبعادًا جيوسياسية مهمة. اختيار SAMP/T سيعزز العلاقات مع فرنسا، حليفتها في مواجهة تركيا بشرق المتوسط، بينما سيُرسخ اختيار نظام SPYDER أو القبة الحديدية التعاون الدفاعي مع إسرائيل التي تتمتع بخبرة واسعة في مواجهة التهديدات غير التقليدية.
تسعى اليونان لتعزيز قدراتها العسكرية لمواجهة التحديات الإقليمية المتزايدة، خصوصًا مع استمرار التوتر مع تركيا بشأن الحدود البحرية والطاقة. انتشار الطائرات المسيّرة وتكنولوجيا الصواريخ في المنطقة يزيد الحاجة إلى أنظمة دفاعية متطورة قادرة على التصدي للتهديدات المتنوعة وحماية السيادة الوطنية.