نقلت وكالة فرانس برس الفرنسية، أن ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي أطلقوا يوم الأربعاء مسعى لمنع إدارة الرئيس دونالد ترامب من بيع الإمارات 50 مقاتلة شبح من طراز إف-35، معربين عن قلقهم من هذه الصفقة التي يُنظر إليها على أنها مكافأة للدولة الخليجية على اعترافها بإسرائيل.
لكن حتى إذا تمكّن السناتورات الثلاثة وهم ديموقراطيان وجمهوري من حشد أكثرية بسيطة في الكونغرس لإحباط هذه الصفقة البالغة قيمتها الإجمالية 23 مليار دولار وتشتمل أيضاً على طائرات من دون طيار وذخيرة، فبإمكان الرئيس ترامب أن يستخدم الفيتو لفرض إرادته، وهو أمر سبق له وأن فعله في حالات مماثلة، مما يتطلّب حينها حشد أغلبية الثلثين في مجلسي الشيوخ والنواب لكسر الفيتو الرئاسي ومنع إتمام الصفقة، وهو أمر مستبعد للغاية.
وقال أحد هؤلاء السناتورات الثلاثة، وهو الديموقراطي كريس مورفي المقرّب من الرئيس المنتخب جو بايدن، إنّ الإمارات انتهكت في الماضي شروط استخدام العديد من الأسلحة التي اشترتها من الولايات المتحدة من خلال استخدام بعض منها في الحروب الدائرة في ليبيا واليمن.
وأوضح مورفي في بيان “أنا أؤيّد تطبيع العلاقات بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، لكن لا شيء في هذه الاتفاقية يلزمنا بإغراق هذه المنطقة أكثر بالأسلحة أو تسهيل حصول سباق تسلّح خطير”.
وأعدّ مورفي اقتراح قانون بهذا الصدد بالتعاون مع كلّ من روبرت مينينديز، زعيم الأعضاء الديموقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ، والسناتور الجمهوري راند بول الذي يدعم بشكل عام الرئيس ترامب لكنّه يعارض التدخّلات العسكرية الأميركية.
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أبلغ الكونغرس رسمياً بهذه الصفقة الأسبوع الماضي، مرحّباً بقرار الإمارات الاعتراف بإسرائيل ومدرجاً تزويد أبوظبي بهذه الأسلحة في إطار جهود التصدّي لإيران.
وحاول الكونغرس في العام الماضي منع البيت الأبيض من بيع أسلحة إلى السعودية والإمارات، لكنّه فشل في حشد أغلبية الثلثين لتجاوز الفيتو الذي استخدمه ترامب لفرض إرادته.
وكانت قضية مقاتلات الشبح الأميركية المتعدّدة المهام التي تسعى أبوظبي منذ وقت طويل لشرائها من واشنطن، ألقت بظلالها على اتفاق تطبيع العلاقات التاريخي الذي وقّعته الإمارات وإسرائيل في البيت الأبيض برعاية ترامب.
وسبق لإسرائيل أن عارضت بيع هذه المقاتلات إلى دول أخرى في الشرق الأوسط، بما في ذلك الأردن ومصر اللتين تربطها بهما اتفاقيات سلام.
وترغب الامارات منذ وقت طويل في شراء هذه المقاتلات والطائرات المسيرة، لكن اسرائيل طالما رفضت ذلك للحفاظ على تفوقها التكنولوجي.
ومنذ توقيع اتفاق التطبيع بين اسرائيل والامارات في 15 أيلول/سبتمبر، أعطت واشنطن ضمانات للدولة العبرية.
وتشمل الصفقة بين واشنطن وأبوظبي خمسين مقاتلة اف-35 بقيمة 10,4 مليارات دولار، و18 طائرة مسيرة مسلحة من طراز ام كيو-9 بقيمة 2,97 مليار دولار وذخائر جو-جو وجو-أرض تناهز قيمتها عشرة مليارات دولار.
قم بكتابة اول تعليق