محمد الكناني
الفريم في الأصل هي مشروع فرنسي-إيطالي مشترك بين شركتي Naval Group وFincantieri لبناء فرقاطة ثقيلة متعددة المهام ولهذا سميت بـ”FREMM” اختصاراً لعبارة “الفرقاطة الأوروبية مُتعددة المهام ” بالفرنسية “Frégate Européenne Multi-Mission” وبالإيطالية “Fregata Europea Multi-Missione”.
فرنسا لديها نسختها المسماه “أكيتين Aquitaine” وتنقسم إلى نسخة لمكافحة الغواصات FR‑ASW ونسخة للدفاع الجوي FR-AAW. تمتلك مصر نسخة مكافحة الغواصات وكذلك تمتلك المغرب واحدة من نفس النسخة.
تبلغ إزاحة النسخة الفرنسية 6000 طن وطولها 142 متر وغاطسها 7.6 متر وسرعتها القصوى 50 كم/ س ومداها الأقصى 11 ألف كم وتسع حتى 145 فرداً.
إيطاليا لديها نسختها المسماه “بيرجاميني Bergaimini” وتنقسم إلى نسخة لمكافحة الغواصات IT-ASW ونسخة للأغراض العامة IT-GP ذات القدرة المُعززة في الدفاع الجوي وحرب السطح. تعاقدت مصر على 2 من نسخة الأغرض العامة (تمت تسمية أولاها “الجلالة”)، وتخطط للتعاقد على عدد إضافي غير معروفة المواصفات. اختارت البحرية الأمريكية التصميم الإيطالي لبرنامجها المستقبلي FFGX لبناء 20 فرقاطة صواريخ موجهة ثقيلة متعددة المهام.
تبلغ إزاحة النسخة الإيطالية 6700 طن وطولها 144.6 متر، وغاطسها 8.7 متر وسرعتها القصوى 56 كم/س ومداها الأقصى 12.6 ألف كم وتسع حتى 200 فرداً.
أهم مميزات نسخة الأغراض العامة التي ستحصل عليها البحرية المصرية:
- رادار مسح جوي وتحكم وتوجيه نيراني ثقيل بعيد المدى طراز “كرونوس جراند نافال Kronos Grand Naval” يتميز بمصفوفة إزاحة الطور النشط Active Phased Array AESA ومداه البالغ 300 كم وقدرته على تتبع 300 هدف في آن واحد، مع قدرة توجيه صواريخ الدفاع الجوي بعيدة المدى Aster-30، ويستطيع القيام بالتتبع المتعددة لصالح 16 صاروخ Aster ضد الهجوم الصاروخي الكثيف. وهو أقوى رادار تملكه الفريم، بل وأقوى من رادار النسخة الفرنسية نفسها.
هذا الرادار يوفر قدرة إنذار مبكر ووعي ظرفي هائلين لقيادة وتوجيه مختلف العمليات جواً وبحراً، وبوفر غطاءً ودعماً مُعززاً للقطع البحرية والطيران في غياب طائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمول جواً.
- منظومة إدارة المعارك المتطورة جدا “أثينا Athena Combat Management System” التي تدمج كافة المهام المطلوبة للمسح والرصد، ادارة الصورة التكتيكية للمعركة، دعم الملاحة، تقييم الخطر ومهام الأسلحة، إدارة أنظمة التسليح، تخطيط المهام، وصلات البيانات التكتيكية المتعددة والتدريب. وذلك من خلال تحكمها في كافة الرادارات والمستشعرات الكهروبصرية/ الحرارية والسونار وأنظمة التسليح والقتال، لإدارة العمليات وأعمال القيادة والسيطرة والتنسيق مع باقي القطع البحرية وكافة المنصات القتالية الصديقة.
- قدرة الدفاع الجوي الفائقة متمثلة في 16 – 32 خلية إطلاق عمودي Vertical Launch System VLS مُزودة بالصواريخ الآتية:
1- صواريخ Aster-15 متوسطة المدى البالغ مداها 30 كم المضادة لكافة التهديدات الجوية متضمنة المقذوفات الجوية والصواريخ الجوالة بما فيها تلك ذات السرعات فوق صوتية (تتسلح بها الفريم المصرية “تحيا مصر”).
2- صواريخ Aster-30 بعيدة المدى البالغ مداها +120 كم، وهي مضادة أيضا لكافة التهديدات الجوية إلى جانب القادرة على اعتراض الصواريخ الباليستية المُطلقة من مسافة 1500 كم.
* كما تمتلك الفرقاطة مدفعاً خلفيا طراز 76 مم يدخل ضمن منظومة STRALES/DART التي تتألف من المدفع ونظام رصد وتتبع + قذائف DART الموجهة بموجات الراديو والتي تتصدى للتهديدات الجوية كالصواريخ المضادة للسفن وكذا التهديدات البحرية كالعائمات السريعة، ويصل مدى تلك القذائف إلى +8 كم وتبلغ سرعتها المبدئية عند الإطلاق 3960 كم/ س.
- قدرة معززة في القتال ضد سفن السطح تتمثل في المدفع الرئيسي الأمامي OTO 127/64 عيار 127 مم يمعدل 32 قذيفة/ د، ويصل مداه النيراني إلى +30 كم، ويمكن زيادة المدى باستخدام قذائف “البركان Vulcano” بإصداراتها الغير موجهة التي يصل مداها إلى 60 كم والموجهة التي يصل مداها إلى 80 كم و+100 كم.
وبالطبع يتمثل تسليح مهام سطح-سطح الرئيسي في 8 صواريخ سطح-سطح طراز ” أوتومات Otomat MK2 Block IV الجوالة المضادة للسفن + قدرة لضرب الأهداف البرية القريبة من الساحل، ويصل مداها إلى 200 كم، وتمتلك نظام الملاحة بالقصور الذاتي والقمر الصناعي + الرادار النشط، إلى جانب وصلة البيانات لتعديل وضبط المسار. ويتميز الأوتومات تحديداً بأنه يجمع بين ميزات المدى الدقة الهائلة والطيران شبه لصيق بسطح البحر Sea-Skimming (يُقدر بـ1 – 2 متر فوق سطح البحر) لصاروخ الإكسوسيت Exocet الفرنسي والرأس الحربي الثقيل كما في الهاربون Harpoon الأمريكي (يزن 210 كج مقابل 221 كج للهاربون و165 كج للإكسوسيت) مضافاً له أنه يمتلك أعلى سرعة مادون صوتية وسط كافة الصواريخ الجوالة المضادة للسفن من نفس الفئة (1100 كم / س).
أيضا تملك الفرقاطة مدفعين عيار 25 مم يعملان بالتحكم عن بعد للتصدي للتهديدات والعائمات السريعة المقتربة.
- الفرقاطتان اللتان تعاقدت عليهما البحرية المصرية واللتان كانتا مخصصتان للبحرية الإيطالية وتمثلان رقمي 9، و10 في أسطول فرقاطات الفريم الإيطالية (تمتلك بحرية إيطاليا 8 فرقاطات حاليا) تتميزان بامتلاكهما نظاماً مُحسّنا لإطلاق الشراك الخداعية المُضللة للصواريخ المضادة للسفن، حيث يمتلك القاذف 20 شركاً بدلاً من 15، ولا تستخدم ضد الصواريخ فحسب، بل وضد الطوربيدات المُطلقة من الغواصات أيضا، لتوفير حماية متكاملة ضد كافة التهديدات من الجو والسطح والاعماق.
- كما تملك هاتان الفرقاطتان نظاماً جديداً لإدارة الأضرار Damage Control System، وراداراً جديداً ذو تقنية تقلل من فرص تعرض للرصد طراز SPS-732 بدلاً من الرادار السابق RAN30X/I RASS وهو فاعل في مهام الرصد الجوي والبحري وخصوصا الأهداف صغيرة الحجم، مما يمنحه قدرة رصد الصواريخ التي تطير في مسار شبه لصيق بسطح البحر. وأخيراً مصفوفة جديدة لمستشعرات تعريف العدو والصديق IFF، أكثر فاعلية من سابقتها.
- رغم ان نسخة الأغراض العامة ليست متخصصة في مجال مكافحة الغواصات، حيث لا تملك سوناراً ثقيلاً مقطوراً متعددة الأعماق Towed Variable Depth Sonar VDS، إلا أنها تملك سوناراً أمامياً ذا تردد منخفض أسفل المقدمة طراز Thales UMS 4110 CL يوفر قدرة الرصد بعيد المدى للمجال المحيط، وكذا التعامل مع الغواصات، وتوجيه الطوربيدات عيار 324 مم طراز MU90 المطلقة من قاذفين ثلاثيين على جانبي الفرقاطة. كما يوجد أيضا سوناراً مُخصصاً لرصد الألغام البحرية.
الفريم بيرجاميني
- تعتبر الفريم بيرجاميني الافضل والأقدر على توفير مهام الدفاع الجوي والحماية الرئيسية لحاملتي الميسترال، وذلك بالاشتراك مع فرقاطات الميكو المستقبلية وقرويطات الجوويند، كما توفر قدرة مُعززة في مهام القتال ضد سفن السطح.
- مركز قيادة وسيطرة وإنذار مبكر وتحكم بحري قادر على توجيه كافة العمليات والربط مع مختلف المنصات الجوية والبحرية والبرية.
* الفريم بيرجاميني بقدرات الدفاع الجوي المُعززة مع الفريم أكيتين الفرنسية (الفرقاطة تحيا مصر) وقرويطات جوويند بقدرات مكافحة الغواصات المُعززة وفرقاطات الميكو متعددة المهام، تمثل جميعها قوة سطح ضاربة لا تتوفر إلا لدى بحريات الناتو، وإذا ما أشركنا معها طيران القوات الجوية وخصوصا الرافال والفالكون والسو-35 (ومستقبلا التايفون إذا ما تم التعاقد عليها) فنحن نتحدث عن قوة هجوم وردع جو-بحرية لا مثيل لها في شرق المتوسط ولا تتوافر أيضا إلا لدى جيوش الناتو.
قم بكتابة اول تعليق