قال مسؤول تركي، إن الفرقاطة “إسطنبول” التي جرى إنزالها في البحر، السبت الماضي، تعتبر ذروة الصناعات الدفاعية لبلاده بخبرات محلية.
جاء ذلك في مقابلة مع الأناضول، أجراها أوزكور كولريوز، المدير العام لشركة التقنيات الدفاعية التركية “STM”.
وأضاف أن الفرقاطة “إسطنبول” جرى بناؤها في إطار مشروع “ميلغم” (MİLGEM) لبناء السفن الحربية بإمكانات ذاتية.
وأشار إلى أن بناءها تم بتكليف من رئاسة الصناعات الدفاعية في رئاسة الجمهورية التركية، في حوض إسطنبول لبناء السفن.
وذكر أن المشروع جرى تنفيذه بالتعاون مع شركتي “أسيلسان” (ASELSAN) و”هافلسان” (HAVELSAN)، أبرز الشركاء الرئيسيين في إنتاج السفن الحربية ضمن مشروع “ميلغم”، الذي كان علامة فارقة مهمة على طريق الوصول إلى “الاكتفاء الذاتي بقطاع الصناعات الدفاعية”.
ولفت أن شركة التقنيات الدفاعية التركية أخذت على عاتقها تنفيذ مجموعة من مشاريع التصميم والتصنيع في الفرقاطة “إسطنبول”، وغيرها من في مجال الدفاع، بما في ذلك الاختبار والأنظمة الصاروخية وإلكترونيات الأسلحة ونظم الإطلاق والدعم اللوجستي.
وأعرب كولريوز، عن فخره بإطلاق فرقاطة “إسطنبول” السبت الماضي، معتبرا أن نجاحها في مهامها يعتبر نجاحا لجميع الشركات المحلية العاملة في قطاع الصناعات الدفاعية.
المسؤول ذاته، أشار إلى أن شركته تقدّم مساهمات مهمة للصناعات الدفاعية التركية بما في ذلك القدرات الهندسية ومشروع الغواصة الجديد.
وتابع أن الجهود التي تبذلها الشركة من أجل تطوير مساهماتها في هذا المجال، تزيد من كفاءة الصناعات الدفاعية التركية.
وقال: “فخورون برؤية فرقاطة إسطنبول محلية الصنع تمخر عباب البحر وتشغل مكانة مميزة في نظامنا الدفاعي”.
الاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية
وأردف كولريوز: “نود أن نشكر رئيسنا رجب طيب أردوغان، الذي دعمنا ودعم خبراتنا وقدراتنا من أجل إنتاج هذه الفرقاطة”.
كما وجه الشكر إلى “قيادة القوات البحرية التركية نيابة عن جميع الشركات التي ساهمت في إنتاج الفرقاطة”.
وأكد أن الشركات التي ساهمت في إنتاج فرقاطة “إسطنبول”، عملت على هذا المشروع المهم باستخدام الموارد والمرافق المحلية، وقامت بتزويدها بقدرات بحرية وقتالية متطورة.
وأضاف أن الشركات الصغيرة والمتوسطة اضطلعت بدور مهم في إنتاج أكثر من 150 نظامًا ضمن مشروع الفرقاطة، التي تحوي أنظمة حرب إلكترونية محلية الصنع، وأسلحة متطورة ومنصات إطلاق للصواريخ ورادارات وأجهزة استشعار واتصالات وملاحة.
واعتبر أن “النجاح الذي حققناه علامة فارقة مهمة للغاية على طريق تحقيق هدف بلدنا في أن تصبح دولة مكتفية ذاتيًا في مجال الصناعات الدفاعية وكذلك تلبية جميع احتياجات تركيا من تلك الصناعات بالوسائل المحلية”.
وأكمل: “أهنئ جميع شركاتنا المحلية، وخاصة الصغيرة والمتوسطة، على المساهمات الكبيرة التي قدمتها في تحقيق هذا الحلم”.
ووفق المتحدث، فإن الفرقاطة “إسطنبول” جرى تزويدها بميزات متطورة، لتكون مماثلة للسفن الحربية السابقة التي جرى بناؤها في إطار مشروع “ميلغم”.
قدرات خاصة في الحرب البحرية
وأشار كولريوز أن الفرقاطة صممت لتؤدي مهام دفاعية متطورة، وهي تمتلك قدرات عالية في مجال الحرب البحرية والدفاع ضد الغواصات، وقدرات عملياتية في المواقع المتقدمة.
وبيّن أن الفرقاطة إسطنبول يبلغ طولها 113 مترا، وعرضها 14.4 مترا، بوزن حوالي 3 آلاف طن، ومزودة بمنصات لإطلاق صواريخ أرض ـ جو.
وتمتاز بقدرات عملياتية في الاستطلاع والمراقبة واكتشاف الأهداف وتحديد هوية المواقع والمركبات المعادية، ومهام الإنذار المبكر.
كما أنها مصممة لأداء مهام دفاعية ضد القواعد والموانئ العسكرية، إضافة إلى ميزات متطورة أخرى في مجال العمليات البحرية، وفق المتحدث.
وتمتلك الفرقاطة، بحسب كولريوز، نظام حرب إلكترونيا محلي الصنع، وجيلا جديدا من نظم إدارة العمليات البحرية، ورادارات وأجهزة للاستشعار وأنظمة الاتصالات والملاحة، جرى تصنيع 75 بالمئة منها بقدرات محلية.
وبمراسم جرى تنظيمها بمشاركة الرئيس أردوغان، احتفلت تركيا السبت الماضي، بإنزال الفرقاطة “إسطنبول” في البحر، وإجراء عملية لحام لثالث سفينة حربية تصنع لصالح باكستان.
وفي كلمة خلال الحفل، أكد أردوغان أن تركيا باتت من الدول الرائدة حول العالم في صناعة الطائرات المُسيّرة والسفن الحربية.
وفي السنوات الـ18 الماضية، وبتنسيق من رئاسة الصناعات الدفاعية، تسلمت القوات البحرية وخفر السواحل في تركيا العديد من الأنظمة البحرية اللازمة لتعزيز قدراتها.
وتمكنت رئاسة الصناعات الدفاعية التركية، من تطوير وإنتاج سفن “ت ج غ هيبالي آدا” (TCG Heybeliada)، و”ت ج غ بيوك آدا” (TCG Büyükada).
وكذلك تطوير وإنتاج سفن “ت ج غ بورغاز آدا” (TCG Burgazada)، و”ت ج غ قينالي آدا” (TCG Kınalıada)، بقدرات محلية 100 بالمئة، ضمن مشروع “ميلغم”.
كما جرى بناء سفينتي “ت ج غ بيرقدار” (TCG Bayraktar)، و”ت ج غ سنجقدار” (TCG Sancaktar)، اللتين تقدمان خدمات الدعم في حالات الطوارئ، خلال العمليات البرمائية، ونقل المركبات والأفراد، ودعم جهود الإنقاذ بالكوارث الطبيعية.
فيما تحولت سفينة “الريس عروج”، التي أنتجتها رئاسة الصناعات الدفاعية للتنقيب عن الموارد الطبيعية في البحار، إلى أبرز المنصات التركية في منطقة شرقي البحر المتوسط، خلال الفترة الماضية.
واستطاعت رئاسة الصناعات الدفاعية تطوير وإنتاج سفينة لإنقاذ الغواصات، وسفن إنزال للدبابات البرمائية، وسفن إنقاذ وإسناد، وسفن دوريات.
وتمكنت أيضا من إنتاج وتطوير قوارب خفر السواحل، إضافة إلى إشرافها على تحديث العديد من سفن القوات البحرية التركية، وتزويدها بأحدث التقنيات.
قم بكتابة اول تعليق