تشهد الأسلحة الهجومية تطورا متسارعا، من الصواريخ الباليستية الطويلة وقصيرة المدى والطائرات الحربية المختلفة، وصواريخ “كروز”، وصولا إلى الطائرات المسيرة التي باتت تفخخ وترسل ضد أهداف معادية.
لمواجهة هذه الأسلحة تلجأ الدول إلى تصنيع أو شراء منظومات دفاع جوي، لحماية أراضيها وقواعدها العسكرية ومرافقها المدنية من الهجمات المعادية.
ومن أبرز منظومات الدفاع الجوية “باتريوت” الأميركية المخصص للتصدي للأهداف الجوية من صواريخ باليستية وطائرات حربية ومسيرة.
الباتريوت هو نظام دفاع جوي صاروخي أرض-جو متوسط المدى مضاد لكافة التهديدات الجوية (طائرات، طائرات بدون طيار، صواريخ بالستية، صواريخ طوافة).
منذ أن قررت الولايات المتحدة الأميركية إبدال صواريخ “هيركوليز” و”هوك” بالباتريوت، خضع هذا النظام إلى عدد كبير من التحديث والتطوير، وكان قد سمي بهذا الإسم في عام 1976م بدلاً من الإسم القديم “سام-دي” (SAM-D).
تمكن الصاروخ من إعتراض أول هدف (طائرة بدون طيار) في ميدان White Sands في ولاية نيو مكسيكو في العام 1975، وقد كان يستخدم ضد التهديد الجوي بالطائرات منذ أن مُيدن في العام 1984م. ثم طور عام 1988م ليكون قادراً على إعتراض الصواريخ الباليستية وسمي وقتها بـ “باك-1” (Pac-1).
بدأت الفحوصات الأولية على الجيل الثاني من الصواريخ “باك-2” (Pac-2) قبل حرب تحرير الكويت مباشرة، وأثناء الحرب تم إجراء تعديلات جوهرية على عدد من البرامج وكذلك على الصاروخ الذي سمي بـ GEM أو الصواريخ معززة التوجيه.
وقد استمرت التطويرات على الصاروخ من نوع GEM –T والخاص بإعتراض الصواريخ البالستية وصاروخ GEM -C الخاص بإعتراض الصواريخ الطوافة وتم التعديل على الصاروخ PAC-2.
دخلت هذه الصواريخ الخدمة في عام 2002، في حين استمرت عملية التطوير على نظام الباتريوت لتعزيز قدرات التصدي للصواريخ البالستية من خلال عمل مشترك كلفت به عدة شركات أميركية، لإنجاز متطلب عملياتي لتدمير الرأس الحربي في الصواريخ البالستية التي تنامت قدراتها وزادت خطورتها بإمكانية تزوديها برؤوس غير تقليدية.
وذلك نتيجة لدروس مبنية على النتائج التي برزت أثناء حرب الخليج، حدث تعديل جوهري وكبير على الرادار وبعض المعدات الأخرى والذي أصبح معروفاً ، بـ “التشكيل الثالث”.
التشكيل الثالث يضيف خاصية مهمة لقجرات النظام، وذلك بإمكان تقديم بع قواعد الإطلاق لمسافة 30 كلم مما يزيد من مساحة منطقة التغطية.
يعد التشكيل الثالث لازماً قبل أن يستخدم الصواريخ الأكثر تطوراً وقدرة على التصدي للصواريخ البالستية التي تقوم بتصنيعها شركة “لوكهيد مارتن” والمسمى بـ “باك-3” (Pac-3)، والذي يتميز بسرعة كبيرة وبخاصية Hit To Kill والذي ينتج طاقة كبيرة جداً أثناء الإصطدام بالصاروخ البالستي مما يؤدي إلى تدمير الرأس المتفجر الذي قد يكون حاملاً لأسلحة التدمير الشامل.
ومن أهم التعديلات التي تتم لتهيئة النظام لإستخدام صواريخ PAC-3 هو ذلك الذي يتم على قواعد الإطلاق حيث يزداد عدد الصواريخ لكل قاعدة من 4 إلى 16 صاروخ، مما يدعم الوحدات القتالية ويزيد من نيرانها.
يضيف الصاروخ PAC-3 للوحدات القتالية
- 1- زيادة مساحة المعركة، كما تزيد كثافة النيران بدرجة كبيرة
- 2- تطوير نوعية قتل أو تدمير التهديد
- 3- زيادة فرصة مواجهة التهديدات المستقبلية
خضع صاروخ PAC-3 لتطويرات عدة آخرها تطوير PAC3 MSE.
صواريخ PAC3 MSE تستخدم تقنيات متقدمة لتحقيق الإصابة للقتل والتي ترتكز على الدقة التي توفرها منظومة التحكم بالنيران، المرونة التي توفرها قدرات المناورة للصاروخ، مدى الرمي الفعال داخل وخارج الغلاف الجوي، القدرة على التعاون مع منظومات التحكم والسيطرة المتوافرة لدى مشغلي هذه الصواريخ وأخيراً الإندماج مع سائر منظومات صواريخ الدفاع الجوي الأخرى.
وهذا التطوير الذي يعمل لدى (السعودية، قطر والإمارات) رفع من قدرات نظام الباتريوت إلى قدرات لامثيل لها حيث تم التحديثات التي ستطال صاروخ الباتريوت من تحديث لبرمجيات الطيران، تجارب الطيران، تعديل وتأهيل المنظومات الثانوية، وتزويد الصواريخ بمحركات دافعة أقوى من سابقاتها، وتزويد الصاروخ بمجنحات أكبر وتعديل على تصميمه لإعطائه قدرات مناورة جوية عالية لإصابة هدفه وتدميره، كما ضاعف مدى الصاروخ لإعتراض الصواريخ البالستية من 35 كلم إلى 70 كلم.
وطالت التطويرات على الرادار حيث أن الجيل الجديد من رادار الباترويت يعطي قدرة تغطية 360 درجة. وأحد مميزاته أنه يستطيع العمل في نمط صامت ويعتمد على RWR ليحدد مكان الطائرة ويعمل الرادار بنمط narrow beam .. حتى أجهزة الـ RWR/ESM لن تكتشف هذا الشعاع الراداري الضيق.
التشكيل
تحتوي سرية الباتريوت على:
- – رادار القيادة التكتيكية
- – مركز قيادة السرية
- – عربة مولدات الطاقة
- – فصائل النيران (من 4 إلى 8 منصات)
الخصائص والمواصفات
بلد المنشأ: الولايات المتحدة الأميركية
الدول المشغلة: 13 دولة وهي الولايات المتحدة، المملكة العربية السعودية، هولندا، ألمانيا، الإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت، إسبانيا، اليونان، إسرائيل، تايوان، كوريا الجنوبية واليابان.
المهام: إعتراض الصواريخ البالستية والصواريخ الجوالة والطائرات والطائرات بدون طيار
- – السرعة: 5 ماخ (صاروخ PAC-3 MSE تصل سرعته إلى أكثر من 6 ماخ)
- – الإرتفاع: 24.24 كلم (صاروخ PAC-3 MSE يصل إلى 36 كلم)
صاروخ PAC-2
يبلغ طول الصاروخ 5 متر فيما يصل وزنة إلى 900 كيلوجرام منها 90 كيلوجرام مواد متفجرة وله نوعان وهما:
– صاروخ MIM-104C
طور في نهاية الثمانينات، يبلغ مداه 160 كلم ( للطائرات ) و35 كلم (للصواريخ البالستية وكما له قدرات عالية بإعتراض الصواريخ الطوافة والطائرات بدون طيار)
– صاروخ MIM-104D
دخل للخدمة عام 2002، أدخل عليه عدة تعديلات وتم تطوير قدراته، يبلغ مداه 160 كلم ويقوم بإعتراض الصواريخ البالستية من مسافة 70 كلم
صاروخ PAC-3
يبلغ طول الصاروخ حوالي 5 متر ووزنه يصل إلى 312 كيلوجرام منها 73 كيلو جرام من المواد المتفجرة.
– صاروخ MIM-104F
يبلغ مداه 70 كل ويقوم بإعتراض الصواريخ الباليستية من مسافة 35 كلم
– صاروخ MIM-104 PAC-3 MSE
يبلغ مداه إلى 140 كلم ويقوم بإعتراض الصواريخ البالستية من مسافة 70 كلم
الرادار
- – رادار الـ PAC-2 من نوع AN/MPQ-53 ويبلغ مداه إلى أكثر من 100 كلم
- – رادار الـ PAC-3 من نوع AN/MPQ 65 ويبلغ مداه إلى 160 كلم
- – الرادار القادم والموافق مع صواريخ PAC-3 MSE سيبلغ مداه ضعف الحالي وذو تغطية 360 درجة وبقدرات متناهية الدقة.
قم بكتابة اول تعليق