لماذا لم يتم إجتياح غزة برياً؟

د.ظافر العجمي

شهدت صفحات ومواقع التواصل العبرية هجوماً عنيفاً على قرار وقف إطلاق النار الذي صادق عليه الكابينت متهمين نتنياهو بعدم حسم المعركة. فوقف القتال دون فرض شروط تحد من تعاظم تسليح حماس ودون استعادة الجنود والإسرائيليين في غزة امر غير مقبول.

فمالذي حال دون الحسم البري الصهيوني كما حدث في الجولات السابقة.

1-من اسباب قيام الجيش الصهيوني بتحييد أو تجنب المعركة البرية تمامًا الارتباك والتخبط الذي خلقه دوي صافرات الإنذار في كل الأرض المحتلة وهلع المدنيين الصهاينة من استدعاء الاحتياط للخدمة.

2-العمليات البرية دموية وعلى الأرجح ينتهي بها المطاف في قاعات المحاكم الدولية جراء جرائم الحرب ، رغم جهود الصهاينة بأرسال محامين للعمل مستشارين قانونيين لمستويات القيادة الأدنى، وإدماجهم في عملية الاستهداف.لكن سمعة الجيش الصهيوني تطارده.

3- جرب الصهاينة منهج يسمح بتطوير نظام الدفاع الصاروخي المعروف بالقبة الحديدية لتحييد خيار الحرب البرية،لكنه لم ينفع ومن تباعته ان صار الجيش الصهيوني منكفئ وفي حالة دفاعية لا هجومية .

4- من تجارب سابقة يعي الصهاينة ان العمليات البرية في المناطق الحضرية الفلسطينية تكون دائمًا دموية رغم أن استخدام المركبات المدرعة المزودة بحماية فعالة سمحت للقوات البرية بالمناورة .

5- انتقد جدعون ساعر رئيس حزب “أمل جديد” وقف القتال من جانب واحد بانه سيكون ضربة خطيرة مع أفضل قوة استخباراتية وجوية في العالم، دون شروط ، مما يؤكد صدق تراجع قوة الجيش البري الصهيوني

6- من الضغوط أن المفقودين وجرحى الجيش الصهاينة بقوا في غزة رغم انتهاء الحملة العسكرية والتوصل لوقف إطلاق النار. فهل سيفقدون المزيد؟

7- لم يكن هناك بد من الاعتماد على القوات الخاصة، وقوات الصفوة وهذا ماتم حين زج بلواء قولاني فأصيب قائده الدرزي غسان عليان من المقاومة الفلسطينية اصابة خطيرة وفقد 13 من جنوده في ليلة واحدةوهو المسؤول الأول عن مجزرة حي الشجاعية.

8-من حرب المدن تعلمت روسيا من حرب الشيشان و الولايات المتحدة دروسًا قاسية في مقديشو – الصومال عام 1993، وفي معركة الفالوجة 2004، و معركة مدينة الصدر 2008 في العراق،لذا تحولت الدول الكبرى للشركات الأمنية الخاصة مثل فاغنر الروسية وشركة بلا ك وواتر الأميركية ، ونتوقع ان يسير الصهاينة نحو نفس النهج.

9-بسبب تحوُّل الصراعات إلى حروب لامتماثلة ” Asymmetric warfare ” بين وحدات غير نظامية وجيش نظامي، تتراجع دور القوات البرية فالقوات البرية صارت كبيرة الحجم بلا قدرة على المناورة العملياتية، وبلا نظريات قتال جديدة للتعامل مع التهديدات اللامتماثلة، ودون تطور ملموس في حرب المدن، بل وليس لديها القدرة للتصدي لهجوم خاطف من الميليشيات.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*