هل الأحداث الجارية الآن في فلسطين هي صدفة؟

مقالة "إف 15" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي
مقالة "إف 15" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (سبوتنيك)

د. مينا عادل

في بداية سنة 2021 قام سلاح الجو الاسرائيلي بحدثين:

– الحدث الاول بتاريخ فبراير 2021
انطلقت تدريبات تعرف باسم “Galilee Rose” وكان الهدف منها هو مفاجأه اسراب ووحدات الدفاع الجوي الاسرائيلي عن طريق تمثيل الهجوم عليهم بواسطة 3 عدائيات وهي:

  • صواريخ ارض ارض للهجوم على المطارات وباقي المؤسسات للجيش او حتي المدن
  • طائرات بدون طيار انتحارية لتهاجم وحدات الدفاع الجوي
  • طائرات مقاتلة ترافق قاذفات للهجوم علي أهداف في العمق

تضمن اتجاه الهجوم من 4 اتجاهات (إيران وسوريا ولبنان وغزة) والتركيز على اتجاه الشمال لأنه سيكون منه الهجوم المفترض.

الواجبات المطلوبة من القوات المشاركة هي ان تقوم بالاتي :

  • استيعاب الضربات مع تحديد اماكنها بسرعة شديدة في الوقت القصير الذي يدافع فيه وحدات الدفاع الجوي.
  • توافر تكتيكات مجهزة للتعامل مع هذه الاهداف والتي ستسمح بتخفيف الضغط علي وسائل الدفاع الجوي مع انشغال القوات المعادية في تدارك الهجمات.
  • انطلاق المقاتلات والقاذفات والطائرات بدون طيار في مهمات متنوعة تنقسم الى (اعتراض المقاتلات المعادية وطائرات بدون طيار الانتحارية و ضرب الاهداف التي تم تحديدها و الاستطلاع)
  • عمليات الاستطلاع المستمرة للوقوف على اخر المستجدات وادراك الموقف بدقة

– الحدث الثاني وهو بتاريخ مارس 2021 حيث تم نقل العديد من أسراب المقاتلات من وسط وجنوب فلسطين إلى الشمال وهو حدث مميز جدًا لأنه لم يحدث منذ سنة 1948 ، فالمجهود الحربي الإسرائيلي اليوم تتركز أعينه تجاه الشمال تاركًا الوسط والجنوب لبعض مقاتلات الصف الثاني وأسراب التدريب والعدائية Aggressor المستخدمة في التدريب أيضًا.

وبالنظر إلى أرض الواقع، العمليات تحدث الآن وقد انطلقت بالفعل صواريخ من سوريا ولبنان وغزة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأيضًا ينفذ الآن سلاح الجو الإسرائيلي ما تدرب عليه منذ شهرين بكل تفصيل وتضمن:

  • الاستطلاع المستمر لتصيد منصات الصواريخ.
  • الحفاظ دائما على تواجد مقاتلات في السماء لمهام اعتراض الاهداف الجويه لتخفيف العباء علي الدفاع الجوي حتي وان كانت التكلفه مرتفعه جدا لذلك.
  • الاستطلاع الاستخبراتي مع عناصر الاستخبارات لتصيد القيادات الفلسطينية بهجوم جوي دقيق بواسطة ذخائر متنوعة ما بين قنابل موجهه بأوزان تتراوح من 500 رطل إلى 2000 رطل موجهه بالـ GPS وقنابل القطر الصغير لضرب الملاجئ تحت الأرض وتدمير الأنفاق.

ستمتد هذه الهجمات إلى لبنان وسوريا ومن الممكن إيران إذا ما تدخلو بشكل كبير في هذه العمليات.

وسيستفيد سلاح الجو الإسرائيلي بشكل كبير بعد هذه العمليات بتسويق سمعته والتكنولوجيا الخاصة به لأغراض تسويقية مما سيعود بالنفع كثيرًا على صناعاته كما اعتاد على ذلك فهو واحد من أكبر مصدري السلاح في العالم حسب المبيعات الأخيرة لسنة 2020.

في النهاية هل تتوقع عزيزي القارئ بعد قرأه هذه المقال بأن العمليات ستنتهي قريبًا بعد كل هذه الاستعدادات الاسرائيلية ؟ وهل سيستفيد منها الإسرائيليين لأغراض سياسية ؟

<strong><strong>د. مينا عادل</strong></strong>
د. مينا عادل

باحث في وحده الدراسات الخاصة بالمجموعة ٧٣ مؤرخين منذه سنة 2011، متخصص في مجال الطيران الحربي، وتدرب على يد طيارين مقاتلين مصريين واجانب.
قام بكتابة مئات المقالات الخاصة بتحليل نظم التكنولوجيا في مجال الطيران الحربي والتكتيكات القتالية ومتابعة تدريبات اسلحة الجو العالمية.
شارك كمحلل للطيران في صحف ومواقع مختلف، وقدم ندوات وفيديوهات مختلفة عن الطيران الحربي.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*