فتحت فرنسا، الخميس، أرشيفها المتعلق بالقضايا القانونية وتحقيقات الشرطة في الجزائر خلال حربها ضد الاستعمار.
وكشفت صحيفة “Le Monde” الفرنسية أن السلطات الفرنسية رفعت السرية عن أرشيف الحرب الجزائرية.
ويسمح مرسوم وزارة الثقافة الفرنسية، الذي نشر في الجريدة الرسمية، بالإطلاع على كل “المحفوظات العامة التي تم إنشاؤها في إطار القضايا المتعلقة بالأحداث التي وقعت خلال الحرب الجزائرية بين عامي 1954 و 1962، وفق “فرانس برس”.
وفي حين أن قانون التراث يخضع هذه المعلومات من حيث المبدأ إلى فترة 75 عاما قبل الوصول إليها، أي الموعد النهائي المحدد بين 2029 و2037، فمن الآن فصاعدا سيكون الوصول إليها دون قيود، بحكم ما يسمى بإجراء “الإعفاء العام”. وتتعلق “بتحقيقات الضابطة العدلية” و”القضايا المعروضة أمام القضاء”.
وفي وقت سابق، أعلنت وزيرة الثقافة الفرنسية، روزلين باشلو، التي تشرف على الأرشيف الوطني، باستثناء تلك الخاصة بوزارتي القوات المسلحة والشؤون الخارجية، عن قرب رفع السرية عن أرشيف “التحقيقات القضائية” للحرب الجزائرية.
ويأتي هذا الإعلان في إطار سياسة مصالحة الذاكرة التي أطلقها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي قال إن فتح أرشيف حرب الجزائر هو جزء من عمل عميق لكشف حقائق تاريخية ضرورية والاعتراف بجميع مكونات ذاكرتنا.
وأعلن الرئيس الفرنسي في التاسع من مارس 2021، في إطار سياسة “الخطوات الصغيرة” التي يتبعها، عن تبسيط الوصول إلى إجراءات رفع السرية عن الوثائق السرية، التي يزيد عمرها على 50 عاما، مما يجعل من الممكن تقصير فترات الانتظار المرتبطة بهذا الإجراء.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تكشف فيها السلطات الفرنسية عن أرشيفها المتعلق بفترات حساسة من تاريخها، إذ سمحت في السابق الحكومات الفرنسية المتعاقبة، بالوصول إلى أرشيف الحرب العالمية الثانية والاحتلال ثم نهاية الإمبراطورية الاستعمارية بعد الحرب.
وبعد أن كان الاطلاع على أرشيف الحرب الجزائرية محظورا أيضاً طوال 75 عاماً، تعلن اليوم الحكومة الفرنسية السماح بالاطلاع عليه.
وكان أقرّ في السياق ذاته يوم 13 سبتمبر/أيلول 2018 بمسؤولية الجيش الفرنسي عن اختفاء عالم الرياضيات والمناضل الشيوعي موريس أودان في الجزائر عام 1957، ووعَد عائلته بجعل قسم كبير من الأرشيف متاحاً، ثم أعلن رسمياً يوم 9 مارس/آذار الماضي تسهيل الوصول إلى الأرشيف السري لهذه الفترة التاريخية الحساسة.
قم بكتابة اول تعليق