في مقال نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية ، قال المحلل الألماني المعروف هيرشاد هيشمان إن استخدام روسيا لصواريخ “كينجال” التي تفوق سرعتها سرعة الصوت قد جلب مشكلة يصعب على الغرب حلها.
لا تستطيع أنظمة الدفاع الصاروخية الغربية اعتراض الصواريخ الروسية التي تسافر بسرعة 10 أضعاف سرعة الصوت.
وأضاف هيشمان أن استخدام روسيا صواريخ “كينجال” كان بمثابة ضربة معنوية لحلف شمال الأطلسي.
جدير بالذكر أن صاروخ “كينجال” يمكنه تدمير ليس فقط المنشآت السطحية والجوفية ، بل أيضًا السفن البحرية ، على بعد متر واحد فقط من الهدف المقصود. يمكنه استهداف حاملات الطائرات لأنه يمتلك أفضل نظام توجيه في العالم ، ويتم تجميعه من قطع غيار روسية الصنع فقط.
من غير الواضح من أي مسافة أطلق صاروخ “كينجال” ، لكن الضربة كانت دقيقة بشكل ملحوظ. وأظهر مقطع فيديو للضربة في مقاطعة إيفانو فرانكيفسك الأوكرانية ، بالقرب من الحدود الرومانية ، دخول الصاروخ الأرض بشكل عمودي تقريبًا.
جدير بالذكر أن الهدف الذي أصابه “كينجال” عبارة عن مستودع تم إنشاؤه في العصر السوفيتي تحت الأرض على عمق 150 مترا. وأعلن الجيش السوفيتي آنذاك إنه يمكن أن يتحمل ضربة نووية، إلا أن “كينجال” المزوّد بالرأس شديدة الانفجار العادية اخترق الخرسانة بسماكة 150 مترا وفجّر المحروقات وصواريخ “توتشكا – أو” المخصصة للجيش الأوكراني وذلك بفضل قوته الحركية الهائلة.
وهي المرة الأولى التي تعلن فيها موسكو اللجوء لصواريخ كهذه في نزاع عسكري، بعدما سبق لها استخدامها في عدد من المناورات الحربية، اعتبارا من العام 2018، حين سجّل أول اختبار ناجح لها.
وقال فاسيلي كاتشين، المحلل العسكري ومدير مركز أبحاث كلية الاقتصاد العليا في موسكو، لوكالة فرانس برس: ”من المحتمل أن (روسيا) أرادت استخدام كينجال في ظروف القتال“. وأضاف: ”هذه سابقة عالمية“.
وأضاف كاتشين: ”يصعب تدمير منشآت كهذه بالصواريخ التقليدية. الصاروخ فرط الصوتي يتمتع بقدرة اختراق وقدرة تدميرية أهمّ بفضل سرعته الفائقة“.
من جهته، اعتبر الخبير العسكري الروسي بافيل فلغنهاور، أن استخدام ”كينجال“ لا يمنح روسيا تفوقا استراتيجيا في أوكرانيا، بقدر ما يعزز العامل النفسي والثقة الناتجة عن دفع موسكو بأحد أبرز إنتاجاتها ذات القوة التدميرية إلى المعركة.
وقال: ”هذا الأمر لا يغيّر في عمق الواقع الميداني، لكن له تأثير بالتأكيد في مجال الدعاية النفسية لإخافة الجميع“.
وتنتمي صواريخ ”كينجال“ البالستية فرط الصوتية وصواريخ كروز من نوع ”زيركون“ لعائلة جديدة من الأسلحة، طورتها روسيا ويعدّها بوتين ”لا تقهر“.