طائرة “ميغ 21” تحت المجهر.. مزاياها وعيوبها

تُعتَبر الطائرة الروسية الأشهر “ميغ 21” المقاتلة الأقدم والأكثر إنتاجاً في التاريخ.

حين قامت روسيا بإنتاج “ميغ 21″، كانت تهدف إلى إنتاج طائرة مرنة ورخيصة يمكن إنتاجها بأعداد كبيرة لمواجهة القوات الجوية الأمريكية.

قامت طائرة “ميغ 21” بأول رحلة لها في 16 يونيو/ حزيران 1955، أمّا أول ظهور علني لها فكان خلال عرض يوم الطيران السوفيتي في مطار توشينو بموسكو في يوليو/ تموز 1956، ودخلت الخدمة في عام 1959.

طائرة “ميغ 21” هي مقاتلة خفيفة الوزن، وتمتلك محركًا توربينيًّا منخفض الطاقة نسبياً، تصل سرعتها إلى 2 ماخ. والجدير بالذّكر أنّها أوّل طائرة في العالم تصل إلى هذه السّرعة.

مقاتلة ميغ-21 تابعة لسلاح الحو المصري
مقاتلة ميغ-21 تابعة لسلاح الحو المصري

أصبحت “ميغ 21” المقاتلة الأساسيّة للاتّحاد السوفييتي وحلفائه، حيث تمّ إنتاج أكثر من 12 ألف وحدة منها، بينما أنتجت الصين من الطائرة المشتقة منها “جيه-7″، نحو 2500 مقاتلة، ولا تزال “ميغ 21” تُستخدم على نطاق واسع في العالم الثالث بالنموذجين السوفييتي و الصيني.

على مدار التاريخ، استخدمت 60 دولة، عبر أربع قارات، طائرات “ميغ 21″، ولا تزال تخدم في العديد من الدول حتى بعد مضيّ ستة عقود على رحلتها الأولى. لقد حققت أرقاماً قياسية عدة في عالم الطيران، وأصبحت أكثر الطائرات النفاثة العسكرية إنتاجاً في التاريخ.

سابقًا، كانت عملية تصنيع طائرة “ميغ 21” هي الأطول، قبل أن تتجاوزها الآن كل من الطائرتين الأمريكيتين “إف 15″، و”إف 16”.

أمّا عن استمرار استخدام عدد كبير من الدّول طائرة “ميغ 21″، فيعود ذلك إلى تكلفتها المنخفضة ومرونتها وقدرتها على المناورة لتضاهي الطائرات الأكثر تطوراً. إضافة إلى سماتها المميزة وقدراتها الاستثنائية التي جعلتها واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة طلبًا في العالم، كسرعتها، وسهولة قيادتها، وكلفة صيانتها المتدنية ممّا جعلها مناسبة لدول العالم الثّالث أيضًا.

مقاتلة "ميغ 21" الروسية
مقاتلة “ميغ 21” الروسية

كلّ هذه المزايا والقدرات جعلت من “ميغ 21” الطائرة الرئيسة في الاتحاد السوفييتي ودول حلف وارسو إلى حين انهيار الاتحاد السوفييتي.

تمتلك الصين أكبر عدد من طائرات “جيه-7″، النسخة الصينية المطورة من “ميغ 21”. أمّا الهند فهي أكبر مشغل حالي لها.

في المقابل، تعاني طائرة “ميغ 21” من بعض نقاط الضّعف في أدائها، فهي تمتلك مدى قصيرا، إضافة إلى سوء وضع خزانات الوقود الداخلية، إذ إنه بعد استهلاك الوقود، سينتقل مركز ثقل الطائرة إلى الخلف مشكلا بذلك خطورة على وضع الطائرة، وصعوبة في التّحكم فيها.

مشكلة أخرى عانت منها طائرة “ميغ 21” هي تدفّق الوقود إلى المحرّك عند وصول نسبة الوقود في الطائرة إلى النّصف أثناء المناورات العنيفة، حيث تمنع المناورات العنيفة الوقود من التدفق إلى المحرك متسبّبةً في إيقاف تشغيله أثناء الطيران مما يزيد من خطر انفجار الخزان الداخلي. ومن ثَمَّ طورت روسيا متغيرات MT وSMT مُتيحةً لها مدىً أكبر من النسخة الأقدم MiG-21SM، ولكن كان لهذا التّطوير سلبيّات، كتقليل عمرها الافتراضي، وتباطؤ تحليقها.

ومن عيوبها أيضًا صغر رادارها وحمولتها الصغيرة للأسلحة.