خاص موقع دفاع العرب
تطرّق العميد ناجي ملاعب، الخبير العسكري والاستراتيجي، في مقابلة مع قناة “عربي TRT” إلى الوضع في السّاحة الأوكرانيّة، فأشار إلى وجود صدمة عند ثاني أقوى جيش في العالم في صراعه مع بلد ضعيف عسكريًّا وذلك لعدم استطاعته تحقيق انتصار سريع وساحق خلال أيام أو أسابيع على الأكثر على بدء الحرب، ليجد نفسه أمام مقاومة شديدة ودفاع كبير ما لبث أن تحوّل إلى هجوم.
وأضاف العميد ملاعب في إجابته حول “التشكيك” في حجم الانتصار الأوكراني أن هذا الانتقال من الدّفاع إلى الهجوم هو انتصار بحدّ ذاته، إضافةً إلى الانتصار الثّاني الذي تحقّق بعدم سقوط “خاركيف”؛ ثاني أكبر مدينة أوكرانية من حيث عدد السّكان، فعلى الرّغم من أن روسيا قد تجاوزت مبدأ إسقاط المدن والقتال داخلها إلا أننا رأينا الجيش الرّوسي يقصف الكثير من المناطق كالمطارات وطرق الإمداد العسكرية، إلاّ أنَّ مدينة “خاركيف” ظلّت صامدة.
وعن حيثيّات هذا الصمود، عزى العميد ملاعب الأمر إلى “التقنيات والأسلحة الحديثة، والمدفعية بعيدة المدى، والآليات الحربية التي قدّمتها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، إضافةً إلى الاهتمام الأميركي باللوجستية والقيادة والسيطرة والتقنيات والأسلحة المضادة”. وأردف أن كل هذا التطور في الدفاع الأوكراني لن يكون في استطاعته إجبار الرّوس على التراجع فهم يسيطرون على 80٪ من المجال الجوّي الأوكراني، حيث لا تزال الدفاعات الجوية الأوكرانية ضعيفة أمام الدفاعات الروسية بالرّغم من كلّ الدّعم المقدّم لها.
كما سلّط العميد ملاعب، في حديثه، الضّوء على ما قاله وزير الدّفاع الأوكراني منذ شهر حول جيش المليون وحول التدريب الغربي للجيش الأوكراني وتجهيزه بعتاد غربي وتزويده بآليات حديثة، الأمر الذي قد يُحدث فرقًا في مجرى الأحداث، لاسيما في الجنوب، إذا ما استطاع الجيش الأوكراني منع روسيا من احتلال مدينة “أوديسا”، وإذا ما استطاعوا حجر الروس في البر من دون البحر فهذا نصر لأوكرانيا وتطور كبير في مجرى الأحداث.
وفي سؤاله حول مدى إمكانية استمرار الدول الغربية في دعم أوكرانيا وهي مقبلة على شتاء صعب في ظلّ أزمة غاز، أجاب العميد ملاعب بأنّ “قرار الدعم العسكري لأوكرانيا قد اتّخذ على أعلى المستويات ولم يعارضه أحد”. والإصرار على استمرار هذا الدّعم تجسّد في الأموال الهائلة التي خُصّصت له حيث تم حتى الآن إنفاق حوالي 13 مليار دولار، هذا وقد تقرّر في الأمس إنفاق مبلغ 675 مليون دولار أميركي. أمّا عن مسألة الغاز فأكّد ملاعب على أن أوروبا لا شكّ ستعاني من هذه الأزمة إلاّ أنها لن تقف عائقًا أمام دعمها لأوكرانيا، وأشار إلى بدء عملية البحث عن مصادر بديلة للغاز من عدة دول كالجزائر ونيجيريا وشرق المتوسط وفنزويلا وأذربيجان.