شركة “بي أيه إي سيستمز” تخوض معركة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة

يقول مسؤول شؤون الطاقة في صحيفة الغارديان البريطانية، أليكس لوسون، ان شركة “بي أيه إي سيستمز” BAE Systems لصناعة الأسلحة، باتت وسط معركة بين السعودية والإدارة الأميركية وقد تضطر إلى اختيار بين عملائها.

ولطالما كانت العلاقة بين بريطانيا والسعودية محرجة. لكن هذا التحالف “غير المقدس” يواجه الآن اختباراً صارماً، على حد تعبير لوسون الذي أشار إلى انه “بعد رد فعل الرئيس الأميركي، جو بايدن، على قرار أوبك +، فإن العمال في مصنع الطائرات المقاتلة التابع لشركة “بي أيه إي سيستمز”  في Warton، يراقبون تداعيات قرار كارتل النفط.

إذ أن بايدن، الذي تعهد في السابق بجعل المملكة دولة منبوذة بسبب مقتل الصحفي المعارض جمال خاشقجي في عام 2018، هدد بـ”عواقب” واقترح الديمقراطيون الأمريكيون تجميدًا لمدة عام على جميع مبيعات الأسلحة.

تعد الرياض إلى حد بعيد أكبر وجهة فردية لمبيعات “بي أيه إي سيستمز” العالمية خارج أسواقها الأساسية في الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث حققت 2.5 مليار جنيه إسترليني العام الماضي. وتشكل 12٪ من المبيعات العالمية لشركة “بي أيه إي سيستمز”، خلف الولايات المتحدة بنسبة 43٪ وبريطانيا بنسبة 20٪. وتمتد هذه العلاقة لأكثر من نصف قرن، من عقد لتوريد طائرات Lightning و Strikemaster في الستينيات، إلى صفقة اليمامة للأسلحة مقابل النفط عام 1985، والتي كانت متورطة في شبهات فساد.

تقدّم الشركة اليوم، الدعم والتدريب للأنظمة والمعدات للقوات الجوية الملكية السعودية وتعمل مع البحرية في البلاد. تتركز جهودها إلى حد كبير على دعم طائرات تايفون وترقيات طائرات تورنادو الحالية. كما استلمت المملكة مؤخرًا 22 طائرة من طراز هوك من شركة “بي أيه إي سيستمز”، وهي طائرة تدريب متطورة ذات محرك واحد تم تصميمها في الأصل في السبعينيات. كما تشارك الشركة في تطوير معمل جديد لتدريب المهندسين والرياضيين في جامعة المجمعة.

هوك
طائرة “هوك” التدريبية

وما يؤثر على قرار الشركة بالبقاء او عدمه هو الوضع الحالي الذي تشهده. فقد تعرضت شركة “بي أيه إي سيستمز”، التي توظف حوالي 10 آلاف عامل في Warton، إلى ارتداد قاتم بسبب الحرب في أوكرانيا. وارتفعت أسهم الشركة بنسبة 50٪ تقريبًا هذا العام، حيث تقدر قيمة الشركة بنحو 25 مليار جنيه إسترليني.

ولكن إذا انهارت العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة تمامًا، فقد يكون ذلك حافزًا للدول الغربية لتقييم موقفها. يمكن إعادة النظر في الاستثمارات السعودية الواسعة في بريطانيا، بما في ذلك الملكية المشتركة رفيعة المستوى لنيوكاسل يونايتد، بالإضافة إلى حصص في شركة صناعة السيارات الفاخرة أستون مارتن وفينيكس غروب، أكبر مزود للمعاشات التقاعدية في البلاد.

وتقول صحيفة الغارديان البريطانية انه بالإمكان “إجبار بريطانيا “بي أيه إي سيستمز” على اختيار جانب. مع توفير الولايات المتحدة الجزء الأكبر من أعمال الشركة، والرادع النووي الذي يعزز تلك العلاقة، فإن بريطانيا ستذهب دائمًا مع العم سام إذا أُجبرت على الاختيار”.

في حين يقول المحلل الدفاعي فرانسيس توسا: “شركة “بي أيه إي سيستمز” متحدة جدًا. لا يوجد صوت بريطاني يمكن سماعه في شركة BAE Inc في الولايات المتحدة. حتى لو تصاعد الخلاف بين بايدن والسعودية، يجب أن تكون شركة “بي أيه إي سيستمز” بمعزل عن ذلك ويمكنها حتى أن تلتقط الأعمال التي تقوم بها الشركات الأمريكية عادة للسعودية. إذا استسلمت رئيسة الوزراء البريطانية، ليز تراس للضغط الأمريكي لقطع العلاقة مع السعودية، فإن الفرنسيين سيتدخلون في اليوم التالي”.

alkhanadeq