“ان الموجات الكهربائية يمكن أن تنعكس عن الأجسام الموجهة ذاتياً. وأثناء اجراء احدى التجارب تأكدت من تأثير هذه الانعكاسات ومن وجود الموجات الكهربائية في الأدوات المعدنية الموجودة في أماكن بعيدة. وفي ضوء هذا الاكتشاف، اعتقد أنه بالإمكان بناء أجهزة تستطيع السفن بواسطتها أن تبث الإشعاعات في الاتجاه الذي تريده إلى سفينة أخرى حيث ترشدها الى مكان وجودها في كل الظروف الطبيعية”.
بهذه العبارات التي كتبها “ج. ماركوني”، أحد أباء هندسة الراديو الحديثة في بدايات القرن الماضي، وضع الأسس العلمية الفيزيائية لما نسميه اليوم هندسة الرادار، ويتم في هذه العمليات التي أشار اليها ماركوني استخدام جزء واحد من طيف الموجات الكهربائية التي تنشأ عندما تتغير بصورة مؤقتة التيارات الكهربائية، أي عندما تتحرك الشحنات الكهربائية بسرعات متباينة. أما فيما يتعلق بالمعادلات الهندسية لهذه العملية فإن “ماكسويل” كان قد حددها في العام 1864 ووضع المعادلات الصحيحة.
وبعد نصف قرن على تطبيق أفكار ماركوني تم التأكد تجريبيا من صحة نظرية الهرتز، ومن أن الموجات الكهربائية التي تنشأ من مكونين (الحقل الكهربائي والحقل المغناطيسي تنتشر بسرعة مع سرعة الضوء. هذه الموجات الكهربائية تشكل حزاماً يمتد في أطوال مختلفة أكثرها طولاً هو أشعة غاما. غير أن عملية حصر الموجات الكهربائية وتحديدها في مجموعات وفئات (موجات الراديو، الضوء، اشعة إكس أشعة غاما تتم وفقاً لطرائق القياس والبحث والإنتاج وهي تختلف اختلافاً كبيراً، كما تختلف أيضاً مسارات الموجات في مجالات التردد المختلفة. وكذلك الأمر بالنسبة الى أطوال الموجات فلكل من مسارات مجال الموجة أهمية كبيرة بالنسبة لتقنية الرادار ذلك لإن طرائق نفاذها وانعكاساتها هي في التكنولوجيا الحديثة على علاقة مع بعضها البعض، فإذا تم استخدام الترددات المنخفضة لأغراض الراديو بكل تغييراتها فإنه يجب استخدام الترددات المرتفعة في المجال البصري الإلكتروني.
وكمثال على تطور منظومة الرادارات حاضراً ويتولى الراداران 36-AN/TPQ و 37-AN/TPQ من إنتاج مجموعة Thales Raytheon Systems تحديد مواقع الهاون والمدفعية وراجمات الصواريخ المتوسطة المدى المعادية بدقة وبسرعة أوتوماتيكياً. ويستطيع الراداران التعامل مع مختلف القذائف التي تطلق من مواقع مختلفة في وقت واحد يكشفان مواقعها ويرسلان تقريراً بذلك منذ اللحظة الأولى. كما يتوليان توجيه النيران المضادة بدقة لتحييد الوحدات المعادية المسؤولة عن إطلاق النار، وهما يتمتعان بالسرعة لدرجة أنه يمكن كشف المواقع الدقيقة لأسلحة العدو قبل بلوغ قذائفها إلى أهدافها.
وعلى سبيل المثال كذلك، فإن نظام “ميدز” MEADS الأكثر أماناً في مجال تحديد الصديق والعدو يؤمن استجابة تساعد على التمييز بينهما. وهو نظام متحرك من الجيل المقبل ويتضمن رادارات تعمل على نطاق 360 درجة ونظم قيادة معارك عاملة ضمن شبكة وأنظمة إطلاق صواريخ سهلة النقل، بالإضافة إلى صواريخ “باك-3” المحسنة ذات الإصابة القاضية من إنتاج شركة لوكهيد مارتن Lockheed Martin ويعتبر هذا النظام الأكثر أماناً في مجال تحديد الصديق والعدو.
وبعد إدخال المعالج الرقمي الراداري RDP الجديد تم الحصول على فائدة إضافية لعملية التتبع الرقمية عبر نظام التوجيه الصاروخي. وذلك يلغي المكونات القديمة داخل رادار باتريوت، كما يوفر تحسينات تصل الى الماضية 12 ضعفاً بالنسبة لمتوسط الوقت ما بين الأعطال ويضاعف قدرة وفعالية المعالجة الرادارية بشكل يتعدى قدرات ردار التركيبة الثالثة المتواجد حاليا.
العميد م. ناجي ملاعب