تشير الأدلة إلى أن المقاتلة الروسية الصنع “سو-35” ليست على قدر المساواة مع الكثير من الطائرات الحربية الأخرى، وذلك رغم إدعاءات روسيا بعكس ذلك.
وللرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزارة الدفاع التابعة له تاريخ حافل بالتفاخر بحداثة العتاد الروسي، ولكن كما أثبتته الحرب في أوكرانيا يمكن بسهولة التفوق على التكنولوجيا والعتاد العسكري الروسيين في ساحة المعركة.
أسقطت القوات الأوكرانية عددا من طائرات سو-35 في خطوة أحرجت القادة الروس، وكشفت مؤسسة رند البحثية في تقرير صدر في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، احتمال أن تكون روسيا قد فقدت سربين من طائرات سو-35 في أوكرانيا. ويمكن أن يضم سربان ما يصل إلى 30 طائرة من الطائرات عالية الثمن.
وأشارت رند في المقال نفسه إلى أن “روسيا فشلت في الحصول على أدنى حد من التفوق التشغيلي أو التكتيكي على أرض المعركة من الجو”.
ومن جانبها، توقعت وزارة الدفاع البريطانية في تشرين الثاني/نوفمبر أن تواجه القوات الجوية الروسية المزيد من المصاعب “في الأشهر القليلة المقبلة”.
وقالت الوزارة على تويتر “من المحتمل أن تكون خسائر طائرات روسيا تفوق بشكل كبير قدرتها على تصنيع هياكل طائرات جديدة”.
وأضافت أن “الوقت المطلوب لتدريب الطيارين الأكفاء يقلل بشكل إضافي من قدرة روسيا على تجديد قدرتها الجوية القتالية”.
“سو-35” vs “رافال”
وتم تسليط الضوء على شوائب “سو-35” بشكل أكبر عام 2021، عندما بدأت مصر مفاوضات لشراء الطائرة المقاتلة.
وبحسب العديد من التقارير والمحللين، فأن قدرات إلكترونيات الطيران المحدودة داخل المقاتلات الروسية “سو-35” تعيق بشدة قدرتها على تنفيذ المهام الموكلة إلى طائرات الجيل الرابع.
وقال الكاتب المتخصص بشؤون الطيران توم كوبر بحسب مقال نشرته مجلة فوربس عام 2022، “طلبوا بعد ذلك طائرات سو-35، ليدركوا أنها مجهزة برادار يعمل على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية السلبية وسيتعين عليهم الانتظار لسنوات حتى يتمكن الروس من تطوير رادار مناسب يعمل على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية”.
وأضاف أن الاختبار المصري أثبت أن نظام التدابير المضادة في “رافال” “تغلب بسهولة” على نظام رادار “سو-35”.
وتابع كوبر “ببساطة لم يكن هناك جدوى من دفع ثمن ما هو أدنى جودة من الطائرات الغربية من الجيل 4.5 المتاحة”.
هذا وأشار محللون آخرون إلى التجربة التي مرت بها مصر.
فكتب المحلل في مجال الأمن الدولي سيباستيان روبلين لموقع “بزنس إينسايدر” في آب/أغسطس الماضي، أن “مفعول رادار مقاتلة سو-35 المهاجمة أبطل بمفعول التشويش الدفاعي الصادر عن مجموعة الحرب الإلكترونية طراز إف 3 آر سبكترا بالمقاتلة “رافال”… فتحركت “رافال” لاستهداف “سو-35″ وإسقاطها في المناورة التجريبية”.
يُذكر أن تفوق أنظمة الرادار العاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية يعني أن سو-35 المجهزة بأنظمة رادار عاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية السلبية، لديها فرصة ضئيلة بإلحاق الهزيمة بمقاتلة منافسة.
وعلى سبيل المثال، تتمتع مقاتلة “إف-16” فايتينغ فالكون الأميركية مع تقنية رادارها العاملة على مجموعة الماسحات الإلكترونية الضوئية الإيجابية من نوع إيه إن/إيه بيه جي-83 بمزايا مهمة مقارنة بطائرة سو-35.
ودفعت هذه الشوائب المختلفة بعدد من الدول حول العالم بينها مصر والجزائر وإندونيسيا، إلى إلغاء صفقات مع روسيا لشراء سو-35.
ويبدو أن الاستثناء الوحيد لذلك هو إيران التي من المقرر أن تستلم ما يصل إلى 20 طائرة من طراز سو-35 بحلول 21 آذار/مارس.
وقال مراقبون إن عزلة إيران الدولية المتزايدة وتحالفها العسكري المتوسع مع روسيا وميلها للوقوع في فخ دعاية الكرملين، هي وراء الأسباب التي دفعت البلاد إلى المضي قدما وعقد الصفقة.