المناطيد الجوية والبالونات التجسسية

علي الهاشم – باحث ومختص كويتي في مجال الدفاع والطيران والأنظمة الدفاعية

وأنا اقرأ في احد الكتب العسكرية، وإذا به يذكر حادثة هامة تتعلق بموضوع بالونات التجسس بعيدة المدى، حيث ذكر الكتاب أن الولايات المتحدة الأمريكية أطلقت عدة بالونات للتجسس وقليل منها كان لأغراض مدنية سلمية لكن الأغلب كان لأغراض عسكرية بحتة، بغية التجسس على الاتحاد السوفياتي السابق (روسيا و الجمهوريات السوفياتية المستقلة حاليا) وذلك خلال الحرب الباردة.

وقد بلغ عدد تلك البالونات التجسسية والاستطلاعية العسكرية في الفترة ما بين عام ١٩٥٦ الى ١٩٧٧ ما يقرب على ٤١١٢ بالون حلق فوق الاتحاد السوفياتي بعمق تجاوز ١٩٣١ كلم أسقط منها ٧٩٣ فقط. أغلبها بواسطة طائرات مقاتلة لكن أول بالون أسقط بواسطة صاروخ سام – ٢ او SA-2 (S-75 Dvina) حينما تمكن من إسقاط بالون WS-416L الذي صمم في الأساس كي يكون بالونا قتاليا اي عبارة عن حامل للقنابل النووية لكن المشروع الغي وحول لحمل مجسات تجسس عوضا عن ذلك نتيجة لتأثر البالونات بشدة بحركة الرياح والتي قد لا تثبت على حال.


بعد تلك الحادثة، طور الاتحاد السوفياتي طائرات خاصة معدلة للتصدي لاختراقات البالونات المخصصة للتجسس، حيث كانت أولى تلك الطائرات طائرة معدلة من Yak-25 لكنها لم تنجح فطور مكتب تصميم Myasishchev الطائرة الرائعة M-17 والتي هي المكافيء لطائرة التجسس الأمريكية U-2. وقد زودت ببرج ذو سبطانتي مدفع رشاش عيار ٢٣ ملم من نوع GSh-23 حيث يمكن لهذه الطائرة بلوغ ارتفاع شاهق يصل إلى ٧٠ الف قدم و التحويم شراعيا.


لم يطل مشروع M-17 فسرعان ما حولت للتجسس فقط، لكن ادخل السوفيات بعد ذلك طائرة “إليوشن إي أل-76” للنقل العسكري معدلة اطلق عليها A-60 زودت بمدفع ليزر عالي الطاقة عملاق لأسقاط الأهداف الجوية وقد كان مشروعا مذهلا لكنه الغي بسبب اختفاء عمليات الاختراقات فور علم الناتو بوجود تلك الطائرة الغير عادية.


خلاصة القول .. إن المناطيد والبالونات ربما قد تعود بقوة في الآونة الأخيرة هي والدرونات ولابد من حلول لمواجهتها بدلا من التهريج وإطلاق النكت والسخرية من قبل بعض الأوساط العامة على عمليات الاختراق الجارية حاليا خصوصا وأننا في دول الخليج قد نواجه نفس المعضلة من قبل أعدائنا المجاورين، فهل من يزن الأمور قبل فوات الأوان.. !!!