علي الهاشم – باحث ومختص كويتي بمجال الدفاع والطيران والأنظمة الدفاعية
تجري شركة “هندوستان أيروناوتكس” في الوقت الحالي محادثات مع الأرجنتين و مصر بشأن مقاتلات “تيجاس” من الجيل ما فوق الرابع (4+). وقد تم تقديم مقترحات لبيع 15 طائرة للأرجنتين و 20 طائرة لمصر.
من شأن هذه المحادثات أن تعيد لمصر حلم بناء مقاتلات متقدمة للخط الأمامي محليّاً، كما كانت ستفعل قبل نصف قرن مع مشروع الحلم “القاهرة 300” أول HA-300.
ففي عام 1955، رغبت إسبانيا في مواكبة طفرة الصناعات الجوية العسكرية للدول الأوروبية المجاورة لها، والتي استفادت من لجوء عدد من العلماء الألمان النازيين فيها، من بينهم المصمم الألمانى الشهير “ويلى مسيرشميت”، الذي تم منعه بعد الحرب العالمية الثانية من القيام بأي نشاط بحثي أو تصنيعي قد يضيف إلى القدرة العسكرية الألمانية، حيث قام بالانضمام إلى شركة “هيسبانو أفياشن” وشرع في مشروع بناء طائرة مقاتلة أسرع من الصوت.
تبنى الإسبان المشروع في بادئ الأمر، ولكن بسبب الصعوبات المالية الكبيرة كان المشروع يتقدم بوتيرة بطيئة للغاية، وسرعان ما تخلى الإسبان عن المشروع فى العام 1960، وهو لا يزال فى مرحلة مبكرة للغاية ولا يتعدى مجرد رسومات على الورق. بعدها قامت مصر بشراء المشروع، وواصلت العمل عليه، ومن هنا تظهر تسمية الطائره HA 300 اختصاراً لـ “Hispano Aviacion” وليس كما كان يُعتقد بأنه اختصار لكلمه “حلوان 300”.
تمت صناعة كل جزء من أجزاء “القاهرة 300” فى مصر، وتم بناء ثلاثة نماذج اختبارية منها. وحققت نتائج مرضية حيث كانت تضارع بل وتتفوق فى بعض النواحي على مثيلاتها في هذا الوقت مثل “Dassault Mirage V” و”F-5 Freedom Fighter” و”Mig 21″.
لكن الضغط السوفياتي و التخريب الإسرائيلي، ومن ثَمّ نكسة 1967 قتلت المشروع وانتهى الحلم وهو في مهده. وكادت مصر و الهند أن تشتركا بإنتاج مقاتلة من الجيل الثاني قادرة على المنافسة في السوق العالمية في تلك الفترة.
عموماً .. هناك فرصة ثانية ربما تمكن مصر من إعادة مشروع الحلم مرة أخرى إلى الوجود وذلك عبر مقاتلة “تيجاس”، فهل يتحقق ذلك؟