“كيه إف-21 بوراما”.. منافس جديد للطائرات المقاتلة الأوروبية

مقاتلة "كيه إف-21"
مقاتلة "كيه إف-21"

تعمل كوريا الجنوبية على تطوير طائرة مقاتلة من الجيل 4.5 من خلال مشروع “كيه إف-21 بوراما” KF-21، الذي يعتبر ذا أهمية بالغة لتعزيز قدراتها في مواجهة تحديات أمنية مختلفة، وهو تأكيد على التزامها بتطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية.

تم إطلاق مشروع المقاتلة “كيه إف-21” في عام 2015، بتكلفة قدرها 7.09 مليار دولار أمريكي، وذلك بهدف استبدال أسطول الطائرات القديمة من طرازات “إف-4″ و”إف-5” بها. تم تطوير الطائرة باستخدام التكنولوجيا المحلية، ورغم إنتاج ما يقرب من 65٪ من أجزائها محليًا، فإن المحرك، الذي يعتبر أحد الأجزاء الرئيسة في الطائرة، سيتم استيراده من الولايات المتحدة، حيث تستخدم الطائرة محركين من إنتاج شركة “جنرال إلكتريك”.

مقاتلة "كيه إف-21" الكورية الجنوبية
مقاتلة “كيه إف-21” الكورية الجنوبية

طائرات “كيه إف-21” هي مشروع مشترك بين كوريا الجنوبية وإندونيسيا، وتمتلك سيول 80% من أسهمه. شاركت إندونيسيا كشريك صغير في البرنامج، وعلى الرغم من حدوث بعض الخلافات بشأن التمويل، أكدت جاكرتا التزامها بالبرنامج وأرسلت مهندسين وطيارين إلى كوريا الجنوبية. وأفادت تقارير بأن الجانبين توصلا إلى اتفاق بشأن التمويل.

تنتمي “كيه إف-21” إلى فئة الطائرات المقاتلة متوسطة الحجم والقوة، وتمتلك بعض القدرات للتخفي عن الرادارات مثل طائرات الجيل الخامس، وهذا يجعلها قريبة من أن تكون طائرة شبحية.

وتعتبر “كيه إف-21” المقاتلة الأولى من نوعها التي تم تصنيعها في دولة آسيوية. تم تطويرها لتكون حلًا انتقاليًا كما يمكن تطويرها في المستقبل لتصبح أكثر شبحية في التصميمات اللاحقة. وتُعدّ “كيه إف-21” منافسًا جدياً لمقاتلات مثل “إف-16″ و”إف-18″ و”جريبن إف-39” وغيرها من المقاتلات الحديثة.

من جهةٍ أخرى، قد لا تتفوّق “كيه إف-21” على طائرة “إف-35″ أو”إف-22” الأمريكيتين، إلاّ أنها قد تتفوق على طائرات “يوروفايتر تايفون” و”رافال”، وذلك بفضل تعديلات الجيل الخامس التي تم تخطيطها لها.

تتميز المقاتلة بقدرات عالية في المناورة والقتال الجوي، كما تتمتع بتقنيات متطورة مثل متتبع الأهداف بالأشعة تحت الحمراء، والرادار الإلكتروني الذي يستخدم تقنية “إيسا” المتطورة والتي تم تطويرها من قبل أنظمة شركة “هانوا” المحلية، مما يجعلها قادرة على التخفي عن الرادارات. كما تم تجهيز الطائرة بنظام آلي لتجنب الاصطدام.

من المتوقّع أن تحمل “كيه إف-21” صواريخ كروز، وقنابل موجهة بدقة، وصواريخ جو-جو ذات مدى بعيد، كما ستكون قابلة للتشغيل بشكل متبادل مع الصواريخ الأمريكية والأوروبية، مثل “إيه آي إم-9 سايدويندر” و”إيه آي إم-120 أمرام” و”ميتور”.

حققت كوريا الجنوبية، في يناير/ كانون الثاني الماضي، إنجازاً مهماً بعد اختراق طائرة “كيه إف-21” حاجز الصوت، وبذلك أصبحت ثامن دولة في العالم تنتج مقاتلة أسرع من الصوت. واختبرت كوريا الجنوبية، اليوم، نموذجين أوليين من مقاتلتها المحلية “كيه إف-21” بنجاح، وتضمّن الاختبار إطلاق صاروخ “ميتور” جو-جو متوسط المدى. يعتبر هذا الإنجاز تعزيزا لموقف سيول في المنطقة وتهديدا لدول الجوار، كما أنه يعد إنجازاً استثنائياً للصناعة الدفاعية الكورية.

تخطط كوريا الجنوبية لإجراء اختبارات في جميع مناطق الطيران كالارتفاع المنخفض والطويل، وكذلك السرعات المنخفضة، واختبارات الأسلحة التي تشمل صواريخ جو – جو قصيرة المدى. ومن المخطط أن تجري شركة “كوريا للصناعات الفضائية” Korea Aerospace Industries أكثر من 2000 تجربة طيران من الآن وحتى عام 2026، وذلك عند بدء الإنتاج والنشر على نطاق واسع، هذا بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

ستدخل الطائرة مرحلة الإنتاج في عام 2026، وتعتزم القوات الجوية الكورية الجنوبية شراء 120 طائرة من طراز “كيه إف-21” بحلول عام 2032.

في الختام، يمثل مشروع “كيه إف-21 بوراما” الذي يهدف إلى تطوير مقاتلة من الجيل 4.5، تعزيزًا هامًا لقدرات كوريا الجنوبية الدفاعية والعسكرية في مواجهة التحديات الأمنية المختلفة. ويعكس هذا المشروع التزام كوريا الجنوبية بتطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية وتعزيز مكانتها في المجتمع الدولي.

تقرير: راني زيادة & نسرين شاتيلا