أثارت خطة روسيا لبيع طائراتها المقاتلة المتطورة من طراز سو-35 لإيران قلق بعض الخبراء والمسؤولين الذين يخشون أن تقوض هذه الخطوة الجهود المبذولة للحد من انتشار الأسلحة وزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وفقًا لتقارير إعلامية متعددة، أجرى المسؤولون الروس محادثات مع نظرائهم الإيرانيين بشأن صفقة محتملة لتزويد طهران بما يصل إلى 24 طائرة من طراز سو-35، وهي طائرة متعددة المهام يمكنها أداء مهام الاعتراض الجوي والهجوم الأرضي والاستطلاع.
تم تجهيز سو-35، التي دخلت الخدمة مع القوات الجوية الروسية في عام 2014، بإلكترونيات طيران متقدمة ورادار وأنظمة أسلحة قوية، بما في ذلك صواريخ جو-جو بعيدة المدى وقنابل دقيقة التوجيه.
رحب وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي ، باحتمال شراء طائرات سو-35 ، قائلاً إن الطائرات ستساعد إيران على “الرد على أي تهديد” وتعزيز قدراتها الدفاعية.
ومع ذلك، يحذر العديد من المراقبين من أن عملية البيع قد يكون لها تداعيات خطيرة على الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي.
تتمثل أحد المخاوف الرئيسية في أن نقل طائرات سو-35 إلى إيران، بانتهاك الحد من التسلح الدولي ، كقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 2231، الذي يحد من امتلاك إيران لأنظمة أسلحة متطورة وصواريخ باليستية.
يمكن أن تغير مقاتلات سو-35 ميزان القوى في المنطقة، لا سيما في حرب اليمن أو في أي مواجهة محتملة مع إسرائيل أو المملكة العربية السعودية.
يمكن لطائرة سو-35، المجهزة بأجهزة الاستشعار والأسلحة المتطورة، أن تشكل تحديًا خطيرًا للقوات الجوية الأخرى، وقد تمكن إيران من إبراز قوتها خارج حدودها.
علاوة على ذلك، فإن بيع طائرات سو-35 لإيران يمكن أن يؤدي إلى سباق تسلح جديد في المنطقة ويدفع دولًا أخرى، مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، إلى البحث عن صفقات مماثلة مع روسيا أو موردي الأسلحة الآخرين. وهذا من شأنه أن يزيد من زعزعة استقرار منطقة الخليج المتوترة بالفعل.
من جانبها، نفت روسيا أن بيع طائرات سو-35 ينتهك أي التزامات دولية، وأكدت أنها تجري تجارة الأسلحة وفقًا للمصالح الوطنية والقانون الدولي.
كما رفض المسؤولون الروس المخاوف من استخدام طائرات سو-35 لأغراض عدوانية، وقالوا بإن إيران لها الحق في الدفاع عن نفسها.
ومع ذلك، فإن المخاطر والعواقب المحتملة لصفقة سو-35 لا تقتصر على إيران وجيرانها، فقد يؤدي البيع أيضًا إلى تعقيد علاقات روسيا مع الغرب، الذي انتقد دعم روسيا لإيران.
في الختام، يثير بيع روسيا لطائرات سو-35 المقاتلة إلى إيران تساؤلات جدية حول انتشار الأسلحة، وقد يكون له عواقب وخيمة على الأمن والاستقرار العالميين. وقد ينتهك البيع أنظمة الحد من التسلح الدولية، ويغير ميزان القوى في المنطقة، ويطلق سباق تسلح، ويعقد الجهود الدبلوماسية لحل القضية النووية مع إيران.