“بيل” تقرع جرس مستقبل الطيران المستدام

تشتهر ’بيل‘ (Bell) بكونها شركة متخصِّصة منذ فترة طويلة في قطاع الطيران، وهي رائدة بمجالها إذ إنها مسؤولة عن العديد من الابتكارات الأولى من نوعها في العالم خلال تاريخها الطويل الممتدّ منذ 87 سنة، كما إنها في موقع المقدِّمة بقطاعها كموفر للتقنيات البارزة. وتقوم ’بيل‘ بتصميم وهندسة حلول ريادية للإقلاع العمودي في القطاعين التجاري والعسكري، مع وجود عملاء لديها في القارّات الست. وتمتدّ قدرات ’بيل‘ بقوّة إلى خارج النطاق التصنيعي. إذ إنها تستثمر بشكل كبير في الأبحاث وعمليات التطوير المستمرّة للتقنيات المتطوّرة المسؤولة، مع هدف تحقيق الإفادة ضمن كامل العمليات ولكافة الأفرقاء المعنيين، وبشكل أهم، العملاء – إضافة بالطبع لكوكب الأرض.

تتخذ ’بيل‘ العديد من الخطوات والإجراءات المتنوّعة لتخفيض بصمتها الكربونية مع الالتزام بجداول زمنية مختلفة – حيث تتم مراقَبة كل هذا بالتزامن مع سعيها المستمر وراء أساليب أكثر كفاءة وفعالية باستخدام الطاقة وعمليات التصنيع. وإحدى الأولويات الأساسية لدى ’بيل‘ كانت ولا تزال منذ فترة تتمحور حول استدامة منتَجاتها – بما في ذلك من منفعة لكل الأفرقاء المعنيين، وهذا يشمل الشريحة التي تشكّل محور الأعمال والمتمثِّلة بالعملاء. وقد يكون العميل عبارة عن مشغِّل لمنصّة مفرَدة أم قوّة دفاع لإحدى الدول التي تشغّل أسطولاً رئيسياً من الطائرات. وبينما تختلف المهام عن بعضها، إلا إن المنصّات تتشارك عنصراً هاماً واحداً – فهي مصمَّمة ومصنوعة بهدف التواجد في الخدمة لأطول فترة من حياتها، مع تحقيق الاستدامة المثلى من ناحية انخفاض وكفاءة التكلفة.

لدى ’بيل‘ حالياً قاعدة واسعة تشمل حوالي 13,000 طائرة هليكوبتر، وهي توفر باقة كاملة من الخدمات والدعم لما بعد البيع، وذلك عبر شبكة من ستة مراكز خدمة تشغّلها ’بيل‘ و100 مركز خدمة مستقل. كما إنها تتواجد في 35 دولة مع توفير كل شيء تقريباً، بدءً من الدعم اللوجستي وصولاً إلى تدريب الطيّارين ومقدِّمي خدمات الصيانة، إضافة لعمليات التخصيص، توفير البيانات التقنية، تصليح المكوّنات، التطوير وغير هذا الكثير. وهناك نقطة هامّة تجدر الإشارة إليها وهي أن المنصّات مصنوعة أيضاً كي تكون ’قابلة للتحديث‘ – بحيث يُمكِن تعديل إلكترونيات الطيران من كونها تناظرية إلى رقمية مثلاً، وغيرها من الأمور الأخرى. وبناءً لهذا، تتمتّع ’بيل‘ بميّزة الاستدامة التي تشكّل سِمَة وراثية من بداية تأسيس الشركة.

كما تستكشف الشركة إمكانية الإنتاج المحلّي للطائرات في العديد من المواقع الاستراتيجية الدولية – وذلك كجزء من تسهيل العمليات كي تصبح أكثر كفاءة من ناحية الكلفة والوقت واستهلاك الطاقة، إضافة للاستثمار ضمن الدول التي تعمل فيها.

من جهتهم، يهتم مشغّلو الطائرات أيضاً بتقليل بصمتهم الكربونية، وبالتالي، وإلى جانب استكشاف الطرق التي تتيح تخفيض استهلاك الوقود عبر تطوير أنظمة دفع كهربائية وهيدروجينية وغيرها من الأنواع الأخرى المستدامة، قامت ’بيل‘ مؤخراً بإدراج وقود الطيران المستدام (SAF) للعمل في أسطول طائرات الاستعراض والتدريب التابع لها، وهي تنصح العملاء حول أهمية استعماله وفوائده. من ناحية أخرى، تتعاون ’بيل‘ مع ’سافران إيروسبايس‘ (Safran Aerospace) و ’آڤفيول‘ (Avfuel) بخصوص تبنّي وقود SAF، وهي تتخذ خطوات حثيثة لتقييم البيانات المتعلّقة بأداء المحرّكات والطائرات. وفي فبراير من العام الجاري، أكملت مروحية من نوع Bell 505 رحلتها الأولى عبر وقود كامل بنسبة 100٪ من نوع SAF – وهي أول هليكوبتر على الإطلاق بمحرّك مفرَد تقوم بهذا الشيء. ولقد تعاونت ’بيل‘ مع ’سافران هليكوبتر إنجينز‘ (Safran Helicopter Engines)، ’نسته‘ (Neste)، ’جي كاي إن إيروسبايس‘ (GKN Aerospace) و’ڤايرنت إنك.‘ (Virent Inc.) لجعل رحلة Bell 505 ممكنة. ويُمكِن القول حرفياً أن هذا شكّل نقطة انطلاق نحو الأمام والأعلى بهذا المجال.

تُعدّ ’بيل‘ شركة مملوكة بالكامل من ’تكسترون إنك.‘ (Textron Inc.)، التي يوجد لديها خمسة قطاعات من العمليات كلّها مرتبطة بمجال التنقُّل. ولقد أكدّت المجموعة بأكملها كمؤسَّسة على التزامها بتقليل بصمتها الكربونية على الصعيد الدولي – كما هو مبيَّن في برنامج أهداف الاستدامة Achieve 2025 Sustainability Goal. ومن خلال التعاوُن مع الشركات الشقيقة وتبادُل المعارف والخبرات، تستطيع ’بيل‘ تعزيز مستويات كفاءتها وفعاليتها للحد الأقصى في تقليل تأثيراتها البيئية المشترَكة، إضافة لزيادة فرص وصولها إلى التقنيات والاقتصادات الناشئة.

يُشار إلى أن مبادَرة Achieve 2025 هي عبارة عن خطّة لخمس سنوات (بدأت في 2020) مع هدف تخفيض الانبعاثات الدفيئة بنسبة 20 بالمئة وتحقيق انخفاض بنسبة 10 بالمئة في كل من المجالات التالية: النفايات، المياه والطاقة. وتمثِّل الخطّة جزءً من التوجُّه العام للمجموعة نحو تحقيق أهداف الاستدامة. كما تتضمّن أولويات ’بيل‘ من ناحية البيئة والمجتمع والحوكَمة (ESG) مواضيع الإفصاح والمقاييس المتعلّقة بقطاع الفضاء والدفاع التي حدّدها مجلس معايير محاسَبة الاستدامة (Sustainability Accounting Standards Board – SASB)، إلى جانب السياسات الدولية فيما يخصّ البيئة والصحة والسلامة (EHS) والمعايير المتبَعة بكل دولة تعمل ’بيل‘ فيها.

من جهة أخرى، تشكّل الشفافية التي تظهر لصالح كل الجهات المعنية ضمن مجمل أعمال ’بيل‘ معياراً قيِّماً لمراقبة التقدُّم في تحقيق الأهداف البيئية.

هذه الجهود، بما فيها الاستثمارات البارزة والشراكة الرئيسية في جميع العمليات مع الخبراء الدوليين ضمن هذا القطاع، إلى جانب التطوير المستمر للابتكارات في كامل الشركة وأنشطة أعمالها، قد أدّت لتحقيق نتائج ممتازة ضمن التوجُّه نحو تقليل الأثر البيئي والوصول إلى مستقبل أكثر استدامة.