تحوّل السعودية نحو الأسلحة الصينية.. التأثير المحتمل على صناعة الدفاع الغربية

جيه-10 سي
الطائرة القتالية "جيه-10 سي"

تجري حاليًا محادثات بين الرياض وبكين بشأن إمكانية بيع طائرات قتالية من طراز “جيه-10 سي” J-10C للمملكة العربية السعودية، وفقا لموقع “ميليتاري ووتش” المتخصص في الأمن والدفاع.

ويشير تقرير الموقع إلى أن السعودية أبدت أيضًا اهتمامها بشراء معدات صينية أخرى، بما في ذلك طائرات بدون طيار من طراز Sky Saker FX80، وCR500، ومسيّرات انتحارية من طراز Cruise Dragon، ونظام الدفاع الجوي قصير المدى HQ-17.

ولفتت المصادر إلى أن المفاوضات بشأن الصفقة تجري منذ حوالي عام، ووصلت إلى “مرحلة متقدمة”.

تأتي هذه الأخبار في ظل تعزيز الروابط الاستراتيجية بين السعودية والصين، حيث تسعى السعودية إلى بيع النفط باليوان الصيني واستخدام بنية الاتصالات ذات الجيل الخامس من شركة “هواوي”. كما تم البدء في مشروع لتطوير مصنع للطائرات بدون طيار بالتعاون مع الصين لتلبية احتياجات السعودية.

المقاتلة الصينية "جيه-10"
المقاتلة الصينية “جيه-10”

الاهتمام السعودي بالطائرات الصينية

وفقًا لتقارير، تبدي السعودية اهتمامًا قويًا بشراء طائرات FC-31 الصينية – وهي طائرة من الجيل الخامس، أخف وزنًا من طائرات “جيه-20” J-20، ومن المتوقع أن تدخل الخدمة في منتصف العقد الحالي.

يأتي اهتمام السعودية بالطائرات الصينية في سياق تحول عام يشهده الشرق الأوسط بعيدًا عن الاعتماد الكامل على الدول الغربية في مجال الأمن والدفاع. وقد يكون شراء الإمارات العربية المتحدة للطائرات التدريبية الصينية من طراز L-15 في عام 2021 قد أثر على اتجاه السعودية نحو التفكير في استكشاف خيارات غير غربية لتلبية احتياجاتها العسكرية.

طائرة التدريب "هونغدو إل-15"
طائرة التدريب “هونغدو إل-15”

تعتبر الصين قوة صاعدة في مجال الدفاع والأمن، حيث تقوم بتطوير تكنولوجيا عسكرية متقدمة وتقدمها بأسعار تنافسية. وتوفر الصين للدول العربية والمنطقة الشرق الأوسط فرصة للتعاون في مجال الدفاع بطرق تتماشى مع احتياجاتها وتطلعاتها.

تأثير تحوّل السعودية نحو شراء المعدات العسكرية الصينية على صناعة الدفاع الغربية

إن لتحوّل السعودية نحو شراء معدات عسكرية صينية تأثيرات مهمة على مصالح صناعة الدفاع الغربية، حيث تُعتبر السوق السعودية واحدة من أكبر الأسواق العسكرية في العالم، والتي تعتمد بشكل كبير على واردات الأسلحة من الدول الغربية.

علاوة على ذلك، إن اعتماد السعودية على الصين كمصدّر للأسلحة من شأنه تشكيل ديناميات التجارة العالمية للأسلحة بشكل تدريجي. فإذا تم توقيع صفقات كبيرة بين السعودية والصين، فقد يؤدي ذلك إلى زيادة الطلب على المعدات العسكرية الصينية وزيادة حصتها في السوق العالمية. هذا يعني أن الشركات الغربية قد تواجه تحديات في المنافسة والحفاظ على حصتها في السوق العالمية.

ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع هذا التحول بحذر، وتقييم الجوانب الأمنية والتكنولوجية والاقتصادية للمعدات العسكرية الصينية المحتمل شراؤها، وضمان أن تلبي احتياجات السعودية الدفاعية بشكل كامل. كما ينبغي على السعودية أيضًا الحرص على الحفاظ على التوازن في علاقاتها الدولية وعدم الاعتماد الكامل على دولة واحدة في مجال الدفاع والأمن.