ساره سعد
أصدر مؤشر السلام العالمي (GPI) تقريره السادس عشر، والذي يصنف 163 دولة وإقليمًا مستقلًا وفقًا لمستوى السلام فيها.
يعد GPI، الذي أعده معهد الاقتصاد والسلام (IEP)، المقياس الرائد في العالم للسلم العالمي.
وأكد مؤشر السلام العالمي (GPI) أنه خلال عام 2022 شهدت أكبر خمس دول تحسن في مستوى السلام والاستقرار وهم:” مصر وليبيا والمملكة العربية السعودية والفلبين والجزائر”.
وأوضح التقرير أن مصر سجلت ثاني أكبر زيادة في الهدوء والاستقرار في 2022 GPI، مع تحسن درجاتها بنسبة 5.8 في المائة، إذ تحتل مصر الآن المرتبة 126 بشكل عام ، مع تحسينات في جميع مجالات GPI الثلاثة.
ويعد هذا هو أكبر تحسن في مؤشر الاستقرار في مصر خلال العقد الماضي، مشيراً إلى تحسن مؤشر تأثير الإرهاب في مصر للعام الخامس على التوالي ، حيث سجلت الدولة تحسنًا بنسبة 4.7 في المائة في النتيجة، وهو أكبر تحسن في العقد الماضي، محذراً من كون الإرهاب لايزال يمثل تهديدًا كبيرًا للسلام.
كما أشار التقرير إلى الأزمة الروسية الأوكرانية إذ تعتبر كل من روسيا وأوكرانيا من كبار منتجي ومصدري الحبوب، حيث تنتج روسيا 11 في المائة من القمح في العالم وتنتج أوكرانيا ثلاثة في المائة أخرى.
أدت الحرب الحالية والعقوبات الدولية المفروضة على روسيا إلى تعطيل صادرات الحبوب وزادت من الضغط التصاعدي على أسعار الغذاء العالمية، والتي كانت ترتفع بالفعل منذ أواخر عام 2020. تعتمد دول مثل لبنان ومصر واليمن بشكل كبير على الحبوب المنتجة في أوكرانيا وروسيا.
مع ارتفاع الأسعار والمنافسة على إمدادات القمح والشعير والذرة، وهو ما يؤثر على الأمن الغذائي.
من غير المحتمل أن يظهر التأثير الكامل لهذه الزيادات في الأسعار حتى وقت لاحق من العام، ففي عامي 2020 و 2021 ، تسببت الإجراءات التي تم تنفيذها لمكافحة جائحة COVID-19 أيضًا في حدوث اضطرابات كبيرة في إنتاج الغذاء والخدمات اللوجستية، مما أدى إلى اضطرابات بدء ارتفاع أسعار المواد الغذائية في النصف الثاني من عام 2020. مع بدء بعض البلدان في رفع القيود المفروضة على انتشار الوباء طوال عام 2021 ، بدأ الطلب الكلي، بما في ذلك على المنتجات الغذائية، في الارتفاع، ولكن نظرًا لأن العديد من الانقطاعات في الإنتاج واللوجستيات في أسواق المواد الغذائية في عام 2020 لم تتم معالجتها بعد، فقد تسارع ارتفاع الأسعار.
كما ساهمت الأزمة الروسية الأوكرانية في عام 2022 في هذا الاتجاه بثلاث طرق. أولاً ، أزالت اثنين من أكبر منتجي ومصدري الحبوب من السوق العالمية.
ثانيًا، عطل إمدادات الغاز الطبيعي، الذي تصدر روسيا وأوكرانيا كميات كبيرة منه. يعتبر الغاز الطبيعي مكونًا مهمًا في إنتاج الأسمدة.
يمكن أن يكون للاضطرابات في إنتاج الغذاء وإمداداته عواقب إنسانية واجتماعية وجيوسياسية سلبية.
يذكر أنه في عام 2010، أدى الجفاف الشديد في مناطق شاسعة من روسيا وأوكرانيا إلى انخفاض حاد في إنتاج الحبوب وساهم في ارتفاع حاد في أسعار الغذاء العالمية، وأدى ذلك إلى انعدام الأمن الغذائي والاقتصاد.
جدير بالذكر أن مؤشر السلام العالمي (GPI) يقدم التقرير تحليل قائم على البيانات حتى الآن حول اتجاهات السلام، وقيمته الاقتصادية، وكيفية تطوير مجتمعات مسالمة.
ويغطي GPI 163 دولة تشكل 99.7 في المائة من سكان العالم ، باستخدام 23 مؤشرًا نوعيًا وكميًا.
الجمهورية اون لاين