تعتبر المليشيات المسلحة تهديدًا حقيقيًا للدولة في بعض الحالات، وذلك يعتمد على الظروف والسياق الذي تظهر فيه تلك المليشيات.
ضعف الدّولة وتشكّل المليشيات المسلحة
أولاً، تظهر المليشيات المسلحة عادةً في الدول الضعيفة، حيث تتشكل تلك المليشيات نتيجة لفراغ السلطة وعدم قدرتها على فرض النظام والقانون بشكل كامل. تتميز هذه المليشيات بالقدرة على تجاوز سلطة الدولة والتدخل في الشؤون الداخلية والخارجية للبلد.
يشير الخبير العسكري والاستراتيجي العميد ناجي ملاعب لموقع “الحرة” إلى أنه عندما تكون الدولة ضعيفة، تتشكّل المليشيات المسلحة في البداية كأمن خاص، ومن ثم تتحول تدريجيًا إلى قوة عسكرية ذات إدارة ذاتية. تمتلك تلك المليشيات العتاد والسلاح اللازم لتمارس نفوذها وتتجاوز سلطة الدولة، وهي تصبح بمثابة دولة داخل الدولة.
ووفقًا للعميد ملاعب، تشكل المليشيات المسلحة تهديدًا حقيقيًا لوجود الدولة الوطنية، ويشير إلى أن قوة الدولة وجيشها تحدد ما إذا كانت تلك المليشيات ستستمر في الوجود أم لا. يعني ذلك أن قوة الدولة واستقرارها يلعبان دورًا مهمًا في مصير تلك المليشيات المسلحة.
الميليشيات المسلحة هي استجابة للتهديدات الخارجية
ثانيًا، تتشكل المليشيات المسلحة في بعض الأحيان في ظلّ وجود عدو على حدود البلاد وفي حالة الحروب. قد تتحول تلك المليشيات إلى جزء من استراتيجية الدفاع الوطني للبلد، وتعمل على تعزيز القدرة الدفاعية وصون سيادة البلاد في ظل التهديدات الخارجية.
ومع ذلك، تواجه المليشيات المسلحة تحديات عديدة. فقد يتحول بعضها إلى “مليشيات دائمة” تعرقل عمل الدولة وتهدد استقرارها.
تتطلب هذه التحديات توجيه الجهود نحو تنظيم وتنسيق هذه المليشيات بشكل أفضل مع الهياكل الرسمية للدولة، وضمان أن تكون أنشطتها في خدمة الأمن الوطني بشكل شامل.
تأثير الدعم الخارجي على قوة وتأثير المليشيات المسلحة
ثالثًا، تتمتع المليشيات المسلحة في بعض الأحيان بدعم خارجي، سواء أكان ذلك دعمًا ماليًا أو عسكريًا أو سياسيًا. يمكن لهذا الدعم الخارجي أن يؤثر بشكل كبير على قوة وتأثير المليشيات وقدرتها على تحقيق أهدافها.
إذا امتلكت تلك المليشيات قدرة تسليح قوية وموارد مالية كافية، فإنها قادرة على تهديد وجود الدولة الوطنية. وهذا يعني أن هناك احتمالية لحدوث سيناريو مشابه لذلك الذي شهدته السودان أو روسيا في أي دولة تمتلك “جيوشاً موازية”.
باختصار، تشكل المليشيات المسلحة تحديًا للدولة في بعض الحالات، ويتوقف ذلك على السياق والظروف المحيطة. تحقيق الاستقرار وبناء قوة الدولة الوطنية يعتبران أمورًا حاسمة في تقليل تهديد المليشيات المسلحة وحماية السيادة الوطنية.