حقائق صادمة تكشفها “نيويورك تايمز” عن الهجوم المضاد الأوكراني

باتت أوكرانيا في مواجهة تحديات ضخمة وصعبة في معركتها ضد الغزو الروسي، حيث تواجه خسائر فادحة وتحديات ميدانية عديدة.

فقد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، أن ما يصل إلى 20% من الأسلحة التي أرسلتها أوكرانيا للمعركة تعرضت للتلف أو الدمار في الأسبوعين الأولين من الهجوم المضاد.

تعتبر الدبابات وناقلات الجنود المدرعة من الأسلحة الكبيرة التي يعتمد عليها الأوكرانيون لهزيمة الروس، لكن هذه الخسائر المروعة ترجع جزئياً إلى تكتيكات التي اعتمدتها أوكرانيا. حيث ركزت على إضعاف القوات الروسية بالمدفعية والصواريخ بعيدة المدى بدلاً من الهجوم وإطلاق النار. هذا التكيف والتحول في التكتيك أسهم في تقليل معدل الخسائر لاحقًا إلى حوالي 10% في الأسابيع التي تلت ذلك.

وأوضحت الصحيفة بأنه على الرغم من هذه التحسنات، ما زالت التحديات قائمة. تباطأ الهجوم المضاد أيضاً، وتوقف في بعض المناطق التي يكافح فيها الجنود الأوكرانيون ضد الدفاعات الروسية الهائلة.

تأتي هذه التحديات بالإضافة إلى تحضيرات روسيا الاستعدادية للهجوم المضاد، حيث ملأت الجبهة بالألغام والفخاخ وزادت وتيرة مسيرات الاستطلاع الروسية والمروحيات الهجومية.

وبحسب الصحيفة، هذه التحصينات تجعل الخسائر في المراحل الأولى من الهجوم متوقعة، ولذلك لا يزال من السابق لأوانه التوصل لاستنتاجات نهائية حول نتائج الهجوم المضاد الأوكراني.

يمكن أن نلاحظ من بيانات موقع “أوريكس” للتحليلات العسكرية، أن 28 مدرعة من طراز “برادلي” قد تم إتلافها أو تدميرها. وكان من بينها 15 مدرعة في قرية في مقاطعة زابوروجيا يومي 8 و 9 يونيو/ تموز الماضي. هذا جاء بعدما تعرضت الكتيبة 47 لهجوم من المروحيات أثناء تواجدها محاصرة في حقل ألغام.

كما تشير بيانات “أوريكس” إلى أن 24 دبابة قد فُقدت طيلة شهر يونيو/ تموز بأكمله، بما في ذلك بعض الدبابات من ترسانة أوكرانيا، بالإضافة إلى تلك التي قدمها الحلفاء الغربيون.

بالإضافة إلى التحديات، تتطلب النجاحات التي حققها الأوكرانيون الكثير من التفاني والمهارة. يتحرك الجيش الأوكراني بتدرج وبشكل أكثر حذراً في المناطق الزراعية، حيث يجري الكثير من الهجمات المضادة. بالإضافة إلى ذلك، يجتازون الحقول المليئة بالألغام بأكثر دقة وتأنٍ، وهو ما يعكس التحسن في التكتيك والتدريب.

مع زيادة تدفق الذخائر العنقودية من الولايات المتحدة، قد تزداد الوتيرة في الهجوم المضاد وقد تساهم في تعزيز القدرات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية.

في النهاية، تظهر البيانات المتاحة أن الهجوم المضاد يواجه العديد من التحديات والنجاحات. الخسائر في الأسلحة والمركبات المدرعة تظل غير معلنة بدقة، لكن هناك جهود واضحة للتكيف والتغلب على الصعاب. قد تكون الأشهر القادمة حاسمة في تحديد مسار المعركة والنتائج النهائية.