خاص – دفاع العرب
تسعى المملكة العربية السعودية لاقتناء طائرات “رافال” الفرنسية بعد تعثر صفقة شراء طائرات “يوروفايتر” نتيجة تردد ألمانيا في تصدير الأسلحة إلى البلاد.
وبحسب تقارير وسائل الإعلام الفرنسية، تدرس المملكة فكرة اقتناء ما يتراوح بين 100 إلى 200 طائرة من طراز “رافال”.
رغم استثمار المملكة العربية السعودية لعقود في بناء قوة جوية ضخمة مؤلفة من طائرات مقاتلة متقدمة من الولايات المتحدة وبريطانيا، يبدو أن الاهتمام المفترض من جانب الرياض بشراء عدد كبير من طائرات “رافال” الفرنسية قد يكون إشارة لعدم اعتقادها بأن حلفاءها موثوقون كما كانوا في الماضي.
عقب قرار الرياض في أكتوبر/ تشرين الأول بتقليص إنتاج النفط، قدم مشرعون أمريكيون تشريعًا لتجميد جميع مبيعات الأسلحة الأمريكية للمملكة، مما أدى إلى توتر العلاقات الأمريكية السعودية.
كما أعلنت ألمانيا، في يوليو/ تموز الماضي، أنها لن تسمح بتسليم مقاتلات “يوروفايتر تايفون” للمملكة، التي تمتلك قواتها الجوية 72 طائرة منها، وهي في المرتبة الثانية بعد طائرات “إف-15” الأمريكية.
أثار هذا الإجراء استياء المملكة المتحدة، التي كانت تأمل في تسليم 48 طائرة من الطراز نفسه، والتي تم منح عقد تصنيعها لشركة “بي إيه إي سيستمز” منذ سنوات.
أفادت صحيفة “لا تريبيون” الفرنسية، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأن المملكة العربية السعودية تفكر في الحصول على 100 إلى 200 طائرة مقاتلة من طراز “رافال”. تزامن هذا التقرير مع تطورات تشير إلى أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى قد لا تقدم معدات عسكرية للرياض في المستقبل.
ويشير تقرير “لا تريبيون”، إلى وجود مخاوف سياسية وعملية تدفع السعوديين نحو شراء الطائرات الفرنسية.
وبحسب “بيزنس إنسايدر”، باعت فرنسا مركبات مصفحة، ومروحيات، ومدافع، وأنظمة استهداف جوي، وصواريخ “سكالب” للمملكة العربية السعودية، وقامت الإمارات العربية المتحدة وقطر ببناء أسطول كبير من الطائرات الغربية التي تشمل العديد من طائرات “رافال”.
لكن خلال السنوات الأخيرة، تعرضت باريس لانتقادات على خلفية استخدام هذه الأسلحة في النزاع في اليمن في مواجهة الحوثيين الموالين لإيران.
تعتبر الطائرات الفرنسية أيضًا حديثة ومبنية من قبل دولة عضوة في حلف شمال الأطلسي، مما يقلل من المشكلات المتعلقة بدمج الطائرات مع الطائرات السعودية الأخرى من النوع الغربي، إلا أنها لم تُستخدم في المعارك بالقدر نفسه الذي تم فيه استخدام معدات الولايات المتحدة، وبالتالي فإنها تفتقر إلى “سجل قتالي” مثل الأسلحة الأمريكية، وفق تقرير “بيزنس إنسايدر”.
تملك القوات الجوية السعودية في الوقت الحالي، طائرات أمريكية من طراز “إف-15” وأوروبية من طراز “يوروفايتر تايفون” و“تورنادو” الهجومية، ويأتي ذلك في وقت تتقارب المملكة مع الصين، الخصم الاستراتيجي الأول للولايات المتحدة.
تسعى السعودية إلى تنويع قواتها الجوية حتى لا تتوقف قوتها الجوية في حال انقطاع إمدادات الأسلحة من أحد مورديها، ولكن حتى لو قامت الرياض بطلب طائرات “رافال”، فإن فرنسا ستستغرق عدة سنوات لتسليم المقاتلات إلى المملكة، بسبب انهماك مصنع “داسو” بطلبات لأكثر من مئة طائرة إضافية لمصر والإمارات واليونان وكرواتيا والهند وإندونيسيا، بحسب “بيزنس إنسايدر”.
أي نسخ للمقال من دون ذكر اسم موقع دفاع العرب DefenseArabia سيُعرّض ناقله للملاحقة القضائية.