قراءة في أزمة الغواصات الفرنسية وتداعياتها

غواصة فرنسية
غواصة فرنسية

قررت أستراليا عقد شراكة ثلاثية جديدة “أوكوس” مع الولايات المتحدة وبريطانيا في 15 من سبتمبر/ ايلول الجاري لاقتناء غواصات تعمل بالدفع النووي وإلغاء صفقة ضخمة أبرمتها مع مجموعة “نافال غروب” الفرنسية للصناعات الدفاعية عام 2016 لشراء غواصات تقليدية.

كشفت هذه الحادثة لنا المعلومات التالية:

أولا، لا تزال الولايات المتحدة تتبع استراتيجية “أمريكا أولا” في عهد بادين. قبل شهر، سحبت أميركا قواتها من أفغانستان وجعلت حلفاءها يفهمون ما هو “الوعد الأمريكي”، أما هذه المرة فقد كشفت شراكة “أوكوس” مرة أخرى الوجه الأناني للولايات المتحدة. لطالما تصور الأوروبيون أن أميركا ستعاملهم بشكل جيد، لكن حادثة الغواصات جعلت فرنسا ترى بوضوح: لا يرى بايدن سوى المصالح الاقتصادية والتجارية لواشنطن.

ثانيا، أدت هذا الحادثة إلى تعميق التصدع في المعسكر الغربي وتعزيز رغبة أوروبا في تحقيق “الاستقلال الاستراتيجي”. قد صرح الرئيس الفرنسي ماكرون مرات عديدة أن أوروبا لا بد منها أن تسعى إلى الاستقلال الاستراتيجي. لذلك ستزداد الخلافات بين أوروبا وأميركا مستقبلا.

إنفوجرافيك: أزمة الغواصات الفرنسية في نقاط

ثالثا، حصول أستراليا على الغواصات النووية قد يدفع حلفاء واشنطن الآخرين إلى تقديم مطالب مماثلة لها، مما يؤدي إلى حدوث سباق تسلح فضلا عن خطر انتشار الأسلحة النووية. إذا حصل حلفاء الولايات المتحدة على الغواصات النووية، فقد يبدأون أنشطة تخصيب اليورانيوم بحجة حاجاتهم إلى الوقود النووي.

رابعا، يبدو أن الولايات المتحدة تريد تحويل أستراليا إلى قاعدة عسكرية نووية لها، والمضي قدما في عسكرة قضية بحر الصين الجنوبي، وخلق المزيد من المشاكل في هذا البحر الصيني، وهذا سيؤثر بلا شك على الاستقرار الاستراتيجي الإقليمي. لكنني أعتقد أن الصين لن تكون مكتوفة الأيدي عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن مياهها الإقليمية وسيادتها.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*