تقرير: تحليل أنشطة التسليح الصينية في مجال الطيران

طائرة Wing Loong II
طائرة Wing Loong II

العميد م. الدكتور أحمد عصمت حسین

لم تكن الصين مورداً رئيسياً تاريخيا لنظم التسليح للشرق الأوسط، الا أنه منذ عام ٢٠١٠ زاد بشكل ملحوظ التعاون العسكري الصيني مع دول المنطقة وأبرزها مشروع التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا لطائرة التدريب المتقدمة K-E ومشروع التصنيع المحلي ونقل التكنولوجيا للطائرة بدون طيار SN-209E مع جمهورية مصر العربية بالاضافة إلى نمو التعاون مع المملكة العربية السعودية بنسبة %۳۸٦ والتي كان منها شراء ١٤ طائرات 4-CH و ١٥ طائرة Wing Loong II. وكذلك زيادة مبيعات الصين لدولة الامارات العربية المتحدة بنسبة و ١٦٩% في نفس الفترة منها ٥ طائرات Wing Loong I وعدد غير محدد من الطائرة Wing Loong II.


وعلى هامش عقود التدبير وقعت الصين مع دولة الامارات العربية المتحدة اعلان نوايا لتدبير ١٢ طائرة التدريب الأسرع من الصوت 153-L. وكذلك انشاء مركز بحثي مشترك بين شركة IGG الاماراتية وشركة NORINCO الصينية في مجال الطائرات الموجهة في فبرایر ۲۰۱۹ تحت مسمى CEST وعرضت نماذج لطائرات مروحية موجهة باسم ذلك المركز في معرض IDEX 2021.


وفي مجال التعاون العسكري السعودي الصيني نقلت وسائل الاعلام منذ عام ٢٠١٧ عزم المملكة العربية السعودية لبناء مصنع للطائرات الموجهة المسلحة طراز 4-CH بالتعاون مع شركة نورينكو الصينية وهي الخطوة التي لم تنفذ مع الجانب الصيني لأسباب فنية متعلقة بالطائرة المذكورة.


مما سبق يتبين أن الأنظمة الرابحة لمبيعات الشركات الصينة للطائرات بدون طيار هي كلا من Wing loong I و Wing loong II والطائرة 4-CH والتي بيعت للامارات العربية السعودية والامارات والعراق والأردن واثيوبيا ولقوات الجيش الليبي وباكستان بالاضافة لجمهورية مصر العربية ودول اخرى.

لكن برز مؤخراً تقارير اعلامية عن قيام باكستان بإيقاف استكمال توريد عدد ٤٨ طائرة Wing Loong II واعادة ما تم استلامه لظهور أعطال جوهرية في أنظمة الطائرة الفرعية (المستشعر الكهروبصري – المستشعر الراداري وصلة بيانات بالقمر الصناعي..)

برصد الحوادث التي تعرضت لها الطائرات بدون طيار صينية الصنع خلال العقد الماضي يتبين السبب وراء عرض الأردن بيع أسطولها الكامل من طائرات CH-4BS بعد أقل من عامين من الحصول عليها . كما يفسر ذلك أداء نفس الطائرة في العراق، حيث تحطمت ثمانية من ٢٠ طائرة من طراز 4-CH خلال فترة زمنية لا تتجاوز بضع سنوات فقط، بينما تنتظر على الأرض معظم الاثني عشر المتبقية لاستكمال قطع الغيار. هذا بخلاف خسارة الجزائر ثلاث طائرات من طراز 48-CH في غضون أشهر.

نقاط القوة الرئيسية الدافعة لسعي دول عديدة للتعاون مع الصين في مجال الطائرات بدون طيار

١. قدرة الشركات الصينية في مليء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة من خلال التزامها والزامها للدول الخمسة والثلاثين الموقعين على إطار اتفاقية نظام التحكم في تكنولوجيا الصواريخ العامل منذ ۱۹۸۷، للحد من مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل من خلال التحكم في صادرات التقنيات التي يمكن استخدامها كنظم توصيل صاروخية أو طائر إذ أنه ينطبق على الطائرات بدون طيار القادرة على نقل حمولات لا تقل عن ٥٠٠ كيلوغرام إلى مدى لا يقل عن ٣٠٠ كيلومتر.

٢. تغليف العروض الفنية وما تتضمنه من طريقة العمل في إطار إيجابي محفز للتعاون تحت مسميات كنقل التكنولوجيا والتصنيع المحلي وبناء القدرات والتي انتهت في كافة تجاربها ببرامج مشروعات صناعية مبتورة الرأس لم تستطيع المؤسسات الصناعية من تكرارها منفردة بدون دعم مباشر من الصينين.

٣. انتهاج سياسة اعلامية بعرض تجارب النجاح على أنها أنظمة عاملة وناجحة.


نقاط الضعف الجذرية في التعاون العسكري الصناعي الصيني

۱. حاجز اللغة والتي تنعكس في سوء مستوى وثائق التشغيل والتصنيع والصيانة وخلافه.
۲. ارتفاع تكلفة التشغيل والصيانة ومد الأعمار تعويضا عن انخفاض تكلفة التدبير والتي تقدمها الشركات الصينية كميزة عن منافستها.
٣. تدني المستوى التكنولوجي للأنظمة الفرعية المصنعة في الصين انظمة الاستطلاع الكهروبصري والمستشعرات والمحركات.
٤. تدني اعتماديتها بشكل ملحوظ وملح وهو ما يجعل التكلفة الفعلية للنظام أكبر.

الرأي


١. تتوارد إعلاميا بيانات عن أنظمة الطائرات المقاتلة والموجهة موجودة فعليا وأخرى قيد التطوير.
۲. ضرورة وضع تقييم مرتفع لبند الاعتمادية عند التعاقد لتدبير تلك المنظومات.
٣. أهمية استمرار التقييم المتكامل لبرامج التطوير العالمية في مجال الطيران بشكل عملياتي وفني واقتصادي وسياسي بناء على مسير الأداء الفعلي لمنتج تلك البرامج مع وجوب الفصل بين البيانات الإعلامية
والواقع.

٤. تدقيق بنود نقل التكنولوجيا المقدمة من خلال عقود التدبير لضمان نجاحها المتمثل في نجاح جهات التصنيع المحلي المشاركة في نقل التكنولوجيا بإنتاج المنتج منفردة بدون الشريك الأجنبي بما يكافيء ما تم انفاقه في تكاليف نقل التكنولوجيا. ه. أهمية الاعتماد على سابقة الأعمال الناجحة في اختيار الشريك الأجنبي.