تشهد العلاقات العسكرية بين مصر وروسيا تحولًا استراتيجيًا ملموسًا بعد ثورة 30 يونيو 2013، حيث تم تحقيق تقدمًا كبيرًا في التعاون التقني بين البلدين.
منذ عام 2014، تمت صفقات عسكرية ضخمة عززت قوة وإمكانيات الجيش المصري، وفتحت آفاقًا جديدة للتعاون الاستراتيجي بين البلدين.
لا يمكن الحديث عن هذا التطور دون الإشارة إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى روسيا وهو يشغل منصب وزير الدفاع. في تلك الفترة، تمت مناقشة صفقات أسلحة ضخمة لمصر مع روسيا، تمثلت في عقود تسليح كبيرة وشاملة.
خلال السنوات الماضية، نظّم الجيش المصري سلسلة من المناورات العسكرية رصد فيها أسلحة الروسية.
وعلى الرغم من ذلك، يظل لدى الجيش المصري أسلحة مخفية تمامًا، تشكل سرًا عسكريًا غامضًا للجميع. إن هذه الأسلحة السرية تمثل إضافة هامة وفعّالة لقدرات الجيش المصري، وتبرز التزام البلدين في تعزيز التعاون العسكري وتحقيق استقرار المنطقة وتعزيز قدرات الدفاع الوطني.
وتتمثل أبرز الأسلحة الروسية في ترسانة الجيش المصري:
مقاتلات “ميغ–29 إم2”
مقاتلات “ميغ–29 إم2″، وهي المقاتلات الحربية المعدلة لـ”ميغ–35″، حيث تنتمي إلى الجيل 4++ من المقاتلات الخفيفة، وتستطيع أن تحقق النجاح أثناء المعركة الجوية، كما تستطيع قصف الأهداف الأرضية والبحرية بالصواريخ الموجهة الدقيقة، والتصويب من دون أن تدخل إلى مجال عمل مضادات الطيران المعادية. وتستطيع مقاتلة “ميغ-35” استخدام أي صاروخ من نوع “جو-جو” و”جو-سطح”، كما تنتمي لعائلة المقاتلات الجوية خفيفة الوزن. وقد تم تصميم هذه الطائرات لتدمير الأهداف الجوية الطائرة في مجال الرادار المزودة به، فضلا عن الأهداف الأرضية مع استخدام أسلحة غير موجهة في ظل ظروف الرؤية الجيدة.
مروحيات “كا–52”
تسلم الجانب المصري من روسيا مروحيات “كا–52” الملقبة بالتمساح، حيث لا تقل فى مواصفاتها الفنية والقتالية عن مروحية “AH-64” “أباتشي” الأمريكية، وإن كانت تتفوق عليها فى كم التسليح الضخم وتنوعه والتفوق فى إمكانيات الاشتباك مع الأهداف الجوية، فضلا عن الانفراد بالقدرة على قيادة القوات أو توجيه مجموعة من المروحيات، وكذلك في السرعة ومدى الطيران والتحليق وحماية الطاقم، بفضل المقاعد القابلة للقذف، مما لا يتوفر في “الأباتشي”. ومن المعروف أن بدن الطائرة مصمم بحيث يتحمل اشتباك الأسلحة الخفيفة، كما أن النسخة المعدلة للعمل مع حاملة الطائرات “الميسترال” تحمل مواصفات متطورة لم يعلن عنها بعد.
منظومة الدفاع الجوي “أنتي–2500”
حصل الجيش المصري بالفعل على منظومات الدفاع الجوي الروسية، وهي “أنتي–2500” التي تعد واحدة من أقوى المنظومات الدفاعية الروسية، وهي عبارة عن نسخة مخصصة للتصدير من منظومة “أس—300 في إم” للصواريخ المضادة للجو بعيدة المدى، والقادرة على إسقاط الطائرات والصواريخ الباليستية.
تستخدم منظومة “أنتي—2500” الروسية للدفاع الجوي لتدمير الطائرات الحديثة التابعة للطيران التكتيكي والاستراتيجي، بما فيها تلك التي صنعت باستخدام تكنولوجيا التخفي من الرادار (ستيلز)، وكذلك لتدمير الصواريخ الباليستية متوسطة المدى والصواريخ التكتيكية قصيرة المدى والصواريخ المجنحة، وطائرات الكشف الراداري والتوجيه وطائرات الاستطلاع وطائرات التشويش.
منظومة “بوك-إم2”
تمكنت القوات المصرية من إبرام صفقة سرية للحصول على منظومة “بوك–إم2″ الصاروخية من روسيا، حيث تلقب بـ”أصابع الموت” نظرا لشكل صواريخها، فيما ظهرت هذه المنظومة بالفعل في فيديو خاص نشرته وزارة الدفاع المصرية عن قوة الجيش المصري.
وتتمتع هذه المنظومة بقدرات فائقة، فمدة الانتقال من نظام المناوبة إلى نظام القتال 20 ثانية فقط، حيث يعتبر المجمع “بوك” منظومة مضادة للطائرات مستخدمة في القوات البرية والبحرية الروسية ودول أخرى، من بينها مصر، كما أن المجمع مخصص لمكافحة الأهداف الأيرودينامية الطائرة بسرعة تصل لـ830 مترا في الثانية، على الارتفاعات المتوسطة والصغيرة وعلى مسافة 30 كيلومتر.
منظومة “تور إم-2”
يمتلك الجيش المصري منظومة “تور إم–2” الروسية، صائدة المقاتلات والصواريخ والطائرات المسيرة، حيث تتميز بقدرتها على إطلاق الصواريخ أثناء الحركة، وفي وضع الثبات خلال 10 ثوان من اكتشاف الهدف.
وتعد منظومة الدفاع الصاروخي الروسية “تور إم–2” واحدة من أخطر الأنظمة الدفاعية القصيرة المدى، التي أثبتت فاعلية كبيرة في التصدي للطائرات المسيرة الـ”درونز”، التي أصبحت تمثل التهديد الأول لقوات الدفاع الجوي حول العالم.
وتتميز “تور إم – 2” بقدرتها على إطلاق الصواريخ أثناء الحركة وفي وضع الثبات خلال 10 ثوان من اكتشاف الهدف، وهو ما يمنحها مرونة كبيرة في التعامل مع العدو.
مروحية “مي-24”
ظهرت لأول مرة لدى الجيش المصري المروحية الهجومية الروسية “مي-24/35″، التي تعد من أقوى المروحيات الروسية المتطورة.
وتعد المروحية Mi-24 Hind أشهر مروحيات الاقتحام والدعم النيراني في العالم، حيث تشمل قمرة القيادة المطورة والمزودة بأجهزة الملاحة الحديثة، وأنظمة الاتصالات ومنظومة الرصد والتعقب الكهروبصري/الحراري، فضلا عن قياس المسافات بـ”الليزر” لرصد الأهداف وتوجيه الصواريخ، وأنظمة الرؤية الليلية وحزمة حرب إلكترونية متكاملة للحماية الذاتية ضد الصواريخ الموجهة بالرادار والأشعة تحت الحمراء.
زورق الصواريخ الروسي “أر–32”
أهدت روسيا إلى مصر عام 2015، زورقا صاروخيا من طراز “أر–32″، حيث ظهر في حفل افتتاح قناة السويس المصرية الجديدة، وعاد إلى البحر الأسود في أغسطس من عام 2015 ليتم تدريب المصريين عليه.