خاص – دفاع العرب
أكدت الإمارات العربية المتحدة رسمياً عزمها على المشاركة في تطوير مشروع طائرة “كيه إف-21” KF-21، حيث تم إرسال رسالة رسمية إلى مكتب الأمن القومي في كوريا جنوبية.
يأتي هذا الإعلان ضمن إطار التعاون الوثيق بين كوريا الجنوبية وإندونيسيا في مشروع تطوير طائرة “كيه إف-21″، حيث يعتبر هذا التعاون استمرارًا للاتفاقات الاقتصادية والعسكرية التي تمت خلال زيارة الرئيس يون سوك-يول للإمارات في بداية هذا العام.
وبحسب ما نقلته وسائل الإعلام الكورية، أفاد مكتب الرئاسة ووزارة الخارجية الكورية في يوم الخميس الموافق 14 سبتمبر/ أيلول بأن “توازن” قامت بإرسال رسالة إلى مكتب الأمن القومي في كوريا الجنوبية نيابة عن الأمين العام في 4 سبتمبر/ أيلول 2023. وتتضمن الرسالة اقتراحًا للتعاون في مشروع “كيه إف-21” مع كوريا الجنوبية.
وأشارت المعلومات إلى أن الإمارات أبدت استعدادها لسداد ديون إندونيسيا المتعلقة بالمشروع، مما يعزز من فرص تسريع تقدم المشروع.
وفيما يتعلق بتوزيع تكاليف المشروع، تتحمل الحكومة الكورية الجنوبية 60% من التمويل، في حين يتم تقسيم الباقي بالتساوي بين إندونيسيا وشركة كوريا لصناعات الفضاء (KAI) بنسبة 20% لكل منهما.
وعلى الرغم من ذلك، يشار إلى أن إندونيسيا قد سددت فقط 17% من حصتها حتى الآن.
وعليه، ستصبح طائرات “كيه إف-21” مرشحة كبديل عن طائرات “إف-16” الإماراتية، إلى جانب 80 طائرات “رافال” التي تم طلبها سابقًا.
المقاتلة “كيه إف-21”
تم إطلاق مشروع المقاتلة “كيه إف-21” في عام 2015، بتكلفة قدرها 7.09 مليار دولار أمريكي. تم تطوير الطائرة باستخدام التكنولوجيا المحلية، ورغم إنتاج ما يقرب من 65٪ من أجزائها محليًا، فإن المحرك، الذي يعتبر أحد الأجزاء الرئيسة في الطائرة، سيتم استيراده من الولايات المتحدة، حيث تستخدم الطائرة محركين من إنتاج شركة “جنرال إلكتريك”.
تنتمي “كيه إف-21” إلى فئة الطائرات المقاتلة متوسطة الحجم والقوة، وتمتلك بعض القدرات للتخفي عن الرادارات مثل طائرات الجيل الخامس، وهذا يجعلها قريبة من أن تكون طائرة شبحية.
وتعتبر “كيه إف-21” المقاتلة الأولى من نوعها التي تم تصنيعها في دولة آسيوية. تم تطويرها لتكون حلًا انتقاليًا كما يمكن تطويرها في المستقبل لتصبح أكثر شبحية في التصميمات اللاحقة. وتُعدّ “كيه إف-21” منافسًا جدياً لمقاتلات مثل “إف-16″ و”إف-18″ و”جريبن إف-39” وغيرها من المقاتلات الحديثة.
من جهةٍ أخرى، قد لا تتفوّق “كيه إف-21” على طائرة “إف-35″ أو”إف-22” الأمريكيتين، إلاّ أنها قد تتفوق على طائرات “يوروفايتر تايفون” و”رافال”، وذلك بفضل تعديلات الجيل الخامس التي تم تخطيطها لها.
تتميز المقاتلة بقدرات عالية في المناورة والقتال الجوي، كما تتمتع بتقنيات متطورة مثل متتبع الأهداف بالأشعة تحت الحمراء، والرادار الإلكتروني الذي يستخدم تقنية “إيسا” المتطورة والتي تم تطويرها من قبل أنظمة شركة “هانوا” المحلية، مما يجعلها قادرة على التخفي عن الرادارات. كما تم تجهيز الطائرة بنظام آلي لتجنب الاصطدام.
من المتوقّع أن تحمل “كيه إف-21” صواريخ كروز، وقنابل موجهة بدقة، وصواريخ جو-جو ذات مدى بعيد، كما ستكون قابلة للتشغيل بشكل متبادل مع الصواريخ الأمريكية والأوروبية، مثل “إيه آي إم-9 سايدويندر” و”إيه آي إم-120 أمرام” و”ميتور”.
حققت كوريا الجنوبية، في يناير/ كانون الثاني الماضي، إنجازاً مهماً بعد اختراق طائرة “كيه إف-21” حاجز الصوت، وبذلك أصبحت ثامن دولة في العالم تنتج مقاتلة أسرع من الصوت. واختبرت كوريا الجنوبية، اليوم، نموذجين أوليين من مقاتلتها المحلية “كيه إف-21” بنجاح، وتضمّن الاختبار إطلاق صاروخ “ميتور” جو-جو متوسط المدى. يعتبر هذا الإنجاز تعزيزا لموقف سيول في المنطقة وتهديدا لدول الجوار، كما أنه يعد إنجازاً استثنائياً للصناعة الدفاعية الكورية.
تخطط كوريا الجنوبية لإجراء اختبارات في جميع مناطق الطيران كالارتفاع المنخفض والطويل، وكذلك السرعات المنخفضة، واختبارات الأسلحة التي تشمل صواريخ جو – جو قصيرة المدى. ومن المخطط أن تجري شركة “كوريا للصناعات الفضائية” Korea Aerospace Industries أكثر من 2000 تجربة طيران من الآن وحتى عام 2026، وذلك عند بدء الإنتاج والنشر على نطاق واسع، هذا بحسب شبكة “سي إن إن” الأمريكية.
ستدخل الطائرة مرحلة الإنتاج في عام 2026، وتعتزم القوات الجوية الكورية الجنوبية شراء 120 طائرة من طراز “كيه إف-21” بحلول عام 2032.