أظهر تقرير حديث لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (سيبري) تصنيف المملكة العربية السعودية ضمن أكبر خمس دول إنفاقاً على الدفاع في العالم خلال عام 2023، لتتبوأ بذلك مكانةً متقدمةً إلى جانب الولايات المتحدة والصين وروسيا والهند.
ووفقاً للمعهد، شكّلت هذه الدول مجتمعةً 61% من إجمالي الإنفاق العسكري العالمي خلال العام ذاته.
كشفت الأرقام عن ارتفاع إنفاق المملكة العربية السعودية على الدفاع بنسبة 4.3% ليصل إلى 75.8 مليار دولار، وهو ما يُمثل 7.1% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. وبهذا، ارتفعت حصة المملكة من الإنفاق العسكري العالمي إلى 3.1%، لتحتل المرتبة الأولى عربياً على هذا الصعيد.
ولم يقتصر الأمر على زيادة الإنفاق، بل شهدت المملكة برنامجاً طموحاً لتطوير صناعاتها العسكرية خلال السنوات الخمس الماضية. وتطلب هذا البرنامج استثمارات ضخمة تهدف إلى تعزيز قدرات المملكة الذاتية في مجال الدفاع وتقليل اعتمادها على المصادر الخارجية.
وعلى صعيد التعاون الدولي، وافقت وزارة الخارجية الأمريكية على بيع أسلحة بقيمة 582 مليون دولار للسعودية في أوائل ديسمبر/ كانون الاول الماضي. وشملت عملية البيع أجهزة وبرامج لطائرة المراقبة السعودية RE-3A، بالإضافة إلى برامج تدريب عسكري بقيمة مليار دولار تمّ الموافقة عليها لاحقاً في نفس الشهر.
وتعزيزاً لهذا التعاون، وقعت فرنسا والسعودية خطة للتعاون في مجال الصناعة العسكرية في ديسمبر/ كانون الاول الماضي. كما سبق وأنّ المملكة وقعت صفقة أولية لبناء سفن حربية في المملكة مع مجموعة “نافال” الفرنسية عام 2019.
تُشير هذه التطورات إلى التزام المملكة العربية السعودية الراسخ بتعزيز قدراتها الدفاعية في ظلّ التحديات الأمنية الإقليمية المتزايدة. وتُجسّد برامج التطوير والتعاون الدولي سعي المملكة لبناء صناعة عسكرية قوية تضمن أمنها واستقرارها على المدى الطويل.