ما هو الفارق بين مقاتلتي سو-35 الروسية وأف-35 الأميركية؟ ولماذا تُعدّ الرافال النموذج الأقرب للمقاتلة الأميركية؟

مقاتلات "إف-35"
مقاتلات "إف-35"

بوابة الدفاع المصرية

أولاً الـF-35 هي مقاتلة جيل خامس شبحية، متعددة مهام تم تصميمها خصيصا لتكون بديلا مستقبليا على المدى الطويل لمقاتلات “الصقر المقاتل F-16 Fighting Falcon” (مستمرة في الخدمة بعد التطوير حتى 2040 – 2050)، “الدبور F/A-18 Hornet” (مستمرة في الخدمة حتى العقد القادم) وطائرة الدعم والإسناد والهجوم الأرضي “الصاعقة A-10 Thunderbolt II” (ستبقى في الخدمة حتى 2030).

مقاتلات F-35 صُممت خصيصاً لتنفيذ المهام الهجومية لاختراق شبكات الانذار المبكر وفتح الثغرات / إخماد الدفاعات الجوية للعدو وتحييد الأنظمة الحديثة منها وخاصة S-300 / S-400، وتنفيذ مهام القيادة والسيطرة والدعم الإلكتروني المُتقدمين على خطوط القتال الأمامية لصالح المنصات القتالية والقوات الصديقة، من خلال مستشعراتها الثورية التي تجعل منها منصة استطلاع إلكتروني تعمل في عمق العدو / على جبهات القتال الرئيسية، قادرة على نقل كل ماترصده آنياً من إحداثيات وصور وفيديو، مع قدرة توجيه الذخائر الذكية والصواريخ الجوالة المُطلقة من المنصات الصديقة ( سفن – غواصات – مقاتلات – درونز ) بفضل ما تملكه من تقنيات معالجة وصهر البيانات الفائقة ووصلات البيانات الثورية عالية الحصانة، للعمل بمفهوم حروب المستقبل القائمة على الشبكات Network-Centric Warfare، بخلاف القدرة المستقبلية التي ستحصل عليها لتنفيذ مهام الحرب السيبرانية Cyber Warfare لمهاجمة واختراق شبكات المعلومات والقيادة والسيطرة والاتصالات وحقنها بالمعلومات والإحداثيات الخاطئة، إلى جانب قدرات الإعاقة والشوشرة الإلكترونية بأنماطها المختلفة.

بالتالي، فإن F-35 تميل أكثر للأدوار الهجومية والاستطلاعية الدقيقة / الخطرة، مع قدرات اشتباك جوي ربما لا تكون الأفضل بسبب امكانات المناورة المحدودة وقدرات الدفع التي لا تسمح لها بالوصول لسرعات فوق صوتية كبيرة، ولكن، وبفضل الأجيال الأحدث من صواريخ الاشتباك الحرارية قصيرة المدى مع الخوذة الثورية للطيار، والتي تسمح له برؤية كل ماهو محيط بالمقاتلة وتوجيه كافة اسلحتها بمجرد النظر في مختلف الاتجاهات من خلال المستشعرات الكهروبصرية / الحرارية المُوزعة على جميع أنحاء بدنها، فإنها يمكن أن تكون قاتلاً صامتا في الكمائن الجوية، وخاصة إذا ما أضفنا لها قدرات التخفي بفضل بصمتها الرادارية الشبحية البالغة 0.0015 متر² من الأمام.

مقاتلات F-35 توجد منها 3 نسخ كالآتي :

1- نسخة الإقلاع والهبوط التقليدي Conventional Take-Off & Landing CTOL وتحمل اسم F-35A وتعمل من القواعد الأرضية ( النسخة التي حصلت عليها إسرائيل وكانت ستحصل عليها تركيا ).

2- نسخة الإقلاع القصير والهبوط العمودي Short Take-Off & Vertical Landing STOVL وتحمل اسم F-35B وتعمل على متن حاملات المروحيات وسفن الهجوم البرمائي المزودة بقدرة تشغيل طائرات الاقلاع القصير والهبوط العمودي. ( كانت تخطط تركيا للحصول على هذه النسخة للعمل على حاملة المروحيات ” الأناضول ” التي تبنيها حاليا بترخيص ومعاونة إسبانية، على أساس الحاملة ” خوان كارلوس ” )

3- نسخة الإقلاع والهبوط على متن حاملات الطائرات وتحمل اسم F-35C وستعمل على متن حاملات الطائرات النووية الأمريكية.

– ثانيا الـSu-35 هي مقاتلة جيل رابع متقدم Generation 4++ Fighter لديها تعددية للمهام بكل تأكيد، ولكنها مصممة بشكل رئيسي كمقاتلة تفوق جوي Air Superiority Fighter ( كالـF-15C Eagle ) قادرة على تنفيذ مهام الإجتياح الجوي لسماء العدو، فرض السيطرة الجوية في سماء المعركة، تحييد كافة الطيران المعادي، وتوفير الغطاء الكامل للقوات الأرضية وللمقاتلات الصديقة متعددة المهام أثناء تنفيذها للمهام الهجومية. كما يدخل في صميم مهامها أعمال مرافقة وحماية الأهداف الجوية عالية القيمة High Value Air Asset HVAA Escort كطائرات الإنذار المبكر والتحكم المحمول جوا AWACS وطائرات الاستطلاع الإلكتروني / الحرب الإلكترونية وطائرات النقل الاستراتيجي وطائرات التزود بالوقود جوا Tanker، وهي جميعها أهداف رئيسية للطيران الاعتراضي ووسائل الدفاع الجوي للعدو.

الـSu-35 أيضا تُصنف كمقاتلة ضاربة Strike Fighter ( كالـF-15E Strike Eagle ) بفضل مداها العملياتي الكبير، مع القدرة على حمل الاسلحة الثقيلة وبعيدة المدى كالصواريخ الجوالة المضادة للسفن والأهداف الأرضية، وقدرة حمل حواضن الحرب الإلكترونية الثقيلة المُخصصة للتشويش على رادارات الدفاع الجوي، لتعمل كمنصة حرب إلكترونية لمرافقة وتغطية المقاتلات متعددة المهام المسؤولة عن تنفيذ الهجوم Escort Jamming Platform ( كالـEA-18E Growler ).

وفيما يتعلق بالقتال الجوي، فإن Su-35 تتميز بالحمولة الكبيرة والمتنوعة من صواريخ جو-جو للاشتباك بعيد، متوسط وقصير المدى، مع القدرة الفائقة على المناورة بفضل تصميمها الإيروديناميكي الفريد، وقدرات الدفع الهائلة من محركيها المزوّدين أيضا بفوّهات الدفع المُوجّه Thrust Vectoring Control TVC Nozzles. وتُعد البصمة الرادارية والحرارية الكبيرة أهم عيوب المقاتلة كونها غير شبحية، مما لا يسمح لها بتنفيذ المهام الهجومية والاستطلاعية الخطرة، إلى جانب التكلفة التشغيلية الهائلة، ومضافاً لما سبق فإن تقنيات صهر البيانات والربط وتبادل المعلومات لديها ليست بنفس التطور والقوة لدى المقاتلات الأمريكية وخاصة F-35.

لا توجد أية نسخ أخرى من Su-35 للعمل على متن حاملات الطائرات او سفن الهجوم البرمائي الحاملة للمروحيات.

لذا، فإن Su-35 لا يمكن أن تكون بديلاً لـF-35، نظراً لاختلاف المهام والإختصاصات، وكذلك الأجيال فيما بينهما، ويمكن بكل تأكيد أن تكون مكملة لها.

المقاتلة الأقرب في القدرات والمهام للـF-35 الأمريكية هي الرافال الفرنسية، بفضل قدرات الحرب الإلكترونية المتطورة، الذكاء الإصطناعي المتقدم، القدرة الهائلة على العالجة وصهر البيانات، والفلسفة التي صُممت على أساسها للتفوق على نفس جيلها من المقاتلات ومجابهة الجيل الخامس، كونها مُخصصة لحروب الحاضر والمستقبل معاً، حيث لا يملك الفرنسيون رفاهية تصميم وإنتاج نوعين / جيلين من الطائرات المقاتلة في وقت واحد كما تفعل الولايات المتحدة التي مازالت تنتج مقاتلات الجيل الرابع إلى جانب مقاتلات الجيل الخامس، وبالتالي فلن تكون هناك مقاتلة جيل خامس فرنسية، بل سيتم العمل مباشرة على مقاتلة الجيل السادس -بتعاون ألماني وإسباني- لتكون جاهزة لدخول الخدمة في الفترة من منتصف الثلاثينيات وحتى بداية الأربعينيات من القرن الحالي.

تحدد الدول إختياراتها من الطائرات المقاتلة سواء المخصصة لمهام التفوق الجوي او المقاتلات التكتيكية متعددة المهام بناءً على متطلبات وإحتياجات قواتها الجوية العملياتية والقتالية، وبناءً على قدرتها على الاستيعاب والتشغيل والدعم الفني.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*