التدريب “T-1” البرمائي المصري – البريطاني.. فرصة ذهبية لفهم واستيعاب أساليب ومفاهيم وتقنيات جديدة

محمد مصطفى حسن الكناني

لم أكن لأسمح لتدريب كـ T-1 البرمائي المصري – البريطاني المشترك الذي انتهى منذ أيام، أن يمر مرور الكرام دون توضيح لمدى أهميته وما يمثله من نقلة نوعية هائلة في مجال اكتساب المفاهيم والخبرات الجديدة في مستقبل العمليات البرمائية.

ربما لأن الجانب البريطاني قد شارك بسفينة الإنزال البرمائي البريطانية ألبيون “HMS Albion” البالغة إزاحتها 19.5 ألف طن من فئة سفن ألبيون “Albion Class”، وبمدمرة الدفاع الجوي الدفاع الجوي المُعزز دراجون “HMS Dragon” ذات الإزاحة البالغة 8500 والمسلحة بصواريخ “Aster-30” بعيدة المدى (120 كم) من فئة مدمرات دارنج “Daring”. وبلا شك أنها مشاركة تعد الأقوى من نوعها سمحت بتنفيذ موسع لسيناريوهات الإنزال البرمائي والدفاع الجوي وحرب السطح سطح وتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب بتكتيكات جديدة، ولكن هذا ليس السبب الرئيس.

في حقيقة الأمر أن “Albion” و “Dragon” تدخلان ضمن مجموعة تسمى “LRG-X” أو مجموعة الاستجابة البرمائية للتجارب “Littoral Response Group-Eperimentation” وهي مجموعة مهام “Task Group” تم نشرها لثلاثة أشهر في نطاق البحر المتوسط، شمال إفريقيا، والبحر الأسود، وذلك لاختبار مفهومين جديدين للبحرية المكية البريطانية وهما:
قوة مغاوير المستقبل Future Commando” “Force ومجموعة الإغارة الساحلية “Littoral Strike Group”.

تقوم تلك المفاهيم على إعادة هيكلة سلاح مشاة البحرية الملكية البريطانية “Royal Marines” ليصبح قوة مغاوير مشاة البحرية “Marines Commando Forces” ضمن استراتيجية Commando” “Forces 2030 والتي تقوم على نشر مجموعات من القوات الخاصة عالية التجهيز تقنياً مدعومة بتقنيات الطائرات والمركبات والزوارق المسيرة الغير مأهولة والتي ستساعد في مهام المرافقة، المراقبة، رصد وتحديد الأهداف، نقل المعدات والذخائر، البحث والإنقاذ، الاستطلاع والاستخبار والمسح الجوي، إلى جانب تغيير أفرولات المقاتلين بنوع جديد أخف وزنا وأكثر إنفاذا للهواء ( 50٪ قطن | 50٪ بولييستر ) ومنظومة إتصالات شبكية مؤمّنة وكاميرات فيديو ذات تقنية نقل آني لكل ماتعرضه من لقطات وتصوير حي، إلى جانب عدد آخر من المعدات والتجهيزات الخاضعة للاختبارات في الوقت الحالي.

مفاهيم جديدة ومختلفة كليا تقوم على فكرة الجيش الذكي “Smart Army” حيث تكون صفة الكيف غالبة على الكم “Quality over Quantity” كما الحال لدى الجيش الإسرائيلي المتبني لتلك الفكرة بشكل متعمق من خلال الاعتماد على وحدات قليلة الحجم عالية التجهيز تقنياً (منظومة اتصالات وربط وقدرة استدعاء فوري للدعم الجوي والمدفعي والإخلاء الطبي مع إلغاء المركزية في الاوامر) وشديدة التأثير نيرانياً من خلال ضمان أعلى معدلات الإصابة (الذخاىر الذكية) بأقل كمية ممكنة من النيران.

هذا التدريب المشترك يمكن من خلاله خلق تصور لسلاح مشاة بحرية مصري متطور يولد من رحم لوائي الوحدات الخاصة البحرية، أو تطبيق لتكتيكات وأساليب جديدة كليا في المهام الخاصة ومهام الإنزال البرمائي وأساليب مهاجمة واقتحام الأهداف الساحلية مع الاستعانة بالتقنيات المتطورة ممثلة في المنصات غير المأهولة ووسائل الاتصالات والتصوير الحي الحديثة.

هذا التدريب كان بمثابة فرصة ذهبية لقواتنا البحرية لفهم واستيعاب أساليب ومفاهيم وتقنيات جديدة كلياً لا غنى عنها في إطار مخطط التطوير ورفع الكفاءة الشاملين، والجاري العمل عليه على قدم وساق للوصول إلى مستوى الجيوش الحديثة ذات المستوى التدريبي والتقني المتطورين لضمان الجاهزية الكاملة لمجابهة تهديدات اليوم وتهديدات الغد.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*