ما هو سر نجاح سلاح الجو الإسرائيلي في الهجمات على مواقع الجيش السوري؟

مقالة "إف 15" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي
مقالة "إف 15" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي (سبوتنيك)

د. مينا عادل

يكمن سر نجاح سلاح الجو الإسرائيلي في الهجمات على مواقع الجيش السوري في تدريبات “Onisilos-Gideon” وهي تدريبات أتمها سلاح الجو الإسرائيلي مع الدفاع الجوي القبرصي لمده يومين 4-5 أبريل وهي واحدة من سلسة تدريبات تجري بشكل سنوي تحتوي سيناريو تدريبي واحد فقط وهو أن يتدرب الطيارين الإسرائيلين على مهاجمة أهداف أرضية هامة تحت حماية منظومات دفاع جوي روسية متقدمة، وهذه التدريبات تعد أحد الخطوات التي يتخذها سلاح الجو الإسرائيلي لاستمرار مواجهة المنظومات الروسية للدفاع الجوي لضمان الاستمرارية في تنفيذ الهجمات على الأهداف الأرضية.

وقد شارك الاسرائيلين هذه السنة أربع طائرات “إف 16” مقسمة ما بين النسخة براكيت “D” والنسخة “I” صوفا، طائرتين “إف 16” النسخة “I” راعم، طائرتين “إف 35” من النسخة “I” قدير. بينما شارك القبرصيين بمنظومات البوك “Buk m1-2” و التور “Tor m1”.

وليست هذه المنظومات هي فقط من تكون عائقًا أمام الإسرائيلين ولكن أيضًا منظومة التشويش الإلكتروني الروسية والسورية التي تشكل مشكلة كبيرة لمقاتلات الناتو أمام السواحل اللبنانية والسورية بجانب المجهودات الكبيرة من الدفاع الجو السوري الذي عانى من الكثير خلال سنين الحرب من فقد منظومات ردارية وضعف التغطية.

ففي البداية اعتمد الإسرائيليون على صواريخ الكروز من طراز “Popeye” ولكن تم صدها وفشل التكتيك المعتمد على تجنب الاصطدام المباشر بمنظومة الدفاع الجوي السوري والاكتفاء بمناوشتها وإصابة الهدف المراد تدميره فقط، فاستبدل الإسرائيليون التكتيك القديم بآخر جديد مبني على خبراتهم في التدريبات والعمليات وهي تقسيم التشكيلات المهاجمة إلى تشكيلين:

الأول: يكون هدفه هو مهاجمة وإشغال وسائل الدفاع الجوي عن طريق إطلاق صواريخ “دليلة” بواسطة القصور الذاتي وليس الـ GPS ذات البواحث السلبية التي غرضها اكتشاف موجات الرادارات السورية كنسله مخصصة للحرب الالكترونية والانقضاض المباشر عليها.

الثاني: هو يقوم بإطلاق نسخة اخرى من صواريخ دليلة بواسطة أيضا القصور الذاتي لتجنب التشويش الروسي ومن ثم بمجرد الاقتراب من الهدف يفتح الصاروخ الباحث الكهروبصري ليقوم ظابط التسليح بتوجيه الصاروخ الي الهدف لتدميره أو استخدام صواريخ الرمباج الفوق الصوتية كهدف صعب اعتراضه بسبب السرعة العالية جدًا.

اذا ما هي العوامل الاخرى لنجاح سلاح الجو الاسرائيلي لتحقيق النجاح فى هذة الضربات وبالاخص الضربة الاخيرة لمركز البحوث السوري؟

1- الاستطلاع الالكتروني والمسح الجوي والاشاراتي بواسطة طائرات النحشون بنسختيها الايتام والشافيت والذى غرضة الدائم الوقوف على اخر المستجدات ومتابعة تحركات القوات الايرانية وتحديد اماكن الصواريخ ومصانعها وقادتهم والتعاون مع المنصات الامريكية من طراز “ار سى 135 رايفيت” و “بي 8 بوسايدون” للاستطلاع الاشاراتي والرداري لتاكيد الاهداف الايرانية ومتابعة الدفاع الجو السوري لاختيار افضل المسارات التى تتجنب بها المقاتلات الاسرائيلية المنظومات الصاروخية السورية وتخطيط افضل السيناريوهات بواسطة العمليات وقسم التدريب الاسرائيلي لتنفيذ المهمة بافضل النتائج واقل الخسائر.

2- المناورة والمناوشة بشكل شبة دائم ومستمر فمنذ حقبة الثمانينات لم تغادر طائرات الاستطلاع والمقاتلات الاسرائيلية الساحل اللبناني بل وايضا الطيران بالقرب من الجولان وهو استراتيجية ناجحة غرضها افشال مهمة توقع وقت الهجوم ومكانة لانه من الصعب عملياتيا وماليا ان يتم رفع حالة الاستعداد لمنظومات الدفاع الجوي السوري بشكل دائم.

3- توصل سلاح الجو الاسرائيلى للخليط المناسب الذى يجمع بين المقاتلة المناسبة والتسليح المناسب للهجوم على اهداف محمية من الدفاع الجوى السورى فالفالكون الاسرائيلية من طراز اف 16 بنسختيها (الباراك والصوفا) ترسخ اقدامها بانها الاكثر اعتمادية من بين كل الاسطول الاسرائيلى للقيام بهذة المهمات سواء ان كانت المناوشة او الهجوم وبالنسبة للتسليح فبعد فشل صواريخ ال (بوب اى ) بعد تفوق المنظومات السورية فى اعتراضها واصبح الاعتماد على صواريخ (الدليلة ) وهى من فئة ( الذخيرة الجواله) وهى نفس فئة طائرات بدون طيار الانتحارية ولكن مع سرعة اكبر ورأس حربى اكبر ومدى كبير يستطيع بواسطة ضابط التسليح فى الطائرة المطلقة لهذا الصاروخ ان يجعلة يناور ويلتف حول المنظومات الصاروخية والردارات ليتجنبها او يتجنب صواريخها للوصول للهدف المراد تدميره.

4- الوافد الجديد من طراز الاف 35 التى من غرضها استحداث وتطوير الكثير من التكتيكات الجوية للاسطول الاسرائيلى وايضا القيادة والسيطرة المتقدمة فى الاراضى المعادية لتشمل ايضا المهمات الهجومية بعيدة المدى باستخدام اقواى تسليح على الاطلاق وهو ما يعرف باسم(قنابل القطر الصغير او القنابل السهمية الموجهه) التى تستطيع ان تحمل منها المقاتلات الاسرائيلية 6 قنابل دفعة واحدة داخل بطن الطائرة فى الوضع الشبحى بجانب صاروخين للحماية الجوية ومثل هذة الطائرات كمثيلتها من الجيل الخامس وحتى الرابع متقدم تستخدم ما يعرف باسم الشبحية الرقمية (وقد قام بشرحها قائد سرب تايفون من سلاح الجو الالمانى ) وهو أن تكون على بينة من البيئة الخاصة بك وان تكون من الصعب التقاط طائرتك . أولا، تصميم الشبح الذي يضمن مراقبة منخفضة ونظامها يوفر الوعي الكامل من التهديدات المحيطة و مودات الردار التى تستخدمها هذة الدفاعات مما يمكنك (كطيار) التأكد من أن طائرتك لا تدخل حتى في نطاق الرادار الذي يحتمل أن يكون خطيرًا. وبالتالي فإن العنصر الأساسي الثاني من التخفي هو جعل الطائرة الخاصة بك من الصعب أن نرى. هنا، مضاد إلكتروني طائرة يسمح للطائرة بإخفاء بصمتها رقمياً، أو أن تصبح غير مرئية للرادار، أو أن تخلق رقمياً صورة معقدة ومربكة (ضوضاء) لمشغل تهديد ما يعرف باسم التشويش ، مما يحرم المنظومات الصاروخية من فرصة استهداف مؤكد وتمنعها من إطلاق صاروخ في المقام الأول. الشبحية تعنى التكيف داخل اي بيئة عدائية.

تكتيكات سلاح الجو الاسرائيلي في بداية 2021 اصبحت اكثر جراءة للاعتماد على مقاتلات الجيل الخامس من طراز اف 35 بالمقارنة مع التحفظ فى استخدامها السنين الماضية ويرجع ذلك لاصرار سلاح الجو الاسرائيلى على امتلاك المزيد منها ليصل لـ 3 اسراب وهو أمر ملفت جدا للنظر بانها ستكون راس الحربة بجانب مقاتلات الاف 16 مع تراجع ادوار الاف 15 (راعم) الذي سينحصر دورها للهجوم الجو-ارض الذى يتطلب ذخيرة باوزان ثقيلة وحمولة قتالية متنوعة وكبيرة ولن تكون فى الطليعة لاى هجمة استراتيجية تطلب وجودها ولكن يجب اولا ان يتم افساح المجال لها بإجهاض الدفاعات الجوية بواسطة الاف 35 والاف 16 بجانب الطائرات بدون طيار الانتحارية او الاستطلاعية التى ستشارك بكل تاكيد فى مسرح العمليات القريب مع الحفاظ على دور مرافقة كل التشكيلات الهجومية بواسطة الاف 15 باز بالتعاون مع الاف 35 والتى ليست هى فقط حلقة الربط بين منصات الاستطلاع والمقاتلات الاسرائيلية بل وايضا الامريكية كما تم التدرب لاكثر من 3 مرات فوق الاراضى الفلسطينية بين سلاح الجو الاسرائيلى والامريكى ومواجهه مثل هذة التكتيكات تطلب سيناريوهات دفاعية وهجومية مختلطة بالدفاع الجو بعيد المدي والمقاتلات الاعتراضية وايضا مقاتلات السيطرة الجوية لتقليل العبىء على الدفاع الجوى ورداراتة وهو امر لا يمكن تحقيقة فى سوريا بسبب القرارات السياسية وليست عدم توافر الكوادر او المعدات المطلوبة.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*