عائلة سكود الصاروخية … إسم له تاريخ

العميد صلاح الدين الزيداني الأنصاري

سكود Scud إسم لأشهر المقذوفات الصاروخية البالستية الروسية شاع إستخدامه إعلامياً بعد دخوله في الكثير من الحروب والصراعات الإقليمية ويطلق عليه أيضاً إسم Elbrus وتسمية سكود أطلقها خبراء حلف الناتو العسكريين على منظومة صواريخ أر 17 أرض أرض السوفيتية والتي لاتزال تثير جدلاً عالمياً بنجاحها الكبير والمتميز حيث لا زالت تتصدر كل حين وآخر عناوين أبرز الأحداث على شاشات القنوات الفضائية وأهم الأخبار في الصحافة العالمية , وعلى الرغم من عمره تعدى الخمسة عقود إلا أن لايزال الصاروخ الأكثر تميزاً وإنتشاراً في منظومات الصواريخ التي تملكها جيوش الدول الحليفة والصديقة للإتحاد السوفيتي السابق ويرجع ذلك لكفاءته العالية وللتطور الكبير الذي حصل على نسخته الأولى حيث أخذ صاروخ “سكود” موقعه العسكري اللائق بداية مطلع الستينات بعد عمليات تحديث وتطوير عديدة شملت جميع مكوناته ليواصل مسيرة نجاحه العملية حتى اليوم.

تعتبر الصواريخ البالستية الذراع الطويلة الآمنة التي تلوح بها الدول في وجه أعدائها في زمن السلم والحرب لما لها من إمكانيات تدميرية هائلة ، علاوة على قدرتها  للوصول إلى أهدافها بعيدة المدى في أى وقت وبتكاليف اقل كما أن لها القدرة على حمل أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية مثل الرؤوس الكيميائية النووية البيولوجية والتقليدية شديدة الانفجار ، وتصنف الصواريخ كسلاح قوي لا يعرف الحدود بين الدول ووسيلة حربية رادعة تجعل العدو يعيد حساباته ويفكر مليا قبل أن يقدم علي أي شيء.

ونشير هنا إلى أن كلمة بالستي تطلق في علم المقذوفات على الصاروخ الـذي له مسار طيران خارج الغلاف الجـوى ثم يعود مـرة أخرى وذلك لتحقيق أقصى مدى بأقل كمية وقـود بداخلة دون النظر إلى المهمة المخصص لها مثل حمل أقمار صناعية، دفاع ، ردع ، مهمة علمية.

تتكون المجموعة الصاروخية آر 17 من عدة آليات تساهم في عملية نقل وتجهيز الصاروخ للإطلاق وإطلاقه حيث يحتاج الصاروخ لفترة زمنية يصل معدلها الزمني حتى الساعة أو أقل بقليل تتكاثف فيه الكثير من الخبرات الفنية والمهنية المتخصصة لنصبه وإطلاقه نحو هدفه .

بعد توقف الاتحاد السوفيتي ومنظمة معاهدة وارسو ، وبمساعدة مباشرة من دول الناتو ، إزيلت منظومات صواريخ آر 17 من الخدمة وتم التخلص منها في عديد الدول التي تملكها وكانت أسباب ذلك هي إنتهاء عمر تشغيل الصاروخ ، بالإضافة إلى ضغوط الدول الغربية ، التي تعتبر هدفاً للتهديد المتزايد من بعض الدول المالكة للصواريخ وأيضاً إمكانية تثبيت رؤوس نووية وكيميائية على الصاروخ ومع ذلك ، في بعض البلدان ، ومع ذلك لا يزال الكثير منها في الخدمة مع أنه أحد أقدم أنظمة الصواريخ التكتيكية التشغيلية في جميع أنحاء العالم.

تطوير منظومة صواريخ آر17:

شوهد صاروخ سكود لأول مرة العام 1962م مركباً على هيكل دبابة روسية من طراز أي س.3 وأطلق على النسخ الأولى منه إسم 8k11 أو المجموعة الصاروخية R-11 وفي عام 1965م عرضت مقذوفات سكود بي الجديدة والمطورة والتي أطلق عليها المجموعة الصاروخية آر17 بعد تطويرها في عرض عسكري مهيب وهي مثبتة على قواعد إطلاق متحركة ضخمة جديدة نوع ماز 543 ذات ثماني عجلات مفصلية أكثر إتقاناً من القديمة وتتميز  بالمرونة والسرعة والقدرة على الرماية ضد الأهداف المختلفة مع إمكانية المناورة وخفة الحركة حيث تستطيع القيام بتنقلات عدة ضمن مواقع الإطلاق بمسافة تصل حتى 250 كم خلال يوم واحد ما يمكنها من القيام بشن ضربات صاروخية من أماكن مختلفة .

تعمل صواريخ سكود بالوقود السائل وهو يعتبر من أفضل انواع الوقود المستخدمة مع الصواريخ البالستية وذلك لكمية الطاقة الكبيرة المتولدة منه والتي ينتج عنها قوة دفع كبيرة.

طور الاتحاد السوفيتي السابق خلال حقبة الحرب الباردة عدة أجيال من هذه العائلة فظهرت النماذج SS-1Scud-A-B-C-D وكان أولها “سكودScud A ” الذي استند في تصميمه وميكانيكية عمله الأساسية على الصاروخ الألماني (V-2) ويصل مدى ذلك الصاروخ إلى 270 كيلومتر، وكان الهدف منه تأمين القدرة على استهداف مناطق في أوروبا بالرؤوس النووية.

توالت عمليات البحث والتطوير التي أجريت على المنظومة ليظهر بعد ذلك بسنوات النموذج الأكثر نجاحا صاروخ “سكودScud B” الذي إنتشر على نطاق واسع في الكثير من الدول التي كانت ترتبط بعلاقات تحالف وصداقة مع موسكو ثم ظهر بعده صاروخ “سكود Scud C” الذي طالت نسخته الكثير من التعديلات مثل إستعمال وقود المؤكسد السائل الصالح للتخزين لمدة طويلة وتطوير نظام السيطرة على الصاروخ أثناء تحليقه وتعديل نظام توجيهه وأيضاً زيادة مدي الصاروخ وحمولة الرأس القتالي وتأثيره.

وللحاجة الماسة لمواكبة التطورات التقنية وإحتياجات القوات الميدانية جرت أيضاً الكثير من التعديلات لدى الجيوش المالكة لصواريخ سكود وداخل منشآتها العسكرية فكانت مصر من أول الدول التي طورت منظومة صواريخ سكود ب وسي و د وذلك بالتعاون مع الأرجنتين في نسخة عرفت باسم بدر 2000 في مصر أو كوندور 2 وهناك تقارير إستخباراتية مسربة لها تفيد أن صاروخ تايبودونج الكوري الشمالي ما هو إلا صاروخ بدر 2000 المصري وأن كوريا الشمالية قد قبلت بطلب مصري لنقل مشروع الصاروخ لها بعد توقفه مع الأرجنتين على أن يقوم مصنع قادر العسكري المصري بتصنيع رقاقات التوجيه للصواريخ.

تعتبر كوريا الشمالية من أبرز الدول التي تولت تطوير صواريخ سكود إستنادا إلى طراز سكود D بعد أن قامت بعكس هندستها إلى سلاح صاروخي اطلقوا عليه اسم “رودونج” وقد أدخلت عليه الكثير من التحسينات من ناحية المدى والقوة التدميرية بهدف تأمين القدرة على الوصول إلى أهداف بعيدة وليتمكن من حمل مواد شديدة الانفجار ورؤوس حربية كيماوية وفي عام 1990م تواصلت التجارب الكورية التي نجحت في تحديث إمكانات الصاروخ “روندونغ” ليصل مداه إلى 500 كيلومتر برأس قتالي حمولته تصل إلى770 كيلوغراماً وبحلول عام 1999م نجحت كوريا الشمالية في إنتاج ما بين 600 إلى ألف صاروخ “هواسونغ6” و “رودونغ” ولاتزال عمليات التطوير مستمرة ما جعل الكوريون الشماليون يملكون قوة صاروخية رادعة لها وزنها الأقليمي والعالمي ، أما إيران فقد حصلت على عدد كبير من صواريخ سكود المعدلة في كوريا “هواسونغ 5” وفي عام 1985م قامت بإنتاج أول خط إنتاج وتعديل لتلك الصواريخ محلياً لتخرج باسم سلسلة صواريخ “شهاب” التي أصبحت عماد القوة الصاروخية الإيرانية وظهر أيضاً الحسين والعباس العراقيان اللذان حققا نجاحاً ملحوظاً خلال عمليات عاصفة الصحراء أو ما يسمى بحرب الخليج الأولى كما لا ننسى عمليات التطوير الناجحة التي قامت بها الباكستان لمنظومتها الصاروخية سكود والتي أطلقت عليها إسم “غوري” وهناك أيضاً المحاولات السورية وبرامج التطوير الليبية التي لا يعرف الكثير عنها وتغلفت بطابع السرية ولكن نتائجها سلمت للولايات المتحدة في نهاية 2003 خلال تسوية سياسية للبرنامج النووي الليبي وبرامج تطوير الأسلحة الكيميائية والصاروخية.

صاروخ سكود

أنواع صواريخ سكود :

1.”سكود Scud B “:

سكود “ب” هو النموذج المعدل لصاروخ سكود أ وقد ظهر هذا النموذج في العام 1962م ويبلغ مداه 300 كم ونسبة الخطأ في إصابته للأهداف تبلغ 450م كما يبلغ طول الصاروخ 11.25 م وقطره 0.88م و يبلغ وزنه قبل الإطلاق 5،900 كجم ويمكن تزويده بعدة أنواع من الرؤوس القتالية بما في ذلك الرؤوس النووية بقوة  تفجير بين 5 و 70 كيلوطن(1) والرؤؤس الكيميائية والرؤؤس التقليدية شديدة الانفجار ويستخدم الوقود السائل لمحركه المتميز ذو المرحلة الواحدة كما يعمل بنظام توجيه القصور الذاتي تم نشره وتداوله بشكل عملي في عام 1965م ولازالت بطارياته عاملة في كثير من جيوش مختلف دول العالم.

2.”سكود Scud C “:

سكود “سي” هو النسخة المحسنة من “سكود ب “وهو لا يختلف عنه كثيراً من حيث الطول والقطر إلا أنه أكثر وزناً حيث يبلغ  وزنه عند الإطلاق6،400 كجم وقد تم إجراء العديد من عمليات التحسين والتطوير على خصائص الصاروخ وكانت النتيجة زيادة مداه العملياتي ببلوغ 550 كلم مع حمولة تصل حتى600 كجم في الرأس القتالي مع دقة إصابة تصل حتى 700م وتجذر الإشارة إلى أن سكود سي لم يخصص لحمل رؤؤس نووية كشقيقه الأقدم لكنه صمم ليحمل رؤؤس حربية شديدة الإنفجار تصلح لعمليات القصف التكتيكية وهذه الرؤؤس قادرة على إلحاق الضرر بشكل كبير بالمنشآت والأفراد خاصة إذا تمت الرماية على شكل ضربات صاروخية مجمعة بعدة صواريخ في آن واحد.

3.”سكود Scud D”:

يعتقد أن الصاروخ “سكود د” نال حظوظاً أكبر من العناية والتطوير فقد شملت عمليات التطوير شكل الصاروخ  فزاد طوله ليبلغ 12.29م وخف وزنه حتى بلغ 6،500 كلغ عند الإطلاق وصارت حمولة الرأس القتالي 985 كجم  بينما ظل مداه 300كم لكن مع دقة إصابة تصل حتى 50م ويعتقد بأن هذا المستوى العالي من الدقة التي يمكن الحصول عليها مع نظام التوجيه بالقصور الذاتي جنبا إلى جنب مع نظام مقاربة الهدف ومطابقته بالمشهد الرقمي في ذاكرة الصاروخ من أهم الميزات الفنية للصاروخ الجديد كما طورت  الرؤؤس القتالية الخاصة به من حيث تنوعها من شديدة الانفجار إلى الكيميائية وحتى الرؤوس النووية وبشكل عام فإن دقة إصابة الأهداف في النموذج الأخير من عائلة سكود الصاروخية مع حمولة تدميرية عالية نسبياً من شأنها أن تجعلها منظومات فعالة في ساحة المعركة ومهنية في قدرتها على القتال ضد الأهداف الفردية الصغيرة والأهداف الحيوية الكبيرة كمراكز السيطرة والقيادة والعمليات .

بدأت إختبارات الطيران لصاروخ “سكود د” عام 1979م وإستكملت بنجاح في عام 1989م ومع ذلك يعتقد أن النظام لم يدخل الخدمة الفعلية في الجيش الروسي أبداً .

تصنيف صواريخ سكود :

تستخدم صواريخ سكود البالستية بشكل واسع في دول عديدة حيث صدرت أعداداً كبيرة من نماذجه المختلفة إلى العديد من دول العالم ودخلت الخدمة الفعلية لجيوش كلاً من أفغانستان ، وأذربيجان ، وبيلاروسيا وبلغاريا والتشيك ومصر وجورجيا وهنغاريا وإيران والعراق وكازاخستان وكوريا الشمالية وليبيا وبولندا ورومانيا وألمانيا وسلوفاكيا وسوريا وتركمانستان والإمارات وأوكرانيا وفيتنام واليمن وأرمينيا والكونغو وباكستان وبيرو والسودان ويختلف التنظيم القتالي لوحدات الصواريخ في جيوش كل دولة عن الأخرى من حيث عدد الصواريخ في الوحدة , وأيضا يختلف تصنيف إستخدامه بحسب السياسة الدفاعية الخاصة للدولة المالكة من ناحية وضعه (تعبوي /إستراتيجي) فالصاروخ التعبوي بشكل عام يستعمل لتوسيع الطاقة الهجومية للقوات المسلحة أكثر من تلك المسموح بها عن طريق المدفعية التقليدية بينما يصنف الصاروخ إستراتيجياً إذ كان بإمكانه مغادرة حدود الدولة عند قذفه إلى هدف وراء حدود دولة أخرى لتطوير العمليات القتالية ونقلها لأرض العدو وفي هذه الحالة يكون قرار إستخدامه سياسياً بإعتباره يغير كثيراً من ظروف ونتائج القتال ، لكن في الغالب تصنف منظومة صواريخ سكود عالمياً في مرتبة الصواريخ التعبوية متوسطة المدى للعمل وراء خطوط العدو إذ يصل مداه إلى أكثر من 300 كلم ويحمل رأساً متفجرا بوزن يبلغ حوالي 950 كجم من المتفجرات التقليدية ويزيد المدى في نسخه الأحدث .

نظم توجيه صواريخ سكود :

تعتمد صواريخ سكود في توجيهها على طريقة التوجيه بالقصور الذاتي وهي أحد الطرق المستخدمة لتوجيه الصواريخ ويعرف القصور الذاتي بأنه القوة التي تحفظ الأجسام المتحركة في إتجاه معين ومقاومة كل قوة أخرى تسعى لتحوير سيرها ويعتمد في ذلك على مجموعة من الجيروسكوبات تعمل كمعدات ملاحة وتوجيه في غاية الدقة وذلك بقياس الإنحرافات لزوايا الإزاحة والتدوير الحقيقية عن الزوايا المبرمجة وتحويلها لإشارات كهربائية يتم تخزينها كمعلومات رقمية في حاسبة التوجيه الآلية بالصاروخ يتم من خلالها تعديل مسار طيران الصاروخ نحو الهدف وتصحيحه في حال تطلب الأمر ذلك وتتميز هذه الطريقة بأنها لا يمكن التأثير عليها في مراحل طيران الصاروخ لأنها لا تعمل بالأشعة أو الموجات أو غيرها من الوسائل التي يمكن تتبعها وتعطيل عملها وهذا ما جعل صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ تفشل في التصدي لصواريخ سكود خلال أحداث حرب الخليج الأولى.

من أهم المواصفات الفنية لصواريخ سكود سرعتها العالية إذ تبلغ خمسة أضعاف سرعة الصوت ويكون زمن طيرانه حوالي 313 ثانية أي ما يقارب من الخمسة دقائق وبضع ثوان ومدة عمل محركه الصاروخي لاتتجاوز 62 ثانية وكل ذلك ضمن مدي 300كم.

تاريخ الإستخدام القتالي لصواريخ سكود :

تستخدم صواريخ سكود في تدمير مجموعة العدو الرئيسية من خلال تنفيذ ضربة مفردة بصاروخ واحد على هدف واحد أو ضربة مجمعة بعدة صواريخ على هدف واحد أو مجموعة أهداف في آن واحد وذلك بغية الوصول للتفوق النوعي من خلال قصف وحدات المشاة الميكانيكية المعادية في مناطق تجمعها ووحدات الإنزال الجوي في مناطق التحشد ومناطق التعسكر الدائم للقوات وكذلك العمل على تدمير مراكز القيادة والعمليات وشبكات الإتصال والمطارات والموانيء والقواعد العسكرية والمستودعات المختلفة والأهداف العسكرية الصناعية ومناطق التجمعات السكانية.  

كما أنها تعد من أفضل الأسلحة التي تقدم لممتلكها مزايا هامة لجهة قوة السلاح من ناحية المدى إضافة إلى أن تملك مثل هذه النوعية من الأسلحة يؤكد مدى وفرة الإمكانيات والقدرات الحربية للدول المالكة خاصة وأنها تعتبر سلاحاً قويا للردع , تاريخياً حققت صواريخ سكود نجاحاً كبيراً في الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي وكانت من أهم الأسباب التي أدت إلى إنهاء الحرب وإرغام ايران على وقف اطلاق النار بعدما استخدمته العراق بكثافة في الفترة التي سبقت نهاية الحرب كما أستخدمت صواريخ سكود بشكل واسع وذاع صيتها في حرب الخليج 1991م فقد كانت صواريخ الحسين والعباس العراقيان بمثابة أداة رعب للإسرائيليين ووصوله لتل أبيب رغم كل المحاولات لإسقاطه بالباتريوت كان ولايزال حدثاً تاريخياً مميزاً.

و في حرب السادس من أكتوبر عام 1973م إستخدمت وحدات الصورايخ في الجيش المصري وكان عمرها لا يزال حديثا آنذاك صواريخ سكود في ملحمة العبور وقامت بإطلاق مجموعات عديدة من صواريخ سكود في ضربات فردية ومجمعة على مجموعة من الأهداف الإسرائيلية كانت في معظمها عقد اتصالات وتشويش ومراكز قيادة وسيطرة ومطارات معادية وإستخدم أيضاً بنجاح في ضرب مناطق تحشد وتجمعات الجيش الإسرائيلي في الدفرسوار وأيضا لضرب بطاريات صواريخ هوك للدفاع الجوي .

كما استخدمها الإيرانيون والعراقيون ضد بعضهم خلال الحرب بين إيران والعراق ما ساهم كثيراً في ترجيح كفة القوات العراقية في تلك الحرب وأستخدم أيضاً خلال حرب القوات الأفغانية ضد القوات السوفياتية في أفغانستان ووجهت ليبيا ضربة لقاعدة إتصالات الأسطول السادس في جزيرة لامبيدوزا الإيطالية في عام 1986م

وتوج سكود سيرته الناجحة لدى العرب عند إستخدامه لضرب العدو الصهيوني في حرب الخليج الأولى وكذلك مركز قوات التحالف في حفر الباطن السعودية كما أستخدم خلال أحداث الحرب الأهلية في اليمن عام 1994م وشارك بفعالية في الحرب الشيشانية عام 1996م ولايزال يستخدم على نطاق واسع في العديد من العمليات العسكرية الجارية حالياً في سوريا وقد رصد فعلياً سقوط العديد من صواريخ سكود على الكثير من المدن السورية وأماكن تواجد قوات المعارضة وآخرها كان ولا يزال إستخدامه في أحداث الحرب اليمنية من طرف قوات الحوثيين ضد السعودية وقوات التحالف.

اليوم وبعد أكثر من خمسين عاماً على نسختها الأولى لاتزال عائلة سكود الصاروخية التي شاركت بفعالية في أحداث وحروب غيرت شكل العالم وخارطته السياسية تظهر في العروض العسكرية – وآخرها العرض العسكري للجيش الليبي في قاعدة بنينا الجوية بمدينة بنغازي –  لتؤكد وتثبت أن الأعمال الناجحة لا يقدر عمرها بالسنين وأن صناعة الصواريخ العسكرية الروسية لا زالت تقدم الجديد والمثير بمختلف أجيالها والمهم هو أنها سلاح يمكن الوثوق بها كقوة فاعلة غيرت مسار الأحداث السياسية والعسكرية في الماضي والحاضر وستبقى كذلك في المستقبل.

  1. كيلوطن : هي وحدة تستعمل لقياس الطاقة وهي معادلة للطاقة الناتجة عن انفجار تلك الكمية من مادة الـTNT  أي ما يعادل 4.184 تيراجولمستر (TJ  وتستخدم هذه الوحدة لقياس مقدار قوة الإنفجارات النووية.
<strong><strong>العميد صلاح الدين الزيداني الأنصاري</strong></strong>
العميد صلاح الدين الزيداني الأنصاري

باحث ليبي في الشؤون الدفاعية

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*