صحيفة “إندبندنت”: سعر المسيّرات التركية منافس شرس لنظيراتها العالمية

قطعت تركيا شوطا طويلا في إنتاج الطائرات دون طيار، خلال العقدين الماضيين، بحيث تم التخلي تماما عن واردات هذا النوع من الطائرات من الولايات المتحدة وإسرائيل، وأصبحت الآن واحدة من أكبر ثلاث شركات تصنيع في العالم، بحسب تقرير لصحيفة “إندبندنت” بالنسخة الفارسية.

ولعبت الطائرات دون طيار التركية دورا مهما في تطوير القدرة العسكرية للبلاد، ما سمح لها بإجراء عمليات عسكرية بأقل قدر من الخطأ والتكلفة.

وما يميز الطائرات التركية دون طيار أنها تمتلك القدرة على التحليق المستمر على ارتفاعات لأكثر من 24 ساعة، والاختباء من الرادارات، ويمكن تجهيزها بالصواريخ والقنابل الذكية، ولديها القدرة على إصابة أهداف ثابتة ومتحركة.

وحققت الطائرات المسيرة التركية انتصارات كبيرة في المعارك، لاسيما في إدلب شمال سوريا، وفي ليبيا كان لها دور فعال في صد هجمات حفتر، حيث تمكنت من تغيير مسار الحرب، والمساهمة في كسر الحصار على طرابلس، ومؤخرا تسببت في خسائر فادحة في صفوف الجيش الأرميني في ناغورنو قره باغ، وذكرت مصادر عسكرية أذرية أن بيرقدار تي بي2″ دمرت مئات المركبات والأهداف العسكرية الأرمينية.

متى بدأت تركيا فكرة بناء قدرات عسكرية؟

في الثمانينيات، بعد أن حظرت الدول الغربية بيع الأسلحة إلى تركيا خلال حرب قبرص عام 1974، غيرت الدولة نهجها في تطوير صناعة الدفاع، وقررت تشجيع القطاع الخاص على تحديث الصناعة قدر الإمكان، بالاعتماد على الموارد الوطنية، وعندها تمكنت تركيا من الانضمام إلى مجموعة المصدرين.

وتعد شركة بيكار، للطائرات دون طيار واحدة من الشركات الرائدة في صناعة المسيرات محليا وعالميا، حيث بدأت بإنتاج “بيقدار تي بي2” عام 2007، وأجريت أولى تجارب الطيران، في 29 نيسان/ أبريل 2014، وسلمت أول 6 طائرات للقوات البرية التركية، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، وستة أخرى في حزيران/  يونيو 2015.

وصهر أردوغان، هو سلجوق بيرقدار رئيس الشركة المسؤولة عن صناعة الطائرات المسيرة في تركيا “بايكار”، وبعد أن لعبت طائرات المسيرة دورا في النزاعات في سوريا وليبيا وناغورنو قره باغ، أطلقت عليه بعض وسائل الإعلام لقب “والد الطائرات التركية دون طيار”.

الطائرتان العسكريتان دون طيار “بيرقدار تي بي2″، وأكينجي من T-2 وAkinci، من إنتاج شركة “بايكار” للصناعات الدفاعية.

وطالبت العديد من دول المنطقة شراء الطائرات المسيرة التركية، منها أوروبية مثل المجر وصربيا وألبانيا وبيلاروسيا والمملكة المتحدة وبلغاريا والتشيك، بالإضافة للمغرب وتونس والسعودية.

ويشكل سعرها منافس شرس مع نظيراتها العالمية، وبينما تبلغ قيمة طائرة أمريكية دون طيار 16 مليون دولار، فإن سعر “بيرقدار تي بي2” التركية يبلغ 6 ملايين دولار فقط، وهذا السعر مناسب جدا للدول، ويتيح لها تعزيز قواتها المسلحة بتلك الطائرات.

وتشعر روسيا بالقلق من أن وجود طائرات تركية دون طيار بالقرب من حدودها سيشكل تحديا خطيرا للعلاقة الاستراتيجية بين البلدين، ومن المتوقع أن يكون لحيازة أوكرانيا وبولندا طائرات عسكرية تركية دون طيار عواقب بعيدة المدى، كما أن موسكو تخشى من تعرض سمعة نظام الدفاع الجوي الروسي للخطر هذه المرة أيضا، بعد فشله في صد ضربات المسيرات التركية في سوريا وليبيا وأذربيجان.

وأما اليونان، فتشعر أيضا بالقلق بشأن وصول تركيا إلى المسيرات التركية، لاسيما أن البلدين على خلاف منذ سنوات في ملفات قبرص وجزر بحر إيجة وقضايا اللاجئين.

وتخشى اليونان استخدام تركيا لطائرات دون طيار ضد أراضيها، على الرغم من أنها لم تظهر حتى الآن أي استعداد لاستخدام مسيراتها ضدها.

ما هدف تركيا من صناعة المسيرات؟

تسعى تركيا لتوسيع نفوذها الإقليمي، ولهذا السبب تدعم أنقرة أذربيجان وليبيا في الصراع، وتستهدف أحيانًا منشآت عسكرية للنظام السوري باستخدام طائرات دون طيار. لكن في الوقت الحالي ، يتمثل أهم هدف لأردوغان في تحسين اقتصاد بلاده، حسب الصحيفة.

وتخطط الحكومة التركية لزيادة صادراتها الحالية من الأسلحة، التي تبلغ الآن حوالي 2.8 مليار يورو، إلى أكثر من 9.3 مليار يورو بحلول عام 2023 في الذكرى المئوية لتأسيس الدولة.

عربي21

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*