“عين الشر”.. أحدت تقنية دفاعية لإسقاط الصواريخ المعادية

كشف إسماعيل دمير، رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية التابعة لرئاسة الجمهورية خلال المعرض الدولي للصناعات الدفاعية (IDEF)، أنهم يشرفون حالياً على 750 مشروعاً مختلفاً تبلغ قيمتها الإجمالية 50 مليار دولار أمريكي.

ومن أبرز هذه المشاريع وأكثرها إثارةً للفضول، هي منظومة “عين الشر (Nazar)” المختصة بالدفاع الجوي باستخدام الليزر والأشعة الكهروضوئية الموجهة، من تصميم وإنتاج شركة “ميتيكسان (Meteksan)” التركية.

منظومة “عين الشر”

أصبحت الصواريخ الموجهة بالأشعة الكهروضوئية (EO) والأشعة تحت الحمراء (IR) تشكل تهديداً متزايداً للقواعد العسكرية ومستودعات الذخيرة والمرافق الاستراتيجية المدنية، بسبب تطور هذا النوع من الصواريخ عالية الدقة. وبينما تتطور تقنيات الصواريخ بسرعة، تستمر شركات الصناعات الدفاعية التركية في تطوير تقنيات وأنظمة دفاعية مبتكرة بإمكانات محلية خالصة، من أجل الحد من خطورة هذه الصواريخ وإسقاطها.

وتزامناً مع التطور الذي شهدته الصواريخ الموجهة من الجيلين الثالث والرابع في السنوات الأخيرة، بدأت تركيا مشروعاً دفاعياً جديداً في إطار أنظمة الحروب الإلكترونية، أطلق عليه “عين الشر (Nazar)”. وفي عام 2016، بموجب العقد الذي وقعته رئاسة الصناعات الدفاعية التركية (SSB) مع شركة “ميتيكسان (Meteksan)” الدفاعية، المطورة والمصنعة، بدأت المرحلة الأولى من المشروع لتلبية احتياجات البحرية التركية من هذا النوع من الأنظمة الدفاعية.

وخلال السنوات الفائتة، تم تطوير منظمة “عين الشر”، ليس فقط لتكون فعالة ضد الصواريخ الموجهة الحديثة والمتطورة عالية الدقة من خلال قدرتها على التدمير الوظيفي بالليزر، ولكن أيضاً للحصول على ميزات إضافية تملكها المنظومة، خصوصاً في مهام الاستطلاع والمراقبة، حيث إن المنظمة ستكون قادرة على العمل بتكامل وفاعلية مع أجهزة الاستشعار وأنظمة المراقبة الأخرى، الأمر الذي سيزيد بشكل فعلي كفاءة منظومة الاستشعار والمراقبة العامة في تركيا.

طريقة عمل المنظومة

يعمل النظام المعقد في منظومة “عين الشر” التركية بنفس الطريقة التي تعمل بها الأنظمة العالمية المشابهة، وذلك من خلال العمل بما يعرف بأنظمة “الإجراءات المضادة للأشعة تحت الحمراء الموجهة (DIRCM)”. وأنظمة (DIRCM) المعمول بها تُمكن “عين الشر” من حماية المنصات العسكرية والمنشآت العسكرية والمدنية من هجوم الصواريخ المواجهة التي تستخدم البصريات الكهربائية (EO) والأشعة تحت الحمراء (IR) والأشعة تحت الحمراء المصورة (IIR)، والتي يمكن أن تكون على شكل “صاروخ دفاع جوي” لمنصة جوية، أو على شكل “صاروخ كروز” أو “صاروخ موجه ضد السفن” للمنصات البرية والبحرية.

ومن خلال أنظمة المراقبة والاستطلاع يتم الكشف أولاً عن الصواريخ الموجهة التي تهدد المكان أو المنصة العسكرية أو المدنية المتصلة بها منظومة “عين الشر”، ليتم بعد ذلك توجيه مصدر الليزر إلى الهدف، والذي بدوره يعمي أنظمة التوجيه في الصواريخ المهاجمة ويدمرها ذاتياً، الأمر الذي يجعل الصواريخ خارجة عن السيطرة في النهاية.

وفي سياق شرحه لكيفية عمل النظام، تحدث أوزغور جانكارا، نائب المدير العام في شركة “ميتيكسان” المطورة للمنظومة، قائلاً: “دعونا نتخيل صاروخاً موجهاً يقترب من منصتنا كتهديد. رداً على ذلك، تضيء العين الشريرة أولاً هذا الصاروخ بمصدر الليزر بطول موجي صحيح، مسبباً بذلك انعكاساً نسميه “توهج عين القط ” لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، لكن كاميرات نظام “عين الشر” تلاحظ هذا الوهج وتبدأ في متابعته”. وأضاف: “في أثناء المتابعة، يوجه شعاع ليزر آخر معدل نحو رأس الصاروخ الموجه. في هذه الأثناء، تصاب أنظمة توجيه الصاروخ بالعمى، ولا يصبح الصاروخ غير قادر على رؤية هدفه وحسب، بل يتم توجيهه باتجاه مختلف تماماً، بعيداً عن المنطقة التي تغطيها منظومتنا”.

TRT عربي

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*