قاذفة “إف بي – 22”.. لماذا رفضها سلاح الجو الأمريكي؟

قاذفة "إف بي - 22"
قاذفة "إف بي - 22"

دفاع العرب – ترجمة خاصة

تعد طائرات لوكهيد مارتن “إف-22” واحدة من أكثر الطائرات المقاتلة فتكًا على الإطلاق، وتُعتبر قدراتها على المناورة والقتال ببساطة مذهلة، ومع ذلك تم إنهاء إنتاجها في وقت مبكر جدا.

وقامت لوكهيد مارتن أيضا بتصميم نسخة قاذفة من مقاتلات “رابتور” وتدعى “إف بي – 22” (FB-22)، ولكن لم يتم إنتاجها قطّ.

صُممت طائرات “إف-22” في سنين الحرب الباردة، وكانت ردًّا على طائرات “ميغ-29 فولكروم” و”سو-27 فلانكر” التي هددت الهيمنة الجوية الأميركية آنذاك.

وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، تراجعت الحاجة إلى مقاتلات “إف-22″، لأن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى مقاتلة متفوقة جويًّا وخفية للتنافس مع دولة معينة، أو في حربها العالمية على الإرهاب.

وهكذا صوّت مجلس الشيوخ الأمريكي على إنهاء إنتاج مقاتلات “رابتور” في عام 2009. بعد أن تم تصنيع أقل من 190 وحدة منها، وتلقّت القوات الأمريكية آخر مقاتلة في عام 2012.

وبعد نجاح مقاتلة “رابتور”، أجرت شركة لوكهيد مارتن دراسة في عام 2001 لمعرفة جدوى تطوير قاذفة انطلاقاً من تصميمها.

وعلى الرغم من أن “إف-22” هي مقاتلة تفوق جوي، فهي تملك القدرة على القصف الجوي أيضًا.

كانت شركة لوكهيد مارتن تأمل في الاستفادة من هيكل وقدرات الطائرة للتخفيف من تكلفة تطوير قاذفة جديدة. ولتخفيض تكاليف التصنيع، حاولت الشركة أن تستخدم أكبر عدد ممكن من التصاميم والأجزاء من مقاتلة “إف-22”.

وتمثلت الخطة في توسيع نطاق الطائرة، وإيجاد مكان للطيار لإيجاد حيز للطيار ثانٍ يمكنه تولي مهام الطيران أثناء المهام البعيدة، بالإضافة الى زيادة حمولة الطائرة.

قاذفة “إف بي – 22”

تم تصميم جناحي قاذفة “إف بي – 22” (FB-22) ليكونا أكبر من جناحي “إف-22″، وبشكل دلتا لتخزن الكثير من الوقود داخليّا، وكان هذا لتحسين قدرة القاذفة على القيام بعمليات أطول مدى.

كان من المقرر أن تحتوي طائرة “إف بي – 22” أيضًا على حجرة أسلحة داخلية واسعة تحت جناحي القاذفة، تستطيع حمل أكثر من 4 أضعاف كمية الذخيرة مقارنة بمقاتلة “إف-22”.

وكان من الممكن أن تحمل ما يصل إلى 35 قنبلة ذات قطر صغير يصل وزنها إلى 250 رطلاً، يمكن لمقاتلة “إف-22” حمل 8 منهم فقط.

ولكن، على الرغم من أن محركات “إف بي – 22” كانت ستكون أقل تعقيدًا حيث كان من المقرّر أن يصل مداها الى 3000 كيلومتر، وهو ثلاثة أضعاف ما تصل إليه مقاتلة “رابتور”، فقد تم إلغاء هذا المشروع لأن وزارة الدفاع أرادت قاذفة ذات نطاق أكبر.

ويشير الخبراء إلى أنه على الرغم من عدم إنتاج طائرة “إف بي 22″، إلا أن الدروس المستخلصة من التصميم ربما ساعدت في الحصول على قاذفة “بي 21″، التي تم تطويرها من قبل شركة “نورثروب جرومان”، وهي من أكثر القاذفات تقدمًا في العالم.

أي نسخ للمقال من دون ذكر اسم موقع دفاع العرب سيُعرّض ناقله للملاحقة القضائية
إنّ موقع دفاع العرب لا يتبنّى الأفكار الواردة في المقال.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*