“شبح كييف” و حقيقة المواجهة بين السوخوي والميغ

علي الهاشم – باحث كويتي مختص بالشؤون الدفاعية

ضجت وسائل الأنباء بمختلف الأوساط والجهات الى جانب وسائل التواصل الاجتماعي بقصة ما بات يلقب بشبح كييف ذلك الطيار الاوكراني الذي أسقط ٦ مقاتلات روسية في المواجهة الأولى بين القوات الروسية والأوكرانية، ما لبث أن تبين فيما بعد انها من وحي الخيال الى جانب فبركة فيديو لقتال جوي دار ما بين طيار الميغ – ٢٩ الأوكرانية الملقب بشبح كييف وبين إحدى المقاتلات الروسية من طراز سوخوي ٣٥ المتفوقة جويا انتهت بإسقاط الاخيره.

الحديث الان ليس حول صحة الشخصية والمواجهة لأننا سبق أن فندناها في نشرة سابقة. الحديث هنا هو مقارنة ما بين قدرات مقاتلة الميغ – ٢٩ و سوخوي ٣٥ وحتى ٢٧ الأقدم عهدا.

فقد أكدت جميع السجلات ان كل مواجهات تمت ما بين الميغ – ٢٩ و السوخوي ٢٧ انتهت بفوز السوخوي بنسبة تتجاوز ٦ الى صفر (6 : 0) حيث كانت المواجهة الاولى فوق الجبهة الإثيوبية الارترية في منتصف او اواخر التسعينات من القرن الماضي حينما تسلحت الاريتريون بعدد من مقاتلات ميغ – ٢٩ فولكروم بينما تسلح الاثيوبيون بعدد من مقاتلات سوخوي ٢٧ فلانكر وانتهت المواجهات بينهما بتمكن السوخوي بإسقاط الميغ دون أية خسارة. اما المثير للسخرية ان كلا الطرفين استعانا بطيارين مرتزقة من الروس وبعضهم من الاوكرانيين مختلطين في الجانبين.

واذا ما قارنا ما بين مقاتلة ميغ – ٢٩ الاوكرانيه الحالية وبين السوخوي ٣٥ الروسية فان القدرات للروسية تفوق باشواط اكثر عن تلك التي للميغ. كما ان الروس لديهم اسلحة و انظمة أحدث بينما يعاني الاوكرانيين منذ مدة من سوء صيانة و قلة مهارة في مجال القدرات الجوية ناهيك عن استخدام الروس للاواكس A-50 التي تعطي الأفضلية للروس في رصد معظم الأهداف الاوكرانيه الجوية. وهنا يبين انه لا وجود لشبح كييف ولو كان هناك لتمكن على الاقل من إسقاط طائرة واحدة ولتم اسقاطه على الفور.

قم بكتابة اول تعليق

Leave a Reply

لن يتم نشر بريدك الالكتروني في اللعن


*