تسع أخطاء ارتكبها الجيش الروسي أدت لفشل العملية العسكرية في أوكرانيا

بعد سبعة أسابيع من الحرب ضد أوكرانيا ، فشل ثاني أكبر جيش روسي في العالم في غزو المدن الأوكرانية والسيطرة عليها.
كما أجبر الأوكرانيون الجيش الروسي على التراجع بطريقة مذلة ، ووقفوا التقدم العسكري على معظم الجبهات وركزوا على الاستيلاء على شرق أوكرانيا.
وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز.، حدد خبراء عسكريون تسعة أخطاء ارتكبها الجيش الروسي منذ اليوم الأول للغزو الذي أدى إلى هزيمته في الحرب.

سوء الحكم على الأوكرانيين

كان أكبر خطأ ارتكبته روسيا في هذه الحرب هو التقليل من قدرة الأوكرانيين على المقاومة. فقد خططت موسكو لتحقيق نصر سريع وسهل، وتوقعت أن يتم الترحيب بقواتها كمحررين، ولكن بدلاً من ذلك، رد الأوكرانيون بضراوة.

وساعد انضمام المدنيين للمقاومة في إحباط تقدم القوات الروسية على معظم الجبهات، كما حدث في بلدة فوزنيسنسك الزراعية، عندما حمل الناس بنادق الصيد وألقوا الطوب للمساعدة في إيقاف الجنود الروس على طول الساحل الجنوبي.

قلة استعداد الجيش الروسي

تشير شهادات الجنود الروس، الذين تم أسرهم، إلى أنه لم يتم إخبار العديد من القوات بأنهم سيغزون أوكرانيا. وقال البعض إنهم قالوا لهم إنهم سيشاركون في مناورة عسكرية أو سُيرسلون إلى منطقة دونباس الشرقية فقط. 

وقال جاك واتلينغ، من معهد رويال يونايتد سيرفيسز في لندن، إن هذا يعني أنهم غير مستعدين نفسيًا للمشاركة في الحرب وإطلاق النار.

وأضاف واتلينغ أن ضخامة الخسائر التي تكبدتها روسيا في الأيام الأولى للحرب أدت إلى انهيار معنويات الجنود. وقدر الناتو عدد القتلى الروس بنحو 15 ألف في الأسابيع الأولى للحرب، أي أكثر من عدد موسكو في حرب الاتحاد السوفيتي التي استمرت عشر سنوات في أفغانستان. 

ويقول المسؤولون الأوكرانيون إنهم جمعوا 7000 جثة روسية من ساحة المعركة، رغم أن روسيا تؤكد أنها فقدت 1351 جنديًا فقط.

الغزو دون الإمدادات الكافية 

بدت الوحدات الروسية غير مستعدة على الإطلاق للظروف التي واجهتها في ساحة المعركة. فقد تزودت إمدادات تكفي لأسبوعين فقط، وسرعان ما نفدت بسبب المقاومة الأوكرانية الشرسة. 

بعد الأيام الأولى للحرب، أظهرت مقاطع فيديو جنودًا روس تقطعت بهم السبل على جوانب الطرق بعد نفاد الوقود والطعام، مما دفع الجنود الروس الجائعون لنهب المتاجر الأوكرانية.

وقال جون سبنسر، الذي يرأس برنامج دراسات الحرب الحضرية في منتدى سياسات ماديسون، إنه من المثير للدهشة أن تلك القوات تفتقر أيضًا إلى بعض الأدوات الرئيسية للحرب الحديثة، مثل معدات الرؤية الليلية. 

وأكد أن الأوكرانيين يمتلكون مثل هذه المعدات وكانوا قادرين على السيطرة على الليل، وشنوا هجمات ونصب كمائن تحت جنح الظلام ضد عدو غير قادر على رؤيتهم.

كما لا تمتلك روسيا حتى أسلحة منتظمة كافية لتجهيز جميع القوات التي ترسلها إلى المعركة. وأفاد شهود في تقرير لرويترز بأن بعض الجنود الذين تم تجنيدهم حديثًا على الجبهة الشرقية حصلوا على بنادق تم تطويرها لأول مرة في القرن التاسع عشر وتوقف إنتاجها منذ عقود.

عدم الاعتراف بسوء الخدمات اللوجستية الخاصة بهم

يؤكد الخبراء العسكريون أن الوقات الروسية واجهت فشلًا لوجستيًا كبيرًا، عندما نفد الطعام والإمدادات الأخرى للقوات بعد فشل الخطة الأولية، ولم يكن لدى القادة في موسكو أي خطط لإعادة الإمداد. 

كما فشلت القوات الروسية في التقدم نحو العاصمة كييف بسبب تأخر إصلاح أعطال الآليات العسكرية.

الفشل في تدمير الدفاعات الجوية الأوكرانية

كان خبراء العسكريون يتوقعون أن يستهدف الجيش الروسي أنظمة وقواعد الدفاع الجوي الأوكرانية قبل إرسال القوات عبر الحدود، وبدلاً من ذلك، توغلت القوات دون دعم جوي.

وما يثير حيرة المراقبين العسكريين أن القوات الجوية الأوكرانية ما زالت قادرة على التحليق بعد سبعة أسابيع.

الهجوم على جبهات كثيرة

بدأت روسيا عمليات الغزو من أربع جبهات هي: الشمال باتجاه كييف والشمال الشرقي باتجاه خاركيف والشرق والجنوب من شبه جزيرة القرم.

بمجرد أن واجهت الدفعة الأولى من القوات الروسية، وجدت بقية القوات نفسها معلقة على طول حدود الدولة، مما أدى إلى تعطيل خطوط الإمداد. 

ووفقًا لقاعدة “نسبة القوة” التي يستخدمها خبراء التكتيكات العسكرية، تحتاج القوة الغازية إلى 20 جنديًا لكل 1000 من سكان الدولة. بالنسبة لدولة بحجم أوكرانيا، فإن هذا الحساب يعني أن روسيا كانت تحتاج في هذه الحرب إلى 880 ألف جندي، كما قال مايكل كلارك، الأستاذ الزائر في قسم دراسات الحرب في كلية كينغز لندن. 

وأكد أن القوة العسكرية الروسية التي دخلت الحرب أصغر من أن تقاتل ناهيك عن السيطرة على الأرض.

استخدام اتصالات غير مؤمنة

والمثير للدهشة أن الروس شنوا حربًا كبرى باستخدام الهواتف المحمولة وأجهزة الراديو القديمة للتواصل، مما ساعد الأوكرانيين في اعتراض الرسائل المتعلقة بالتحركات الروسية في ساحة المعركة وانتظارها بالكمائن. 

ونجحت القوات الأوكرانية في استهداف 7 جنرالات على الأقل في ساحة المعركة، بعد اعتراضهم رسائل حول مواقعهم، وفقًا لما قاله سؤول غربي لصحيفة نيويورك تايمز.

السير دون خطوط قيادة واضحة

يقول الخبراء إن الجيش الروسي شديد المركزية لدرجة أن القوات على الأرض لا يمكنها اتخاذ أو إصدار أي أوامر، مما تسبب في صعوبة التكيف مع التطورات على الأرض.

وعلى عكس الجيوش الأميركية والغربية الأخرى، لا يوجد لدى الجيش الروسي ضباط صف. 

عدم وجود خطة ب

من الواضح أن الروس لم يكونوا مستعدين لسيناريو يواجهون فيه مقاومة، ولم يضعوا أي خطط بديلة. وبدلاً من ذلك، تقدمت القوات إلى الأمام كما خططت في البداية، فوقعت في الكمائن وتعرضت للقتل على يد الأوكرانيين. 

الحرة